✤ وصل الكلام بنا إلى باب حِطّة، وقرأتُ زيارة سيّد الشهداء التي نزوره بها في الأوّل والنصف من رجب والنصف من شعبان: (ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﻮﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺑﺎﺏ ﺣِﻜﻤﺔ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺑﺎﺏَ ﺣﻄّﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻣَﻦ ﺩﺧﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻣِﻦ ﺍﻵﻣﻨﻴﻦ)
وتساءلتُ: هل نحن الذين نُسمّي أنفُسنا بالحُسينيّين، هل دخلنا الباب مُستقبلين أم مُستدبرين كما صنع اليهود حين دخلوا مُستدبرين باب حطّة الذي نُصب عليه تمثال محمّد وعلي !
✤ وعرّجتُ على كلمات المعصومين صلوات الله عليهم فيما ذكروه بخصوص عاشوراء :
أيّ صلاح قد حدث في هذه الأُمّة، وهذا هو منطق وشرح وتحليل إمام زماننا لواقعة عاشوراء؟
✤ الواقع الموجود في الساحة الثقافيّة الشيعية أنّ المضامين المطروحة على المنبر الحسيني والأشعار والقصائد الحُسينية هي بالضبط مُعاكسة لهذا المنطق المهدوي، بعبارة صريحة: أنتم دخلتم الباب مُستدبرين أيّها الحُسينيّون، فعليكم أن تعودوا كي تدخلوا الباب مُستقبلين، فالذي عند الباب إمام زماننا.
✤ مثلما دخل اليهود باب حطّة وكان على الباب تمثال محمّد وعلي، فدخلوا الباب مُستدبرين بأدبارهم مُستهزئين بالفعل وبالّلفظ، فأنتم مِن حيث تشعرون أو لا تشعرون دخلتم باب الحسين مُستدبرين بفكر أعوج .. فهذا الفكر المطروح في الساحة الحسينية فكر لا صلة له بأهل البيت عليهم السلام!
✤ إلى الحسينيّين(أصحاب المواكب والهيئات) أقول:
● إنّكم تعرفون الحسين بحدود دمعة تسفحونها على مُصيبة يقرؤها الناعي .. وهذه المُصيبة لا توافق ذوق أهل البيت وإنّما هي وفقاً لذوق شاعر أو ناعٍ قروي لا يدرك حقيقة المشروع الحسيني .
● وتفهمون الحُسين قدْراً يُطبخُ فيه الطعام .. وتتعصّبون لهذا الموكب أو ذاك الموكب الذي ينتسب لهذا المرجع أو ذاك المرجع !
● وتتصارعون داخل المواكب على توزيع الطعام، أو الإشراف على تنظيف القدور، أو استقبال الناس عند بوابة الحسينيّات!!
● وأمّا الشعر والأصوات فصارت بورصة تُحسب بالدولارات.. !
فأين هذا الفهم والوعي المهدوي الذي يتحدّث عنه الأمويّون، ويُطبّقونه على أرض الواقع فيُسلطون السيوف على حسين وآل حسين..؟! وأين أنتم أيّها الحسينيون عن هذا الفهم وهذا الوعي وهذا المنطق الذي تحدّثت عنه كلمات المعصومين عليهم السلام، وكلمات إمام زماننا عليه السلام..؟!
كلّ هذا يكشف عن أنّنا دخلنا الباب مُستدبرين لإمام زماننا عليه السلام الذي نُخاطبه في زيارة الناحية المقدّسة ونقول: (أين وجه الله الذي إليه يتوجّه الأولياء)!
✤ وقفة عند الزيارة الأولى لسيّد الشهداء عن إمامنا الصادق عليه السلام في [ كامل الزيارات ]:
(وأنّك ثأر الله في أرضه، حتّى يستثير لك مِن جميع خلقه). أيّ مصيبة مصيبة الحسين .. وأيّ أسرار في هذه المصيبة ؟! والزيارة تقول بأنّ الله يستثير للحسين من جميع الخلائق !
ثُمّ يخرج مَن يخرج علينا ويقول : بأن فلان حُسين العصر !! أيّ منطق هذا ؟
هذا الذي تُسمّونه (حسين العصر) أهكذا تُخاطبونه ؟!
هناك حسين واحد فقط هو الذي يُخاطبه رسول الله (حسينٌ منّي وأنا مِن حسين) وهو الذي تُخاطبه الزيارة (وأنّك ثأر الله في أرضه، حتّى يستثير لك مِن جميع خلقه).. أيضاً في نفس الزيارة (ضمنت الأرض ومَن عليها دمك وثارك) فنحن مسؤولون عن دم الحسين جميعاً. ومُطالبون به، فدم الحسين في أعناقنا.
✤ حديثكم مع الحسين في ثلاث جهات:
● الأولى: جهة وجدانية عاطفية وأنتم صادقون في ذلك.
● الثانية: جهة المصيبة وأنتم تأخذونها من المنابر التي تكرع في الفكر المخالف.
● الثالثة: في الجانب العقائدي والفكري، وأنتم بعيدون جدّاً عن هذا فلا خبرة لكم بحديث أهل البيت.. وثقافتكم هي من ثقافة مكتبة يُقال عنها شيعيّة وقد شُحنت بالفكر المخالف لأهل البيت عليهم السلام.
✤هنا سؤال يُطرح عندهم وهو : لماذا صار الحال هكذا ؟
وأقول : لأنّ الجهة الت تُموّل الساحة الثقافية الشيعية هي أيضاً مُستدبرة! ومثال على ذلك كيفية تعامل علمائنا ومراجعنا مع الآية 6 من سورة الحجرات والتي تُعتبر من النصوص المركزية في نصوص العلم الديني: {يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا} وبيان منطوق الآية، ومفهوم الآية
● أمير المؤمنين عليه السلام يقول (اعرف الحقّ تعرف أهله) (اعرفوا الرجال بالحق، ولا تعرفوا الحقّ بالرجال). هذه العبارات تنسف علم الرجال نسفاً.
الميزان هو المتن.. اعرف الحق تعرف أهله .. هذا هو ميزان آل محمّد صلوات الله عليهم.
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الجمعة :
2016/6/24م ــ 18 شهر رمضان 1437هـ
أضف تعليقك