وصل الحديث في الحلقة السابقة إلى ذكر ليلة القدر.. وخطابي معكم أنتم يا شباب شيعة الحجّة بن الحسن.
فالأئمة صلواتُ الله عليهم أخبرونا عنكم أنّ قلوبكم تميل إلى حديث محمّد وآل محمّد، وليست كالكبار الذين سطلتهم الصنمية والأعراف والتقاليد الموروثة.
– الكهول في أنصار القائم كالملح في الطعام أو كالكُحل في العين، والكُحل في العين قليل، والمِلح في الزاد قليل. والمُراد من الكهول في ثقافة أهل البيت مَن بلغ الثلاثين، والشيخ مَن بلغ الأربعين، وما بعد الأربعين في ثقافة أهل البيت سِنّ الشيخيّة، وما بعده يأتي سنّ الشيخوخة.
– لا تقبلوا كلامي ودقّقوا فيه، راجعوا الكتب والمصادر وتتأكدوا، أو أن تُطابقوه على الواقع وتُحكّموا عقولكم ووجدانكم وإنصافكم وضمائركم، وإمّا أن تناقشوا الأمر فيما بينكم.
✤ كونوا زهرائيين يا شباب الشيعة .. وحين أقول كونوا زهرائيين فهذا العنوان (زهرائيين) ليس عنواناً لحزب أو تنظيم أبداً.. ليس عنواناً لمجموعة تحمل شعارات لمجموعات تدعو لزعيم معيّن .. كونوا زهرائيين أي انتسبوا إلى الزهراء صلوات الله عليها.
■ انتسبوا إلى فاطمة هذه الّليلة ..
● وثقية الانتساب : النيّة الصادقة .
● وبدل الإشتراك الذي يُدفع للانتساب إلى فاطمة : الحزم والعزم والتوجّه الصادق إلى وجه الله الذي إليه يتوجّه الأولياء.
– إمامنا الصادق عليه السلام يقول (شيعتنا أصحاب الأربع) أي الذين يملكون أربعاً من العيون [ عينان في رأسه يُبصر بهما أمر دنياه، وعينان في قلبه يُبصر بهما أمر دينه ].
-حديث سيّد الأوصياء مع ذلك الرجل صاحب العقيدة العوراء الذي قال للإمام عليه السلام
(إنّي أحبّك وأحبّ فلاناً – عدّو الزهراء – فقال له الإمام عليه السلام : أما الآن فأنت أعور، فإمّا أن تَعمى وإمّا أن تُبصر) !
– حيث أجاب النبي الأعظم عن سؤال وُجّه إليه: لأي شيء فرض الله الصوم على هذه الأمة؟ فقال :
(إنّ آدم لمّا أكل مِن الشجرة بقيتْ في بطنه ثلاثين يوماً، ففرض الله على ذرّيته الجوع والعطش ثلاثين يوماً).
● آدم ما أكل لحماً ولا خُبزاً وإنّما أكل علماً مخلوطاً بالحسد !
✤ مراراً أقول لشباب الشيعة : لا تُصدّقوا كلامي ولا تُصدّقوا كلام غيري، دونكم الفضائيات، الأنترنيت، اليوتيوب وأنتم استمعوا .. فهناك كثيرون يتحدّثون، استمعوا لمدّة شهر أو أكثر، ميّزوا بين المُتكلّمين، والحظوا أيّ الحديث يشدّكم إلى آل محمّد صلوات الله عليهم فتمسّكوا به، فنجاتكم مع آل محمّد عليهم السلام. لا تسمعوا مِن شخص واحد، ولا تربطوا أنفسكم بصنم من الأصنام.. اسمعوا مِن الجميع ثمّ ميّزوا حتّى تستطيعون أن تفكّروا بطريقة صحيحة.
– أفضل الأعمال في هذه الّليلة طلب المعرفة (معرفة إمام زمانكم).. ومعرفة إمام زمانكم هي معرفة فاطمة.
● ذكرت لكم أن ارجعوا إلى الزيارة الجامعة الكبيرة، وخذوا مقطعاً منها
● أو مقطع من دعاء الندبة الذي يشتمل على مُناجاة إمام زماننا وتفكّروا فيه.
