من حديث المعرفة بالنورانية:
سأل أبو ذر الغفاري سلمانَ الفارسي رضي الله عنهما:
يا أبا عبد الله ما معرفة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام بالنّورانيّة ؟
قال : يا جندب فامضِ بنا حتّى نسأله عن ذلك
قال: فأتيناه فلم نجده، قال: فانتظرناه حتى جاء
قال صلوات الله عليه : ما جاء بكما ؟
قالا : جئناك يا أمير المؤمنين نسألك عن معرفتك بالنّورانيّة
قال صلوات الله عليه : مرحباً بكما من وليّيْن متعاهديْن لدينه لستما بمقصّريْن
لعمري أنّ ذلك الواجب على كلّ مؤمن ومؤمنة
ثم قال صلوات الله عليه : يا سلمان ويا جندب
قالا : لبّيك يا أمير المؤمنين
قال صلوات الله عليه : إنّه لا يستكمل أحدٌ الإيمان حتّى يعرفني كُنه معرفتي بالنّورانيّة
فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان
وشرح صدره للإسلام وصار عارفاً مستبصراً
ومن قصّر عن معرفة ذلك فهو شاكّ ومرتاب
يا سلمان ويا جندب
قالا : لبّيك يا أمير المؤمنين
قال عليه السلام : معرفتي بالنّورانيّة معرفة الله عزّ وجلّ ومعرفة الله عزّ وجلّ معرفتي بالنّورانيّة
قلت: يا أمير المؤمنين من المؤمن وما نهايته وما حدّه حتى أعرفه ؟
قال عليه السلام : يا أبا عبد الله (سلمان)
قلت : لبّيك يا أخا رسول الله
قال: المؤمن الممتحن هو الّذي لا يَرِدُ من أمرنا إليه شيءٌ إلّا شرح صدره لقبوله ولم يشكّ ولم يرْتب
إعلم يا أبا ذر أنا عبد الله عزّ وجلّ وخليفته على عباده
لا تجعلونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنّكم لا تبلغون كُنه ما فينا ولا نهايته
يا سلمان ويا جندب
أنا محمّد ومحمّد أنا ، وأنا من محمّد ومحمّد منّي
قال الله تعالى : مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان
يا سلمان ويا جندب
قالا : لبّيك يا أمير المؤمنين
قال : إنّ ميّتنا لم يمت وغائبنا لم يغب وإنّ قتلانا لن يقتلوا
يا سلمان ويا جندب
قالا : لبّيك صلوات الله عليك
قال : أنا أمير كلّ مؤمن ومؤمنة ممّن مضى وممّن بقي وأُيّدت بروح العظمة وإنما أنا عبدٌ من عبيد الله لا تسمّونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لن تبلغوا من فضلنا كُنه ما جعله الله لنا ولا معشار العُشر
يا سلمان ويا جندب
قالا : لبّيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك
قال عليه السلام: من آمن بما قلتُ وصدّق بما بيّنتُ وفسّرتُ وشرحتُ
وأوضحتُ ونوّرتُ وبرهنتُ فهو مؤمن ممتحن امتحن الله قلبه للإيمان
وشرح صدره للإسلام وهو عارفٌ مستبصرٌ قد انتهى وبلغ وكمل
ومن شكّ وعند وجحد ووقف وتحيّر وارتاب فهو مقصّرٌ وناصب
أوّلنا محمّد وآخرنا محمّد وأوسطنا محمّد وكلّنا محمّد فلا تفرّقوا بيننا
ونحن إذا شئنا شاء الله وإذا كرهنا كره الله
الويل كلّ الويل لمن أنكر فضلنا وخصوصيّتنا وما أعطانا الله ربّنا
لأنّ من أنكر شيئاً ممّا أعطانا الله فقد أنكر قدرة الله عز وجل ومشيّته فينا
يا سلمان ويا جندب فهذه معرفتي بالنّورانيّة فتمسّك بها راشداً فإنّه لا يبلغ أحدٌ من شيعتنا حدّ الإستبصار حتّى يعرفني بالنّورانيّة
(من فواصل قناة القمر الفضائية – نايلسات تردد 11641 افقي)
* جميع برامج ومحاضرات الشيخ عبد الحليم الغزي متوفرة على موقعه الرسمي، موقع زهرائيون
أضف تعليقك