بحث مخصّص

✤ في الحلقة الماضية وأنا أُخاطب أبنائي وبناتي مِن شباب شيعة الحجّة بن الحسن قلتُ لهم:
هذا البرنامج الذي ذكره الإمام السجاد عليه السلام انسوه .. وبيّنتُ السبب.
✤ وصلت في الحلقة الماضية إلى نقطتين:
■ الأولى : اعرفوا الواقع (أعرفوا زمانكم وأبناء زمانكم) وأعني بأبناء الزمان (الرموز الدينية والسياسية التي لها التأثير في الواقع العقائدي والواقع الثقافي) والمراد مِن معرفة أبناء الزمان أن تعرف عقائدهم، ■ الثانية : أن نتعلّم التفكير السليم، ولن نستطيع أن نفكّر بشكل صحيح ما لم نقم بعملية كنس وتنظيف داخل عقولنا وقلوبنا.
بعبارة مختصرة : عليكم أن تعيدوا بناء عقولكم وفقاً للثقافة المُستقبلة وليس وفقاً للثقافة المُستدبرة.
✤ عرض سريع لِما جاء في الحلقة السابقة بشأن رواية الإمام الصادق في تفسير الإمام العسكري عليه السلام، والتي تحدّث فيها الإمام الصادق عليه السلام عن مجموعات مختلفة من الفقهاء في الوسط الشيعي، الأغلبية الساحقة منهم أضرّ على الشيعة من جيش يزيد على الحسين عليه السلام وأصحابه! (وهذه الرواية تنطبق بدرجة أو بأخرى على هذا الواقع).
✤ إبليس أعان علماءنا، فشجّعهم على أن يُنكروا [ تفسير الإمام العسكري ] لأنّ هذا الكتاب يكشف مخطّطات إبليس، ومخطّطات أعوانه، مِن علماء ومراجع التقليد عند الشيعة الذي هم عند الإمام الصادق أضرّ مِن الشمر وحرملة!
✤ البعض حين يسمع حديثي هذا قد يراه ثقيلاً، ولكنّ حديثي هذا هو دون الذي جاء مذكوراً في كلمات الإمام الصادق في تفسير الإمام العسكري عليه السلام.
● الروايات تقول أنّ نوحاً النبي حمل في السفينة الكلب، ولم يحمل ابن الزنا .. ولكنّه حمل الحيوانات وكان مِن بين الحيوانات (الكلب).. ثُمّ يقول الإمام (والناصب شرٌ من ابن الزنا ) !
والإمام الصادق يصف مراجع تقليد في الواقع الشيعي ويقول عنهم: (ومنهم قوم نُصّاب لا يقدرون على القدح فينا، يتعلّمون بعض علومنا الصّحيحة فيتوجّهون به عند شيعتنا، وينتقصون بنا عند نصّابنا ثمّ يُضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه مِن الأكاذيب علينا الّتي نحن بُراء)!!
● قول الإمام عليه السلام (وينتقصون بنا عند نصّابنا) هذا الانتقاص مِن عندهم لأنّهم تعلّموا بعض علوم أهل البيت الصحيحة، فلا يُمكن أن يكون القدح في أهل البيت.
✤ حكاية يتانقلها علماء الحوزة، الحكاية كالتالي:
الزمان : ليلة القدر .. ليلة 23 من شهر رمضان ..
المكان : حرم أمير المؤمنين ..
الوقت بالتحديد بعد منتصف الّليل.
المرجع الكبير الشيخ مرتضى الأنصاري كان في الحرم الشريف لأمير المؤمنين عليه السلام.. وهو خارج من الحرم الشريف تبعه أحد الطلبة الصغار، وسأل الشيخ : شيخنا الكريم .. ماذا تنصحني في هذه الّليلة أن أعمل؟ ما هو أفضل الأعمال؟
فأجابه الشيخ مرتضى الأنصاري : نظر إلى كتاب في يد هذا الطالب، وقال له : أيُّ كتابٍ هذا الذي في يدك ؟ قال له : ألفية ابنُ مالك (كتاب معروف في علم النحو لأحد المُخالفين)
فقال له الشيخ الأنصاري : اقضِ وقتك في قراءة هذا الكتاب !!!!
