بحث مخصّص

أحداث الظهور وأحداث الرجعة وأحداث القيامة الكُبرى قد تتماهى بعض جهاتها وتتداخل وتترابط.. وما الظهور إلّا بوّابة مِن خلالها سندخل إلى مرحلة الرجعة.
فأيّام الله ثلاثة (يوم القائم عليه السلام، ويوم الرجعة، ويوم القيامة).
■ وبيّنتُ أنّ نواقيس الرجعة تبدأُ بالقرع أو الدقّ قبل أوان الظهور.. إنّها في الفترة القريبة جدّاً مِن ظهور إمام زماننا عليه السلام.
(إعادة موجزة لِما تمّ ذِكره في الحلقة السابقة).
✤ الرجعة الكبرى تكون بعد شهادة الإمام الحجّة عليه السلام وانتهاء المقطع المهدويّ الأوّل!
وتبدأ هذه الرجعة الكبرى بعودة سيّد الشهداء عليه السلام
✤ قبل أن يأتي إمام زماننا إلى النجف، حين يذهب إلى المدينة ويُطهّر المسجد النبوي ويُخرج أعداء الزهراء مِن تحت التراب.. (فهذه الأحداث هي جزء مِن إرهاصات الرجعة، وبداية للمُحاكمة الكُبرى)!
✤ هناك مُحاكمة كُبرى عالمية سيراها الناس جميعاً.. سمّاها الأئمة عليهم السلام في أحاديثهم بـ(يومِ القَصاص) وهذا اليوم تماماً كيوم الحساب!
✤ وقفة عند روايات الإمام الباقر عليه السلام التي مرّت الإشارة إليها في الحلقة الماضية، والتي تتحدّث عن ترقّي العقل البشري في مرحلة الظهور الشريف.
● رواية الإمام الصادق عليه السلام في كتاب [الخرائج والجرائح] والتي تشير أيضاً إلى أنّ البشريّة في مرحلة الظهور سترتقي عن الحالة التي كانت عليها قبل الظهور!
(العلْم سبعة وعشرون جُزءاً فجميع ما جاءتْ به الرسل جُزءان، فلم يعرف الناس حتّى اليوم غير الجُزأين، فإذا قام القائم أخرج الخمسة والعشرين جُزءاً فبثّها في الناس، وضمّ إليها الجُزأين، حتّى يبثها سبعة وعشرين جُزءاً)
والحديث هنا في الرواية عن العِلم الذي يرتبط بعالمنا الذي عُبّر عنه بـ(قُبّة آدم) وما يتّصل بها مِن القِباب الأخرى.. فالذي يبدو مِن الروايات أنّ قُبّة آدم هي المركز، وسائر العوالم الأُخرى ترتبط بهذه القُبّة.
✤ حديث الإمام الصادق عليه السلام في [الكافي الشريف: ج1] وهو حديث مهم جدّاً في تفاصيله وعناوينه ورُموزه.
فالإمام عليه السلام يُعطينا في هذا الحديث منظومة وخارطة كاملة لتكوين العقل بكلّ جزئيّاته، وتكوين الجهل بكلّ جُزئيّاته!
✤ رواية جميلة جدّاً أيضاً للإمام الصادق عليه السلام في [الكافي الشريف :ج1] – باب العقل والجهل. يتحدّث فيها الإمام عليه السلام عن مناشيء العقل، والقاعدة والأرضيّة التي تُركّب فيها مواطىء أقدام جنود العقل وجنود الجهل في الإنسان.
✤وهناك رواية للإمام الصادق عليه السلام تختصر المطلب كلّه، يقول عليه السلام: (العقلُ دليل المؤمن)
الدليل هو الذي يقود القافلة.. فالعقل هو القائد والدليل الذي يقود المؤمن.
✤ عليٌّ صلوات الله عليه سمّى دولته (دولة الدُوَل) إنّها حضارةُ الحضارات..
