بحث مخصّص

✤ كان الحديث في الحلقة الماضية في جانب مِن مسيرة إمام زماننا صلوات الله عليه حين يُقبل مِن الحجاز إلى العراق.
والحديث تناول فتنة (السفياني)..
✤ نقطة مهمّة : حين أتناول السفياني في هذا البرنامج فذلك لأسباب، وهي:
● أوّلاً : أنّ السفياني يُشكّل علامة مهمّة جدّاً جدّاً وقريبة مِن ظهور إمام زماننا علي السلام.
● ثانياً : فتنة السفياني سيفتتنُ بها أكثر الشيعة، وسيقعون في هذا الامتحان، وقد مرّت الروايات في ذلك يوم أمس!
● قول الإمام عليه السلام (فيقولون : ارجع مِن حيث شئت لا حاجة لنا فيك) القائلون بهذا القول هم فقهاء الشيعة،
وسأقرأ لكم مِن كتاب [ الإرشاد ] للشيخ المفيد ما يُؤكّد هذه الحقيقة !
سألوا الأئمة: لماذا اختلفت سيرة سيّد الأوصياء في البصرة عن سيرته في صفّين قال:
لأنّ أهل البصرة ليس لهم إمام، حين تفرّق الجيش لم يعودوا إلى إمامٍ أو إلى عاصم .. بينما الجيش الشامي يختلف، كان له إمام وهو معاوية، وكانت له عاصمة.
● وصلتنا رسالة مِن أحد الإخوة – على ما يبدو مِن منطقة (الكفل) في العراق وما حولها – يقول: أنّه يُوجد في تلك المنطقة مقام معروف بمقام (إبراهيم الخليل) فلربّما الرواية تتحدّث عن هذا المقام، وهذا يدلّك على صدق الرواية ومُطابقتها للواقع الجغرافي.
● واضح مِن الرواية أنّ الشيعة بايعت السُفياني، وأنّ فقهاء الشيعة هم الذين يقولون للإمام: ارجع .. هؤلاء خرجوا مع السفياني لقتال الإمام الحجّة!! لهذا السبب أكرّر دائماً : أنّه علينا أن نُصحّح المؤسسة الدينية.. أن نُصحّح الثقافة الشيعية، لأنّ هذا الواقع الذي اختُرق بالثقافة الناصبية هو الذي سيُؤدّي إلى هذه النتائج.
■ رواية الإمام الصادق في كتاب [نور الأنوار]: (فإذا خرج القائم مِن كربلاء وأراد النجف والناس حوله، قتل بين كربلاء والنجف ستّة عشر ألف فقيه ! فيقول الذين حوله مِن المُنافقين: إنّه ليس مِن وُلد فاطمة وإلّا لرحِمَهم، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة فخرج منهُ مِن باب النُخيلة – أي من جهة النخيلة – مُحاذيَ قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل مِن أهل الكوفة يُريدون قتله، فقتلهم جميعاً فلا يُنجى منهم أحد)
فقطعاً الفقهاء الخارجون على الإمام عليه السلام هم من هذه المنطقة، من فقهاء النجف .. من العراق.
■ رواية الإمام الباقر عليه السلام في كتاب [ الإرشاد ] للشيخ المُفيد: (إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة، فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتّى يأتي على آخرهم، ويدخل الكوفة فيقتل بها كلّ منافق مرتاب، ويهدم قصورها، ويقتل مُقاتلتها حتّى يرضى الله عزّ وعلا)
● البترية اسمٌ يُطلق في زمان الأئمة على مجموعة من الزيدية .. فهل هناك زيدية بهذا العدد الهائل في العراق ؟!!
فالحديث هنا عن (بترية الشيعة) وليس المُخالفين.. وهم الذين يبترون عقائد أهل البيت عليهم السلام.
■ وقفة عند الرواية الواردة عن سدير الصيرفي في [ رجال الكشي ] والتي تُبيّن من هم [ البترية ].
