أعود الى سورة التوحيد التي أنزلت للمتعمّقين في آخر الزمان.
(قل هو الله احد)
قل ككلمة كُن، لما تجلى الله سبحانه وتعالى في النور الأول، كان محمّد، وكانت الحقيقة المحمّديه هي المرآة التي تجلت فيها الأسماء الحسنى.
(قل هو الله احد) أي يا محمد كن مرآةً في وجودك، وهذه المرآة تتجلى منها الأسماء الحسنى.
رواية ينقلها الشيخ الطوسي عن إمامنا الباقر صلوات الله عليه:
“عن عبد الله بن عجلان السكوني قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:
بيت عليّ وفاطمة حجرة رسول الله وسقف بيتهم عرش رب العالمين وفي قعر بيوتهم فرجة مكشوطة إلى العرش معراج الوحي، والملائكة تنزّل عليهم بالوحي صباحاً ومساءً وكل ساعة وطرفة عين، والملائكة لا ينقطع فوجهم، فوج ينزل وفوج يصعد.
وإن الله تبارك وتعالى كشف لإبراهيم عليه السلام عن السماوات حتى أبصر العرش وزاد الله في قوة ناظره.
وإن الله زاد في قوة ناظر محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم وكانوا يبصرون العرش ولا يجدون لبيوتهم سقفاً غير العرش، فبيوتهم مسقفة بعرش الرحمن ومعارج الملائكة والروح فوج بعد فوج لا انقطاع لهم، وما من بيت من بيوت الأئمة منا إلا وفيه معراج الملائكة، لقول الله عز وجل: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام).
قال: قلت من كل أمر؟
قال عليه السلام: بكل أمر.
فقلت: هذا التنزيل؟
قال عليه السلام: نعم”.
فهم مهبط الوحي، وهكذا نسلم عليهم:
“السلام عليكم يا اهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي”.
الى هذا الإشارة في الدعاء المروي عن إمامنا الحجة صلوات الله عليه:
“اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك المأمونون على سرك المستبشرون بأمرك الواصفون لقدرتك المعلنون لعظمتك، أسألك بما نطق فيهم من مشيتك فجعلتهم معادن لكلماتك وأركاناً لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان، يعرفك بها من عرفك، لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك”.
لكن الحقيقة المحمّدية هي في مقام العبودية الأسمى، ولا يوجد هناك عبد حقيقي كمحمّد صلى الله عليه وآله.
حين نتناول المطالب المعرفيّة العميقة لابد أن نلتزم بقاعدة نوريّة مهمة جداً وهي قاعدة حفظ المقامات وتعدد الحيثيات، وإذا لم نراعي هذه القاعدة فإننا سنقع في خلط وخبط. وهذا ما يوقعنا في الضلالة ويوقعنا في الحماقة ويوقعنا في كل الشرور. وحينئذ ستتكسر الحدود وتتقطع الأوصال.
لكننا دائماً نبقى نتحدث في ضمن إطارين: إطار التوحيد وإطار الولاية، وما كان للتوحيد فهو للتوحيد وما كان للولاية فهو للولاية.
وما تحدثنا عن قول الدعاء: “لا فرق بينك وبينها” فهذا من حيثية ومع حفظ المقامات كما قال الدعاء: “إلا أنهم عبادك وخلقك”.
* مقطع من برنامج “شرح الزيارة الجامعة الكبيرة” لسماحة الشيخ الغزي – الحلقة 7 – الدقيقة 1:36 – على موقع زهرائيون:
رابط مكتبة زهرائيون:
http://zahraunmak.com/archives/videos/040
أضف تعليقك