الآية 23 من سورة نوح: {وقالوا لا تذرنَّ آلهتكم ولا تذرنَّ وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا}
حادثة تحتاج إلى تفكّر وتدبّر عميقين جدّاً..
مَن هم هؤلاء (ود – سواع – يغوث – يعوق – نسر )؟!
هذه الأسماء هي لمجموعة من أولياء الله المُقرّبين ! سيّد الأوصياء يُحدّثنا عن هذه الأسماء الواردة في الآية 23 من سورة نوح, في رواية يتحدّث فيها عن فضيلة وتأريخ وخصائص مسجد الكوفة.
✤ وقفة عند [ تفسير القمّي ] لنعرف قصّة الآية 23 من سورة نوح
في قوله تعالى { ولا تذرن ودّاً ولا سواعاً.
✤ إذا ما رصدنا الاختراق الفكري الناصبي في بدايات عصر الغيبة الكبرى فإنّه جاء بنفس هذه الطريقة، حتّى تحوّل هذا المنهج إلى صنم يُعبد في المؤسسة الدينية، وفي الساحة الثقافة الشيعية.
المُخطط الإبليسي لا يكون في ساعة أو ساعتين إذا كان المخطط يتعلّق بأجيال وبأمم.
✤ من أخطر الأبواب التي يدخل إبليس منها : أن يدخل مِن باب الصلاح !
✤ من مزايا ومواصفات المخطط الإبليسي :
● أنّه طويل المدى ● أنّه جاء من طريق الدين ● أنّه جاء من طريق الصالحين.
من هنا استطاع إبليس أن ينفذ إلى المجتمع, وأن يُضلّ الأجيال .. والصالحون كانوا قلّة بانتظار (المُنقذ ) وهو نوح النبي!
✤ أليس هذه القواعد (قواعد علم الرجال وعلم الحديث وعلم الأصول وما يُسمّى بعلوم القرآن التي نقلها علماؤنا ومراجعنا من أعداء أهل البيت هي الحاكمة والمُتنفذّة اليوم في المؤسسة الدينية والمرجعية وفي دروس الحوزات العلميّة وفي عملية الاستنباط, وفي تشخيص مَن هو الأعلم, وغير ذلك..)!
✤ وقفة عند كلام سيّد الأوصياء في [ بحار الأنوار : ج 51 ] وهو يتحدّث عن الجاهليّة التي يستقبلها إمام زماننا عليه السلام من الناس عند ظهوره الشريف. (اعلموا علماً يقيناً أنّ الذي يستقبل قائمَنا من أمر جاهليتكم وذلك أن الأمّة كلها يومئذ جاهليّة إلّا مَن رحم الله..)!!
● قول الإمام عليه السلام (وذلك أنّ الأمّة كلّها يومئذ جاهليّة إلّا مَن رحِم الله) عبارة خطيرة جدّاً !
أمّا في هذه المرحلة فيختار صنميّة المنهج التي تقود إلى صنميّة الرجال/ الرموز/ المراجع !!
✤ إيّاك أن تنصب رجلاً دون الحُجّة فتصدّقه في كلّ ما قال!
✤ إذا كان الشيعي يُعرض عن إمامه فينصب رجلاً, مرجعاً, قائداً سياسياً, زعيماً مُجتمعيّا, فينصب رجلاً دون الحجّة فيُصدّقه في كلّ ما يقول إنّه قد صنع ونصب وأقام صنماً !
● نحن ندافع دفاع مُستميت عن منهج الكتاب والعترة لا عن فهم العلماء .. فَهْم العلماء فهم بشري .. فَهْم العالم يتغيّر, ويتقلّب ؛ لأنّه فَهْم بشري.. ولذا التسليم فقط لقول المعصوم.
● حكمة الصوم هي أن يكون صاقلاً للإنسان في أن يتوجّه إلى إمام زمانه.
✤ أدعية شهر رمضان الطويلة والقصيرة كلّها تربطنا بإمام زماننا من أوّلها إلى آخرها, حتّى أدعية الحج, لأنّ الحكمة مِن الصيام تثبيت الاخلاص, وما تثبيت الإخلاص إلّا بتحطيم الأصنام (الصغيرة والكبيرة )
✤ إذا كنتم تُريدون الجلوس على مائدة الحجّة بن الحسن فأنتم تحتاجون إلى ثوب نظيف, وهذا الثوب النظيف هو الصيام الزهرائي (الصيام تثبيت للإخلاص).. يكون الصيام تثبيتاً للإخلاص حينما يكون عامل مساعد في تكسير الأصنام.
✤ وقفة عند رواية الإمام الكاظم عن آبائه عن سيّد الأوصياء عن سيّد الكائنات “صلّى الله عليه وآله”، يقول فيها: (بعثتُ بين جاهليتين، لأُخراهما – هذه التي نحن نعيش فيها – شرٌ مِن أولاهما) كلمة في غاية الخطوة !
إيّاك إيّاك أيّها الشيعي أن تنصب رجلاً دُون الحجّة, فتصدّقه في كلّ ما قال، وتدعو الناس إليه .. إذا كنت كذلك فليس لك مِن صومك إلّا الجوع والعطش!
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم السبت:
2016/6/18م ــ 12 شهر رمضان 1437هـ
أضف تعليقك