✤ حديثنا في أجواء الانتظار .. والبرنامج مُوجّه لمُنتظري ومنتظرات الحجّة بن الحسن
✤ الآية الأخيرة من سورة آل عمران{يا أيُّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا الله لعلّكم تفلحون}
اصبروا .. صابروا .. رابطوا .. اتّقوا .. كلّ هذه المعاني إذا أردنا أن نبحث عن جوهرها فهي تدور حول مضمون واحد وهو الصبر .. والصبر لا يُمكن أن يتحقّق بمعناه التام والصحيح مِن دون الإخلاص.
الإخلاص هو أحد المنابع الرئيسة للصبر.. فالإخلاص هو الذي يدفع إلى الثبات والصدق والصبر.
● الصبر : اصبروا على دينكم.
● المُصابرة : صابروا أعداءكم وتحمّلوا الأذى.
● المُرابطة : رابطوا إمام زمانكم.
● واتّقوا الله : مُروا بالمعروف وانهوا عن المٌنكر.. وما مِن مُنكر أنكرُ مِن عداء آل مُحمّد صلوات الله عليهم.
✤ مُخالفة المسائل الفتوائية مِن المُنكرات، وعدم الإتيان بالواجبات مِن المنكرات، ولكن الأولويّة في رأس القائمة هو ما يرتبط بالولاية والبراءة (هذا التثقيف وضع العناوين الأولى للمنكر (الزنا والّلواط وشرب الخمر) والعناوين الأولى للمعروف (الصوم والصلاة والحج) هذا الترتيب في الأولويات ووضع هذه العناوين قبل الولاية والبراءة جيء به مِن الثقافة المُستدبرة.
✤ للاختصار والإيجاز أضعُ هذا العنوان : المرابطة .
الإمام الصادق عليه السلام يقول: (ورابطوا إمامكم)
هذا العنوان (مرابطة إمام زماننا) يجمع كلّ تلك المعاني المُتقدّمة.
■ بالمُجمل .. معنى المرابطة هو : التواجد عند الثغور (عند مواطن الخطر، ومواطن الضرر التي يُحتمل أن يأتي منها الخطر والضرر والخوف والمشاكل)، المرابطة هنا بمعنى الانتظار، المراد من الانتظار : العمل والعمل والعمل
– الانتظار : طلب معرفة، وتحقيق عقيدة، وتوطين للنفس على العمل، واستعداد للتضحية. الانتظار هو بذل الغالي والنفيس لأجل هذا الذي ننتظره .. الانتظار يعني التمهيد، يعني الدعاء بتعجيل الفرج .. ولا يكون الدعاء صادقاً مِن دون عمل . فالدعاء مِن دون عمل كالقوس بلا وتر.
✤ أوصاف المرابط :
● المرابط هو العارف بإمامه والعارف ببرنامج عمله. (عقول وأفهام ومعرفة) لابدّ أن يمتلك حظّاً من معرفة إمام زمانه ومن معرفة واجبه تجاه إمام زمانه.
● لابُدّ أن يكون صادقاً مُخلصاً مع إمام زمانه.
● لابُدّ أن يكون صابراً مُتحمّلاً للأذى في هذا الطريق، هذا الطريق طريق عمل وصبر ومتابعة وجدّ وكفاح.
● لابدّ أن يكون يقظاً مُنتبهاً مُلتفتاً واعياً، لا أن يكون غافلاً .. لابدّ أن تكون حواسه مُلتفتة.
هذه المعاني إذا اجتمعتْ مع بعضها وتآزرت فيما بينها يتحقّق معنى المرابطة.
✤ رواية الإمام الصادق عليه السلام: (علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريتَه، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلّط عليهم إبليس وشيعتُه النواصب. ألا فمَن انتصب لذلك مِن شيعتنا كان أفضل ممّن جاهد الروم والترك والخَزَر ألف ألف مرّة، لأنّه يدفع عن أديان مُحبينا، وذلك يدفع عن أبدانهم).