✤ عنوان البترية مُرتبط بسورة (الكوثر) هناك عنوان (الكوثر) وهو فاطمة، وهناك عنوان مُضاد له وهو عنوان (الأبتر).
■ وقفة عند رواية سيّد الأوصياء عليه السلام في [غيبة النعماني]:(المهدي أقبل، جعد، بخدّه خال، يكون مبدؤه مِن قبل المشرق، وإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدْر حمل امرأة تسعة أشهر، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام، إلّا طوائف مِن المُقيمين على الحق، يعصمهم الله مِن الخروج معه…)
✤ ستأتينا الروايات، وستتّضح الصورة مِن أنّ المدّ العبّاسي والمدّ السفياني، وخصوصاً العبّاسيون لهم مكر بالمشروع المهدوي تزول منه الرّجال (أي تخرج الرجال من ولاء إمام زماننا عليه السلام)!
✤ قانون زمان الغَيبة هو : (لا جرم أنّ مَن عَلِم الله مِن قلبه مِن هؤلاء العوام أنّه لا يُريد إلّا صيانة دينه وتعظيم وليّه، لم يتركه في يد هذا الملبِّس الكافر). الحال الذي كُنت عليه في زمان الغَيبة، ستكون عليه في زمان الظهور.. وتلك هي العدالة المهدويّة.
✤ نظرة سريعة على آيات من الكتاب الكريم
■وقفة عند الآية (45 و46) من سورة إبراهيم.
● رواية الإمام الصادق عليه السلام في بيان معنى قوله تعالى {وإن كان مكرُهم لتزولَ منه الجبال}
يقول عليه السلام (وإن كان مكر بني العبّاس بالقائم لَتزول منه قلوب الرجال).
✤ الذي يُواجه الإمام السّفياني، أمّا العبّاسيون فيبدو من خلال الروايات أنّهم موجودون في العراق.
■ وقفة عند الآيات (8 – 9 -10) من سورة المُدّثر {فإذا نُقِر في الناقور * فذلك يومئذ يومٌ عسير * على الكافرين غير يسير}
■ وقفة عند الآيات مِن (46 وما بعدها) من سورة المُدّثر {وكُنّا نُكذّب بيوم الدين * حتّى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين * فما لهم عن التذكرة مُعرضين * كأنّهم حُمُرٌ مُستنفرة * فرّت مِن قسورة}
✤ من كلّ هذه البيانات التي تقدّم ذكرها يتلخّص لدينا التالي:
● أولاً : خطورة الوضع (خطورة العاقبة) وهي خطورة يستشعرها أولياء أهل البيت حين يخافون عن عاقبة أمرهم..
● ثانياً : أنّ ما يترتّب على خطورة الوضع وخطورة الموقف هو دفع هذا الموقف الخطر مِن الآن.. خصوصاً إذا عرفنا أنّ احتمال ظهور السفياني كبير جدّاً في هذا العصر (علماً أنّي لا أتحدّث عن تأريخ مُعيّن، فذلك مِن علم الغَيب) ولكن هُناك قرآئن أنّ ظهور السفياني سيكون قريباً. كلّ هذا احتمالات، وسأعرض لكم الروايات والأحاديث في ذلك في حلقة يوم غد.
● وكذلك مع وجود ساحة شيعية مُختلّة مُهترئة مُخترقة بالفكر الناصبي .. مع كلّ هذا فإنّ تكليفنا – كمُنتظرين – هو التمهيد لإمام زماننا عليه السلام.
– والفقرة الأولى في مشروع التمهيد : إحياء أمر إمام زماننا.
– والآلية في إحياء أمره : هي الإصلاح الثقافي (فنحنُ بحاجة إلى تغيير بُنية العقل الشيعي مِن عقل سُفياني إلى عقل مهدوي.. فلو كانت العقول مهدوية فإنّها لن تُبايع السُفياني!).
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم السبت :
2016/7/3م ــ 27 شهر رمضان 1437هـ

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.