بحث مخصّص

★ المثال 1: ما جاء من جواب نُشر في موقع مركز الأبحاث العقائدية التابع لمرجعية السيّد السيستاني.. جاء الجواب هكذا:
(أنّ ما فعلته الزهراء كان بإسلوب (إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة) كما ورد في القرآن مِن عتاب لرسول الله وحاشاه – أي رسول الله – مِن العتاب وإنّما المعنيُّ كان غيره..)
★ المثال 2: ما جاء في كتاب [من فقه الزهراء: ج5] للمرجع الراحل السيّد محمّد الشيرازي
بعد أن يُورد أمثلة تقترب مِن جهة وتبتعد مِن جهة أخرى.. يقول في الخلاصة التي وصل إليها:
(إذا عرفتَ هذا فاعلم أنّ الحوار الذي دار بين الإمام علي والصدّيقة الزهراء كان بهدف بيان الانزجار مِن القوم ..)
إذا أردنا أن نفهم كلمة الانزجار وفقاً للغة العربية باعتبار أنّ الكتاب كُتب بالّلغة العربية، ومُوجّه لأناس يعرفون العربية، فإنّ الكلام حينئذٍ سيكون لا معنى له، لأنّ كلمة (الانزجار) بالّلغة العربية إمّا تأتي بمعنى الاتّباع (فلان انزجر لفلان) أي تبعه في نهيه هذا.. أو أنّ الانزجار تأتي بمعنى (الامتناع). فالانزجار بالمعنى الّلغوي العربي لا معنى له هنا في المحاورة إطلاقاً!! ولولا أنّي على معرفة جزئية بالّلغة الفارسية، لَما فهمتُ هذه العبارة.
كلمة (الانزجار) في الّلغة الفارسية تعني كراهية شديدة ونُفرة وغضب.. فيكون معنى كلام السيّد الشيرازي سليماً إذا فهمنا كلمة (الانزجار) باللّغة الفارسية لا العربية!
■ ظاهرة استعمال كلمات فارسية في الكتب العربية لعلمائنا تُشكّل أساساً في فهم الموضوع.. على سبيل المثال: تفسير الميزان (هذا التفسير مشحون بالكلمات الفارسية التي إذا قرأها العربي سوف يفهم المعاني بشكل مغلوط!!)
إذا كنتم أيّها العلماء لا تفهمون حديث الزهراء قولوا: لا نعرف الجواب.. لماذا تُسيؤون إلى الزهراء؟!
(البداية ستكون مِن القرآن الكريم.. سأعرض لكم صوراً يتحدّث فيها الأنبياء والمعصومون بأساليب تبدو أنّها مُنافرة للذي يُفترض أن يكون، ونبحث في خلفيّتها).
❂ وقفة عند هذه الآيات مِن سورة الأنعام – في قصّة إبراهيم النبي، قوله تعالى:
{فلّما جنّ عليه الّليل رأى كوكباً قال هذا ربّي فلمّا أَفَل قال لا أحبُّ الآفلين ..}.
كلام واضح في بُنيتهِ الّلفظية لا يتناسب مع شخصية إبراهيم! خصوصاً في عقيدتنا نحنُ الذين نعتقد أنّ الأنبياء كاملين مِن بداية أمرهم (وقطعاً كلٌ بحسبه). فلا يُمكن أن يكون هذا الكلام قد صدر مِن إبراهيم وهو يقصد الّلفظ والمعنى كما هو هو.. لأنّنا هنا نتعامل مع شخصية معصومة (مع نبي).
❂ عرض لمقطع آخر مِن مقاطع حياة النبي إبراهيم في الكتاب الكريم يتكرّر فيه هذا الأسلوب.
ولكن هذا الكلام هو من ضمن برنامج ضمن مكيدة ومخطط.. وهذه النتائج لا يستطيع أن يصل إليها إلّا ضمن هذا المخطط!
كذلك الزهراء عليها السلام حين كانت تتحدّث مع أمير المؤمنين في المحاورة بتلك الطريقة كانت تهدف إلى شيء.. وسيأتي معناه.
● قوله تعالى {أذّنَ مُؤذنٌ أيَّتُها العِير إنّكم لسارقون} هم لم يكونوا سارقين لصواع الملك، وإنْ كانت الآية فيها إشارة إلى أنّهم سرقوا يُوسف مِن أبيه! فهذه تورية لطيفة (لُطفٌ في الإشارة).
الله نسب المكيدة لنفسه! مع أنّ كلّ التفصيل كان قضية جُزئية أراد فيها يوسف النبي أن يُلحق أخيه بنيامين به وأن يُرتّب أمراً لبيان الحقائق لإخوتهِ حتّى يتّضح خطؤهم، وتتبيّن الحكمة من وجوده في مصر، وتفاصيل أخرى.
❂ عرض لمشهد آخر في الكتاب الكريم في سورة الأعراف (في قصّة موسى وهارون والعجل والسامري).
وقفة عند هذه الآية 150 من سورة الأعراف:{ولمّا رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خَلَفتموني مِن بعدي أعجلتم أمْر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه قال ابن أمّ إنَّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تُشمتْ بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين}.
✤ (وقفة عند الحادثة التي تتناقلها الشيعة في مجالسها وأحاديثها حينما جاء الحسنان في صِغرهما وشاهدا شيخ كبير في السن يتوضأ ولا يُحسن الوضوء، فجاءا إليه وقالا له: إنّا نريد أن نتوضأ بين يديك وأنت احكم أيّ واحد منّا وضوءه صحيح؟ والشيخ عرف الرسالة فقال: يا بُنيّ وضوءكما صحيح، أنا وضوئي ليس بصحيح).
✤ الزهراء صلوات الله عليها قالت الذي قالت في تلك المحاورة دِفاعاً منها عن سيّد الأوصياء.. لأنّ جواسيس السُلطة كانت تسترق السمع وتتنسّط!!
فالزهراء هنا تدافع عن حياة أمير المؤمنين.. وإذا درسنا المُعطيات ستتضحُ لكم هذه الصورة جليّة واضحة بكلّ تفاصيلها.
الخلاصة هي أنّ هذه الصور المختلفة كلّها تُشير أنّ هناك ألفاظاً ونصوصاً وهناك أحداث ووقائع وتفاصيل تجري في سيرة المعصومين لها غايات ولها حِكم وأبعاد لا نستطيع أن نفهمها من دون أن نفهم تلك الغايات.. وهذا الأمر لن نصل إليه مالم نعرف معاريض أقوالهم، ولن نستطيع أن نعرف معاريض أقوالهم حتّى نعرف سيرتهم عليهم السلام بالتفصيل.
ولن نعرف سيرتهم بالتفصيل مالم تكن هناك موسوعية في فهم القرآن الكريم وفقاً لمنهجهم! (مَن لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكّب الفتن).
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الجمعة:
26/8/2016م ــ 22 ذى القعدة 1437

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.