✤ رواية الإمام الكاظم عليه السلام في تفسير الإمام العسكري (فقيه واحد يُنقذ يتيماً مِن أيتامنا المُنقطعين عنّا وعن مُشاهدتنا بتعليم ما هو مُحتاج إليه، أشدُّ على إبليس مِن ألف عابد. لأنّ العابد همّه ذات نفسه فقط، وهذا همّه مع ذات نفسه ذات عباد الله وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته. ولذلك هو أفضل عند الله من ألف ألف عابد) هذه هي المرابطة : مرابطة ثقافية فكريّة عقائديّة .. ولذلك أنتم تحتاجون إلى فكر، تحتاجون إلى علم ومعرفة.
● أنا أزعم أن هذه الثقافة التي تحتاجونها في هذه المرابطة موجودة في برامجي في قناة القمر وعلى موقع زهرائيون.
تابعوا هذه البرامج .. إذا أيقنتم بعد أن تدقّقوا النظر وتتأكّدوا أنّ قولي هذا صحيح وبيّن وواضح فيكون هذا الأمر واجب شرعي عليكم. يجب عليكم أن تتعلّموا، أن تعرفوا وتتسلّحوا، وإلّا كيف ترابطون مع إمامكم. هذه الثقافة بحاجة إلى نشر وانتشار.. والجميع يُحاربون هذه الثقافة ولا يُريدون لها أن تنتشر (أقول هذا عن خبرة ومرابطة طويلة).
✤ الإمام الجواد عليه السلام: (إنّ مَن تكفّل بأيتام آل مُحمّد – أي الكفالة العلميّة – المُنقطعين عن إمامهم، المُتحيّرين في جهلهم، الأُسراء في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب مِن أعدائنا، فاستنقذهم منهم، وأخرجهم مِن حيرتهم، وقهر الشياطين بردّ وساوسهم وقَهَر الناصبين بحُجج ربّهم، ودليل أئمتهم، ليُفضّلون عند الله تعالى على العابد بأفضل المواقع، بأكثر مِن فضل السماء على الأرض، والعرش والكرسي والحُجُب على السماء وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء).
✤ الإمام الهادي عليه السلام: (لولا مَن يبقى بعد غيبة قائمكم مِن العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحُجج الله، والمُنقذين لضعفاء عباد الله مِن شباك إبليس ومَرَدته، ومِن فِخاخ النواصب لَما بقي أحد إلّا ارتدّ عن دين الله، ولكنّهم الذين يُمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يُمسك صاحب السفينة سُكانها – أي المقوَد -، أولئك هم الأفضلون عند الله عزّ وجل).
أقول : حين تكون الثقافة ثقافة مُستدبرة (طلبُ المعارف مِن غير طريقنا أهل البيت مُساوق لإنكارنا).
حينما تُطلب المعارف مِن غير طريقهم هذا هو الارتداد .. وهذا الارتداد واقع ! والناجين قلّة (لا جرم أنّ مَن عَلِم الله مِن قلبه مِن هؤلاء العوام أنّه لا يُريد إلّا صيانة دينه وتعظيم وليّه، لم يتركه في يد هذا الملبِّس الكافر).
● من أخطر وأشهر هذه الفخاخ ما أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام حين تحدّث عن قانون الولاء الشخصي ..
✤ مقطع مِن رواية طويلة لإمامنا السجاد عليه السلام: (وإنّ لحم الخنزير أخفُّ تحريماً مِن تعظيمكم مَن صغّره الله، وتسميتكم بأسمائنا أهل البيت، تلقبكم بألقابنا مَن سمّاه الله بأسماء الفاسقين ولقّبه بألقاب الفاجرين).
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الاربعاء :
2016/6/29م ــ 23 شهر رمضان 1437هـ
أضف تعليقك