بحث مخصّص

لابدُ أن نعرفَ أن النبوَّات التي ذُكرت في القُرآن تتمثّل في عدّة خطوط:
• هُناك الخطُّ الآدمي ويبدأ بأبينا آدم ثُمّ ينتقل هذا الخطّ إلى هابيل، وبعد هابيل إلى هبة الله، ويتسلسل حتّى نُوح النبيّ، ويستمر هذا الخط في نُبوّة هود، في نُبوّة صالح.. هذا هو الخطّ الآدمي.
• وهناك الخطُّ الإبراهيمي: وهذا الخط لهُ عِدة اتّجاهات.. نحنُ لسنا على علم بكلّ أسماء الأنبياء،..
• هناك اتّجاه يُمثّله النبي لوط.
• وهناك اتّجاه يمثله النبيّ اسحاق يظهر واضحاً في ولده يعقوب وهنا يبدأ الخطّ الإسرائيلي.
• وهناك الخطُّ الاسماعيلي (إبراهيم فإسماعيل الذي يستمرُّ في سُلالة إسماعيل في النبوّات حتّى ولادة النبي وولادة الوصي “صلّى الله عليهما وآلهما” مثلما جاء في الروايات: (حتّى يتجلّى هذا النُور الإلهي في أطهر طاهرين: عبد الله، وأبو طالب)
{وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قومِ اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره قد جاءتكم بيّنة مِن ربّكم هذهِ ناقةُ الله لكم آية فذروها تأكلُ في أرض الله ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم} الأخوّة هنا عشائرية وليست أخوّة الإيمان.
{هذهِ ناقةُ الله لكم آية فذروها تأكلُ في أرض الله ولا تمسّوها بسوء} أنتم الذين أردتم علامةً مِن الله وهذهِ هي العلامة، فذروها تأكل في أرض الله، هي لا تضرّكم ولا تُؤذيكم.
فهود النبي يقول: {فاذكروا آلاء الله} وصالح النبي يقول: {فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مُفسدين}
{قال الملأُ الذين استكبروا مِن قومه للذين استضعفوا لِمَن آمن منهم أ تعلمونَ أنَّ صالحاً مُرسلٌ من ربّه قالوا إنّا بما أُرسل به مؤمنون} دائماً الحديث عن الملأ عن النُخبة، عن الزعامة (زعامة الدين، زعامة السياسة، زعامة المال) هؤلاء هم النُخبة هناكَ مجموعة المُستكبرين في مواجهة نُوح النبي
استكبارٌ واستهزاءٌ وسخرية بالحقّ وتكذيبٌ بالآيات والآلاء.. بعبارة موجزة واضحة: هناك عملية تعطيل للعقل!
الأنبياء يُريدون أن يُثيروا دفائن العقول.. الملأ المُستكبرون من زعامات الدين والسياسة والمال يُريدون تَعطيل العَقل
{للذين استضعفوا لِمَن آمن منهم} ما كُلّ المُستضعفين آمنوا بصالح النبي.. هناك كثير مِن المُستضعفين يركضون ليل نهار حُفاةً عُراء وراء المُستكبرين مِن دُون أن ينتفعوا شيئاً.. في بدايات عصر الغَيبة الكُبرى ركض علماء الشيعة على الفكر الناصبي انبهاراً به واستخذاءً بين يدي الغالب، وبقيتْ هذه القضّية إلى يومنا هذا في ثقافتنا الشيعية.
المكتبة الشيعية، الإعلام الشيعي، المنبر الشيعي، المرجعية الشيعية، الأحزاب السياسية الشيعية كلّها تضبط خطواتها على أنغام موسيقى المُخالفين ماذا سيقولون عنّا.. هذا هو ركض المغلوب وراء الغالب، إمّا انبهاراً وإما استخذاءً أو ضعفاً في الشخصية.
{فعقروا الناقة وعتوا عن أمْر ربّهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تَعدنا إن كنتَ مِن المرسلين}
الذي عقر الناقة هو شخصٌ واحد لكنّهم أيّدوه ووقفوا معه. {فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين}
