■ السَقيفة حسمتْ أمرها مِن البداية ورفعتْ شِعارها العُمري: “حسبُنا كتاب الله” فقضيّتهم واضحة.
لكنّ المؤسسة الدينيّة الشيّعيّة تلبّستْ بِلباسِ الثَقَلين، ولكنّنا في الواقع نقرأُ في تفاسيرها ما هو مُخالفٌ لعليّ وآل عليّ.
حِين يذبح مراجعنا تفسير الإمام العسكري بقول ابن الغضائري، وابنُ الغضائري هذا لا ندري هل قال هذا القول أم لا؟! ينسبون القول إلى كتابه والكتابُ لا ندري هل هو لابن الغضائري أم لِغيره..؟! مراجعنا الأحياء الآن يعتبرون قول ابن الغضائري حاكماً على قول غيره من الرجاليين..! ولو سألناهم هل رأيتم هذا الكتاب بأعينكم؟ هل تملكون له نُسخة صحيحة؟ الجواب: كلا.
❂ وقفة عند الآية 188 من سورة البقرة: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتُدْلوا بها إلى الحُكّام لتأكلُوا فريقاً مِن أموالِ الناس بالإثْمِ وأنتم تعلمون}. فإذا كانت القضيّة وهي في المجال المَحسوس هكذا تكون.. فما بالك بِمرجعٍ يعيش في هذا الزمان ويَحكم على رُواةٍ عاشوا قبل 1400 من السنين، لا شاهدهم ولا عرفهم، ونقل عن كُتبٍ هي الأخرى أُلّفتْ وفيما بين المُؤلّف وبين أولئكَ الرواة ما يقرب من 1000 سنة.. فلم يُشاهد هذا المؤلّف أيضاً هؤلاء الرواة
❂ وقفة عند الآية 94 من سورة النساء: {يا أيُّها الذين آمنوا إذا ضَربتُم في سبيلِ الله فتبيّنوا ولا تَقولوا لِمَن ألْقى إليكم السلامَ لسْتَ مُؤمناً تبتغونَ عَرَض الحياة الدنيا فعند الله مغانمُ كثيرة كذلك كنتم من قبْل فمَنَّ الله عليكم فتبيّنوا إنَّ الله كان بما تعملون خبيرا}
(وقفة عند [تفسيّر القمّي] يُبيّن لنا متى نزلت هذهِ الآية وما حِكايتها)
❂ وقفة عند الآية 6 مِن سورة الحُجرات: {يا أيُّها الذين آمنوا إنْ جاءَكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا..}
■ هذه الآية {يا أيُّها الذين آمنوا إنْ جاءَكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا..} ترتبطُ بواقعتين:
• الواقعة الأولى: ترتبطُ بالوليد بن عُقبة الذي كان أخاً لعثمان بن عفّان مِن جهة أمّهِ.. والوليد هذا فاسقٌ فاجر وقد ورد وصفهُ في القرآن مرّتين بأنّه فاسق.. فأيّ فاسقٍ هذا..؟! ورغم ذلك فالآية قالتْ لا تردّوا خبره حتّى تتبيّنوا..
• والواقعة الثانية وهي الأهم: فيما جاء مِن فِريةٍ أُلصِقتْ بالسيّدة مارية القبطيّة وكيف أنّ عائشة قذفتها وقالتْ: أنّ إبراهيم (الذي هو ابن رسول الله) قالت إنّه ليس ابنُ رسول الله وإنّما هو ابنُ جُريح القبطي.
■ سأقف عند أهمّ بندٍ في صكّ البيعة الغَديرية.. يقول خاتم الأنبياء صلّى الله عليه وآله:
(معاشر الناس تدبّروا القرآن وافهموا آياته ومُحكماته ولا تتّبعوا مُتشابهه، فو الله لا يُوضّح تفسيره إلّا الذي أنا آخذ بيده ورافعها بيدي، ومُعلّمكم إنّ مَن كنت مولاه فهو مولاه وهو علي..)
● قد يقول قائل: ولكنّنا نُحبّ علياً ونُواليه ونسعى في طاعتهِ.. وأقول: نعم، ولكن حينما لا تأخذون التفسير مِن عليّ فهل ينطبِق عليكم هذا الشقّ مِن قول رسول الله (الّلهمّ والِ مَن والاهُ)؟!