(وقفة قصيرة موجزة تُبيّن معنى هذه العناوين: دورة الحضارات، صدام الحضارات.. والسبب الذي سيجعل مشروع آل محمّد صلوات الله عليهم مشروعاً مميزاً يمثّل فيه هذا المشروع حضارة الحضارات).
■ وقفة عند رواية الإمام الصادق عليه السلام عن جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله:
(إذا رأيتم الرجل كثير الصلاة وكثير الصيام فلا تُباهوا به – أي لا يُعجبكم ذلك – حتّى تنظروا كيف عقله!)
الدين ليس في الصلاة والصيام.. الدين في العقل الذي يُريده أهل البيت عليهم السلام، والذي يكون في حرب الجاهلية الجهلاء.
✤ رواية الإمام الصادق عليه السلام في [بصائر الدرجات]: (عن هشام الجواليقي عن أبي عبد الله، قال: إنَّ لله مدينة خلف البحر سعتها مسيرةُ أربعين يوماً، فيها قومٌ لم يعصوا الله قط، ولا يعرفون إبليس ولا يعلمون خلق إبليس، نلقاهم في كلّ حِين فيسألونا عمَّا يحتاجون إليه، ويسألونا الدعاء فنعلّمهم، ويسألونا عن قائمنا حتّى يظهر، وفيهم عبادة واجتهاد شديد، ولمدينتهم أبواب ما بين المِصراع إلى المصراع مئة فرسخ – المِصراع فلقة الباب، والمئة العدد الأكثر في التعبير -، لهم تقديس واجتهاد شديد، لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم، يُصلّي الرجل منهم شهراً لا يرفع رأسه مِن سُجوده، طعامهم التسبيح، ولباسهم الورع …
ولهم خَرْجة مع الإمام – المهدي – إذا قاموا يسبقون فيها أصحاب السلاح منهم، ويدعون الله أن يجعلَهم مِمَّن ينتصرُ به لدينهم، فيهم كهول وشُبَّان، وإذا رأى شابٌّ منهم الكهْل جلس بين يديه جلسة العبد لا يقوم حتّى يأمره، لهم طريق هم أعلم به مِن الخلق إلى حيث يُريد الإمام، فإذا أمرهم الإمام بأمر قاموا أبدا حتَّى يكون هو الذي يأمرهم بغيره،
لو أنَّهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب مِن الخلْق – مشرق الدنيا ومغربها – لأفنوهم في ساعة واحدة، لا يختل الحديد فيهم، ولهم سيوف مِن حديد غير هذا الحديد، لو ضَرب أحدهم بسيفه جبلاً لقدَّه حتّى يفصله، يغزو بهم الإمام الهند والديلم والكرك والترك والروم وبربر وما بين جابُرسا إلى جابُلقا، وهما مدينتان: واحدة بالمشرق وأخرى بالمغرب – خارج هذه الأرض-، لا يأتون على أهل دين إلّا دعوهم إلِى الله وإلى الإسلام وإلى الإقرار بمُحمَّد صلَّى الله عليه وآله ومَن لم يسلم قتلوه حتَّى لا يبقى بين المشرق والمغرب وما دون الجبل أحدٌ إلّا أقرّ).
✤ وقفة عند رواية الإمام الحسن المُجتبى عليه السلام (عن أبي الجارود عن أبي سعيد قال: قال الحسن بن علي أنَّ لله مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب على كلّ واحدٍ – مِن هذه المُدن – سُورٌ مِن حديد، في كلّ سور سبعون ألف مِصراع، يدخل مِن كلّ مصراع سبعون ألف لُغة آدمي، ليس منها لغة إلَّا مُخالف الأخرى وما فيها لُغة إلَّا وقد علمناها، وما فيهما وما بينها ابن نبيّ غيري وغير أخي وأنا الحُجَّة لهم).
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الاربعاء:
2016/7/20م ــ 15 شوال 1437

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.