الذين تآمروا على عقر الناقة كان عددهم 9، فكان واحد من هؤلاء التسعة هو واحد من هؤلاء الستّة الذين شهدوا لِصالح وما رأوا من معجزة خروج الناقة من الجبل. (تقلّبات الدنيا، هكذا هم الناس، وهكذا سيرة الشيعة عِبر التأريخ).
{إنّكم لتأتونَ الرجال شَهوةً من دُون النساء بل أنتم قوم مسرفون} الّلواط خروجٌ على ما اعتادتهُ البشرية في حسناتها وسيّئاتها.
✤ اللواط فيه أمران:
❂ الأمر الأوّل: أنّ الّلواط هو خروجٌ على ما اعتاده المُجتمع البشري والذوق الإنساني مُنذ أبينا آدم وإلى هذهِ الّلحظة.. ولِذا فإنّ الله تعالى ألغى مدائن قوم لوط.
● الخطّابية منهم مَن يُصرّون على المُمارسة العمليّة لفاحشة الّلواط، ومنهم مَن يستحلّه (أي يرآه حلالاً)
❂ الأمر الثاني: أنّ الّلواط أمرٌ يُؤدّي إلى تهديم بناء التكوين الفطري عند الإنسان، وهذا الأمر هُو من أفضل الوسائل التي يُوظّفها إبليس في مُواجهة إمام زماننا.. لِذا النبي لوط حِينما هجم عليه الّلواطون استغاث بإمام زماننا.
✤ نقطة مهمّة:
إذا أردنا أن نُقارن بين قوم لوط وبين الخطّابية على طول التأريخ منذ زمان إمامنا الصادق وإلى هذا اليوم: نجد أنّ قوم لوط وجدوا في الّلواط شهوة لذّة.. أمّا الخطّابية قالوا: إنّ الّلواط عبادة من العبادات، والّلواط يُؤدّي إلى صفاء الباطن، والّلوط عنوان من عناوين التواضع لله!!
والخطّابيّة المعاصرون أيضاً يقولون هذا الكلام!!
{أليس منكم رجلٌ رشيد} أي ألا يُوجد فيكم عاقل؟ وهذا يعني أنّ اللواط يسلب العقل من الإنسان!
{وما كان جواب قومهِ إلّا أن قالوا أخرجوهم مِن قريتكم إنّهم أناس يتطّهرون}
■ وقفة عند حديث الإمام الصادق في [تفسير البرهان: ج4] في قوله تعالى: {لو أنَّ لي بكم قوة أو آوي إلى ركنٍ شديد} قال “عليه السلام”:
(القوّة القائم: والركن الشديد: ثلاثمئة وثلاثة عشر) فهذه الجهة هي التي ستكون في مواجهة هدم البناء التكويني للفطرة، وأبرز ملامح هدم البناء التكويني للفطرة هو: الّلواط.. فلوط النبي استجار بالقوّة المُعدّة المسؤولة عن مواجهة هدم بناء التكوين الفطري: إنّه صاحب الأمر، ومن هنا استجار بهِ. الملائكة هنا حين استجابوا استجابوا بأمرهم “صلوات الله عليهم”.
■ وقفة عند حديث الإمام في [تفسير البرهان: ج3]:
(في قوله تعالى: {إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين} قال “عليه السلام”: إنّ إبليس أتاهم في صورة حسنة فيها تأنيث – جاءهم كما يفعلُ المُخنّثون – عليه ثياب حسنة، فجاء إلى شباب منهم فأمرهم أن يفعوا به، فلو طلب إليهم أن يقع بهم لأبوا عليه – لجهلهم بهذه الجريمة ولأنّ ذلك خلاف الفطرة وخلاف الغَيرة – ولكن طلب إليهم أن يقعوا به – باعتبار أنّهم ليس عندهم علم بهذا الأمر – فلمّا وقعوا به التذّوه، ثمّ ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض- أي إبليس أحال بعضهم على بعض -).
إبليس مُستعد لأي شيء ولكن أن يصل إلى إضلال أبناء آدم!

عرض على قناة القمر الفضائية
الاثنين : 1 شوال 1438هـ عيد الفطر المبارك / الموافق : 26/6/2017م

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.