● إلى أن يقول سيّد الكائنات وهو يتحدّث عن مَراسم البيعة: (ألا وإنّي عند انقطاع خُطبتي أدعوكم إلى مُصافحتي على بيعتهِ والإقرار لهُ بولايته، ألا إنّي بايعتُ لله وعليٌ بايعَ لي وأنا آخذكم بالبيعةِ له عن الله، فمَن نكثَ فإنّما ينكثُ على نفسه..)
✤ سأضرب لكم مِثالاً: وقفة عند ما يقوله سيّد الأوصياء في نهج البلاغة في الخطبة 109، يقول:
(سُبحانك خالقاً ومعبوداً بحُسْن بلائكَ عند خلقك، خلقتَ داراً – أي الجنّة – وجعلتَ فيها مأدبةَ: مشْرباً، ومطعماً، وأزواجاً، وخَدَماً، وقُصوراً، وأنهاراً، وزُروعاً، وثماراً، ثمّ أرسلتَ داعياً يدعو إليها – أي إلى هذهِ المأدبة – فلا الداعى أجابوا – أي الخَلْق- ولا فيما رغَّبتَ إليه رغبوا، ولا إلى ما شوَّقتَ إليه اشتاقوا أقبلوا على جيفةٍ افتضحوا بأكلها – يُشير إلى الدُنيا – واصطلحوا على حُبّها، ومَن عَشِق شيئاً أعشى بصرهُ، وأمرضَ قلبه، فهو ينظرُ بعينٍ غيرِ صحيحة، ويسمع بأذنٍ غير سميعة، قد خرقتْ الشهوات عقله، وأماتتْ الدُنيا قلبه، وولهت عليها نفسه فهو عبدٌ لها، ولِمَن في يدهِ شيءٌ منها: حيثما زالتْ زال إليها، وحيثما أقبلتْ أقبلَ عليها..)
■ وقفة عند كلام سيّد الأوصياء في لخُطبة 158 من [نهج البلاغة] يقول:
(ذلك القرآن فاستنطِقوه ولن ينطق، لكنْ أُخبركم عنه، ألا إنّ فيه علْم ما يأتي، والحديث عن الماضي، ودواء دائكم، ونظْمَ ما بينكم).
وقفة عند حديث أبي حنيفة مع الإمام الصادق عليه السلام : أنّ أبا حنيفة أكل طعاماً مع الإمام الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليهم، فلمّا رفع الصادق يده مِن أكله قال: الحمد لله ربّ العالمين، الّلهم هذا منك، ومِن رسولك (صلّى الله عليه وآله). فقال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله، أجعلتَ مع الله شريكاً؟
فقال له: ويلك، فإنَّ الله تعالى يقول في كتابه: {وما نَقموا إلّا أن أغناهم الله ورسوله مِن فضله}، ويقول في موضع آخر: {ولو أنّهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيُؤتينا الله مِن فضله ورسوله}.
فقال أبو حنيفة: والله، لكأنّي ما قرأتهما قط مِن كتاب الله ولا سمعتهما إلّا في هذا الوقت!
فقال أبو عبد الله: بلى، قد قرأتهما وسمعتهما، ولكنّ الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك: {أم على قلوبٍ أقفالها} وقال: {كلّا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}) . وأهْل البيت صلواتُ الله عليهم يقولون: حديثُنا جلاء القلوب، فهو الذي يُزيل الرين عن القلوب.
هذا حال أبي حنيفة أشباههِ لأنّ أبا حنيفة لم يُبايع بيعة الغَدير لا بالّلفظ ولا بالمعنى.. أمّا فُقهاؤنا ومراجعنا فقد بايعوا بيعة الغَدير ولكنّهم لم يَفوا لسيّد الأوصياء بشروط صكّ البيعة الغَديريّة، فلم يأخذوا تفسير القرآن عن عليّ وآل عليّ!
عرضت على قناة القمر الفضائية
الاثنين : 2 شهر رمضان 1438هـ الموافق : 29/5/2017م
أضف تعليقك