ادخلوا على موقع زهرائيون وتابعوا الحلقة الأخيرة من برنامج [يا علي] فهي عن الصديقة الكبرى عليها السلام.
● زيارة الحسين عليه السلام.
● وتكرار دعاء (الّلهمّ كن لوليّك الحجّة بن الحسن…) حتّى لو كان إلى 20 مرّة على الاقل .
● ودقائق تتوجّهون فيها إلى إمام زمانكم تطلبون منه أن يُعرّفكم فاطمة، تطلبون منه أن تُوفّقوا في الانتساب إليها.
توجّهوا إلى إمام زمانكم وعاهدوه بهذا العهد الموجود في مفاتيح الجنان في زيارة الإمام الحجّة التي بدايتها [ السلام عليك يا خليفة الله وخليفة آبائه المهديّين ] هناك عهد مُفصّل مع أنّه مُوجز.. هذا العهد يتحدّث عن موقفنا من إمام زماننا في زمان الغَيبة، وزمان الظهور، وزمان الرجعة.. ممّا جاء في هذا العهد :
(فلو تطاولت الدهور وتمادت الأعمار لم أزدد فيك إلّا يقيناً، ولك إلّا حبّاً، وعليك إلّا توكّلاً واعتماداً، ولظهورك إلّا توقّعاً وانتظاراً، ولجهادي بين يديك إلّا ترقّباً، فأبذل نفسي ومالي وولدي وأهلي وجميع ما خوّلني ربّي بين يديك والتصرّف بين أمرك ونهيك)
– الآية الأخيرة من سورة آل عمران: {يا أيُّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا الله لعلّكم تفلحون}
● الآية 183 من سورة البقرة {يا أيّها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين مِن قبلكم لعلّكم تتقون}
● في قول الإمام عليه السلام (آمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر) السؤال يطرح نفسه هنا :
هل يستطيع الإنسان أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهو لا يعرف ما هو المعروف وما هو المنكر ؟!
● المُنكر عند أهل البيت بالدرجة الأولى وبالأصل وفي المتن ما يرتبط بعداوتهم صلواتُ الله عليهم، وأشدّ هذا المُنكر أن نتوجّه إلى أعدائهم ونأخذ منهم علمنا وفكرنا ! هذا هو المنكر الحقيقي في زماننا والذي يجب على الجميع أن ينهوا عنه وأن يأمروا بكنسه وتنظيف الساحة الشيعية منه.
● الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر هو بيان معاني وحقائق الولاية والبراءة كما يُريدون صلوات الله عليهم، أعلى شيء في جانب الولاية : معرفة الإمام، وفي جانب البراءة : أن يُميّز بين الثقافة المُستدبرة والثقافة المُستقبلة (طلب المعارف مِن غير طريقنا أهل البيت مُساوق لإنكارنا)، (فلينظر الإنسان إلى طعامه) إلى علمه عمّن يأخذه.
✤ وقفة عند رواية أخرى لإمامنا الصادق عليه السلام:
(في قوله تعالى (اصبروا) اصبروا على الأذى فينا، (وصابروا) قال : على عدوّكم مع وليّكم، (ورابطوا) قال، المُقام مع إمامكم)
✤ المُنتظرون بحاجة إلى مُصابرة أكثر من الصبر {يا أيُّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا} رابطوا إمام زمانكم.
✤ قول رسول الله (سيأتي عليكم زمان ترون المعروف مُنكراً والمُنكر معروفاً، ويأتيكم زمان تأمرون بالمُنكر وتنهون عن المعروف)!
في زماننا اليوم وفي واقنا الشيعي يُؤمر بالمُنكر، ويُنهى عن المعروف ! حيث يأمر العلماء والمراجع بالترفق والبر والإحسان بالنواصب، وينهون عن الاستماع لحديث أهل البيت !!
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الثلاثاء :
2016/6/28م ــ 22 شهر رمضان 1437هـ
أضف تعليقك