بحث مخصّص

عن أبي عبدالله عليه السلام: يا يحيى مَن بات ليلة لا يعرف فيها إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
من هنا أبدأ معكم فيما بقي من شهر الصيام. هناك معرفة لإمام زماننا. وهناك ميتة جاهليّة.
فلا المعرفة بدرجة واحدة، ولا الميتة أيضاً بدرجة واحدة.
الجهل في مواجهة العلم والمعرفة، وأمّا الجهالة فهي في مواجهة العقل والفهم والحكمة.
نحن مُقبلون على ليلة هي خيرٌ من ألف شهر، وفي كلّ شهر 30 ليلة.. فيكون في ألف شهر 30 ألف ليلة. خيرٌ من ألف شهر .. يعني خيرٌ من 30 ألف ليلة. إنّها (ليلة القدر)
مقطع من خطبة خاتم الأنبياء في آخر جمعة من شهر شعبان : شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الّليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله).
مأدبة الله هي مأدبة الحجّة بن الحسن، ونحن مدعوّون إلى هذه المأدبة.. هل نعرف العنوان حتّى نتوجّه إلى هذه المأدبة؟ هل نمتلك بطاقة الدعوة ؟ هل وصلت إلينا ؟
(يا أبا خالد .. إنّ أهل زمان غيبته، القائلين بإمامته، المنتظرين لظهوره أفضل أهل كل زمان، لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغَيبة عندهم بمنزلة المُشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف، أولئك المُخلصون حقّاً، وشيعتنا صِدْقاً، والدعاة إلى دين الله عزّ وجلّ سرّاً وجهراً، وقال علي بن الحسين صلوات الله عليهما : انتظار الفرج من أعظم الفرج).
في حلقات هذا البرنامج سيكون الحديث في أجواء هذه السطور التي تلوتها عليكم من حديث الإمام السجاد مع أبي خالد الكابلي.
هناك عقول، وأفهام، ومعرفة.
الثوب الذي يحتاجه المدعو إلى مائدة الحجّة بن الحسن في هذه الّليالي هو (الصوم).
السؤال هنا : ماذا نعرف عن صومنا ؟هل الصوم الذي نصومه يتناسب مع هذه المأدبة ؟!
✤ مرور سريع على نماذج من حديث العترة وهم يُحدّثون الناس بلسان (المُداراة) عن الحكمة من الصيام.
✤ سؤال أسأله لنفسي ولكم :
هذه المعاني التي قُلت بأنّها تقع على الحاشية في معنى الصوم.. هل حقّقناها في أنفسنا وفي صيامنا؟!
✤ وقفة عند الصيام الزهرائي تُحدّثنا عنه الزهراء عليها السلام في خُطبتها الشريفة
الصيام الزهرائي : أنّنا نصوم كي نُثبّت إخلاصنا.
✤ كيف نُثبّت إخلاصنا ؟ في دعاء الندبة الشريف تعريف واضح للإخلاص.
فمِن أي مجموعة نحنُ (من الأولياء – من الأعداء – من النظّارة)؟!
✤ إن كنتم تبحثون عن وسيلة آمنة للجوء إلى إمام زماننا عليه السلام، توجّهوا إلى قمر الهاشميين قمر الهاشميين بوّابتنا إلى الحسين، بوّابتنا إلى أهل البيت.
✤ الصوم بهذا المعنى (والصيام تثبيتاً للاخلاص) هو كبح جماح العقل، وكبح جماح الوجدان، وكبح جماح القلب.. بعبارة موجزة ومُختصرة : الصيام عن غير إمام زماننا (صيام الأغيار).
صيام العقل، وصيام القلب، الصوم هي الحقيقة هو تكسير الأصنام.
فالصوم الزهرائي هو لتثبيت الإخلاص .. والإخلاص لا يُثبّت إلّا بتكسير الأصنام بكلّ أشكالها (صنم الأنا، صنم الدنيا، صنم الدين – ذاك الذي تنصبه بينك وبين الله دون الحجّة و تصدّقه في كلّ ما قال وتدعو الناس إلى قوله وهذا أخطر الأصنام –
✤ {وقالوا لا تذرنَّ آلهتكم ولا تذرنَّ وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا } هؤلاء رموز صالحون، ولكنّ العقول المُختلّة صنعت لهم أصناماً وعبدوا الأصنام.
عرضت على قناة القمر الفضائية الجمعة:
2016/6/17م ــ 11 شهر رمضان 1437هـ

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.