حديث النبيّ الأكرم في [إقبال الأعمال]: (معاشر الناس تدبّروا القرآن وافهموا آياته ومُحكماته ولا تتّبعوا مُتشابهه، فو الله لا يُوضّح تفسيره إلّا الذي أنا آخذ بيده ورافعها بيدي، ومُعلّمكم إنّ مَن كنت مولاه فهو مولاه وهو علي..) إلى أن يقول “صلّى الله عليه وآله”: (إنّي قد بيّنتُ لكم وفهَّمتُكم: هذا عليٌ يُفهّمكم بعْدي..)
عليٌ هو المولى، عليٌ هو المُفسّر، عليٌ هو الوصيّ، عليٌ هو الإمام، عليٌ هو العالم، عليٌ هو الحقّ، عليٌ هو الدين، عليٌ هو الإيمان، عليٌ هو الإسلام، عليٌ هو القرآن.
سيّد الأوصياء في [نهج البلاغة] حِين يقول: (وهذا القرآن إنّما هو خطّ مستورٌ بين الدفّتين لا ينطقُ بلسان، ولا بُدّ له مِن ترجمان، وإنّما ينطق عنه الرجال) هؤلاء الرجال هُم التُرجمان للقُرآن، كما نقرأ في زيارة آل ياسين (السلامُ عليكَ يا تالي كِتاب الله وترجمانه) تُرجمان القرآن هو الحُجّة بن الحسن.
■ وفي مَوطنٍ آخر يقول سيّد الأوصياء في الخُطبة 158:
(ذلك القرآن فاستنطِقوه ولن ينطق، لكنْ أُخبركم عنه، ألا إنّ فيه علْم ما يأتي، والحديث عن الماضي، ودواء دائكم، ونظْمَ ما بينكم).
سنذهب معاً في هذهِ الحلقة في جولة بين رياض أحاديثهم الزاهرة.. فنحنُ نتقلّب ما بين عِطر الكتاب وعطر العِترة، ولا أجدُ تَوفيقاً في الحياة أعظم مِن هذا التوفيق أن نتقلّب بين خمائل آل مُحمّد في قُرآنهم وحديثهم الزاهر.
(اعرفوا منازل شِيعتنا عندنا على قدْر روايتهم عنّا وفَهْمِهم منّا)
(مَن دَخل في هذا الدين بالرجال، أخرجهُ منه الرجال كما أدخلوهُ فيه، ومَن دخلَ فيه بالكتاب والسُنّة، زالتْ الجبال قبل أن يزول)
(أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا، ، إنّ الكلمة لتنصرف على وجوه ، فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب)
(يا بني .. اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم، فإنّ المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان إنّي نظرت في كتاب لعليّ فوجدتُ في الكتاب : أنّ قيمة كلّ امرئ وقدره معرفته ، إنّ الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما أتاهم من العقول في دار الدنيا).
(حديثٌ تدريه خيرٌ من ألف حديث تَرويه، ولا يكون الرجل منكم فَقيهاً حتّى يعرف معاريض كلامنا وإنّ الكلمة مِن كلامنا لتنصرف على سبعين وجهاً لنا من جميعها المخرج).
■ الإحسان في الرواية يتحقّق بعدّة أمور:
• أولاً: حِفظها بشكل صريح إمّا بالألفاظ أو بالمعنى.
• ثانياً: تلفُّظ الرواية بالفصاحة والعربيّة الواضحة كما يقولون “صلواتُ الله عليهم”: (اعربوا كلامنا فإنّا قَومٌ فُصحاء)،
• ثالثاً: وكذلك جودة إلقائها وبيانها، فجودة الإلقاء تكشف عن معرفة المُلقي بِمعاني ما يُلقيه.
• رابعاً: معرفة شؤون الرواية (الروايات التي تأتي لتوضيح معناها، الروايات التي تُعارضها، الروايات التي في مقام التقيّة، الروايات ذات المعنى الأعمق) • خامساً: الإحسان أيضاً يكون في بيان معانيها ومعرفة مصادرها وتفاصيلها حِين يُسأل عنها.
■ وقفة عند ما يقوله السيّد الخوئي في كتابه [التنقيح في شرح العُروة الوثقى: ج1] يقول:
(للجَزم بأنَّ مَن يُرجع إليه في الأحكام الشرعية لا يُشترط أن يكون شديد الحبّ لهم أو يكون ممَّن له ثباتٌ تام في أمرهم..)
الإمام الهادي عليه السلام لابنا ماهويه، حين سألا الإمام عمّن يأخذان معالم دينهما قال:
(فاصمدا في دينكما على متين في حبّنا، وكلّ كبير التقدّم في أمرنا، فإنّهما كافوكما إنْ شاء الله تعالى)
■ وقفة عند حديث الإمام السجّاد في [الكافي الشريف: ج2] يقول:
(آياتُ القرآن خزائن، فكلّما فتحتَ خِزانةً ينبغي لكَ أن تنظر ما فيها..)
(لا خيرَ فيمَن لا يتفقّه مِن أصحابنا، يا بشير! إنّ الرجل منهم إذا لم يستغنِ فإذا احتاجَ إليهم ادخلوه في باب ضَلالتهم وهُو لا يَعلم)!
✤ الخُلاصة:
• أولاً: علينا أن نُجدّد البيعة لعليّ بعد أن عرفنا مَضمونها، وأن نَفي لعليّ بهذهِ البيعة.
• ثانياً: أن نسعى لتطبيقها فنُعرض بوجوهنا عن المرجع، عن الخطيب، عن الفضائيّة التي لا تأخذ التفسير مِن عليّ.. ولا يكذبون عليكم.. سلوهم عن المصادر.
• ثالثاً: أن ننشر هذا الأمر (شروط صكّ بيعة الغدير والوفاء بها) بين الناس.
• رابعاً: أن يكون المُفسّر مُفهَّماً عن عليّ.
عرضت على قناة القمر الفضائية
الثلاثاء : 3 شهر رمضان 1438هـ الموافق : 30/5/2017م
أضف تعليقك