● أمّا عن رأيي أنا في ما قاله الشيخ الأنصاري فأقول : هذا خرط بامتياز!!
✤ أفضل أعمال ليلة القدر عند المرجع الحقيقي (أهل البيت عليهم السلام) هي :
■ أوّلاً : طلبُ معرفة الإمام المعصوم
■ ثانياً زيارة الحسين، وزيارة الحسين مربوطة أيضاً بإمام زمانكم.
■ دعاء (الّلهمّ كُن لوليّك الحجّة بن الحسن…) على طول الّليلة في الركوع، في السجود، في القيام، وعلى كلّ حال في ليلة القدر.
وهناك أعمال أخرى أيضاً .. ولكنّ تاج الأعمال في هذه الّليلة هي هذه الأعمال الثلاث.
✤ الشيخ الأنصاري ينصح هذا الطالب بأن يقضي وقته في قراءة (ألفية ابن مالك) .. وأهل البيت صلواتُ الله عليهم يقولون : (مَن انهمك في طلب النحو سُلب منه الخشوع )!!!
✤ أنا هنا أتحدّث مع أبنائي وبناتي شباب الحجّة بن الحسن .. لأنّ أهل البيت صلواتُ الله عليهم يقولون (أين أنتم عن الأحداث، فإنّ قلوب الأحداث إلى حديثنا أميل)..؟!
الكبار عقولهم وقلوبهم مُتحجّرة ؛ لأنّهم نصبوا رجلاً دون الحجّة فصدّقوه في كلّ ما قال، ودعوا الناس إلى قوله !
● علينا أن نحقّق هذا المعنى في حياتنا : أن لا نُريد إلّا صيانة ديننا وتعظيم وليّنا .. والنتيجة هي:
✤ أقول لشباب شيعة الحجّة بن الحسن :
نحن الآن في أشرف ليالي شهر رمضان .. والّليلة القادمة قطعاً ليلة القدر، وأعني بكونها قطعاً ليلة القدر أعني أنّ ليلة 23 هي قطعاً ليلةُ القدر، والأئمة عليهم السلام هم بيّنوا ذلك إلينا في رواياتهم.. ولكن المجهول في ليلة القدر هو : هل نحن مِن أهل هذه الّليلة أم لسنا مِن أهلها؟!
وأعني بهذه العبارة: هل أنّ إمامي نظر إليّ بنظرة ينظر بها إلى أوليائهِ في ليلة القدر أم لا؟!
الذين يكونون مِن أصحاب هذه الّليلة هم الذين يفوزون بنظرة لُطفٍ وكرامةٍ ورعاية وعناية مِن إمام زماننا عليه السلام.
✤ وقفة عند مقطع من رواية جميلة ينقلها الشيخ الصدوق عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في كتابه [ الأمالي]. يقول صلّى الله عليه وآله وهو يتحدّث عن السبب الذي لأجله فرض الله الصوم علينا .. يقول:
(إنّ آدم لمّا أكل مِن الشجرة بقيتْ في بطنه ثلاثين يوماً – يعني بقيت الآثار – ففرض الله على ذرّيته الجوع والعطش ثلاثين يوماً)، يعني عمليّة تطهيريّة ..
✤ الصوم عن الطعام والشراب هذه مقدّمة كي نصوم عن الفِكْر المُستدبر والثقافة المُستدبرة.. صوموا هذا الصيام بشرائطه، ولكن اعرفوا أنّ هذا الصيام إذا لم يؤدّي إلى الصيام الحقيقي أن تصوم العقول عن الفكر المنحرف عن أهل البيت عليهم السلام (فلا صُمتم ولا صلّيتم)!!
✤ الصيام الزهرائي هو صيام عن الفكر الناصبي والثقافة المُستدبرة..
✤ إلى شباب شيعة الحجّة بن الحسن : الحلقات القادمة ضرورية جدّاً جدّاً .. تابعوها جيّداً.
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الاثنين :
2016/6/27م ــ 21 شهر رمضان 1437هـ

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.