بحث مخصّص

✤ كان الحديث في الحلقة الماضية في أجواء قانون الرّموز، وتوقّفنا عند الرّمز الثّاني الوارد في كلمات العترة بشأن المُختار، وهو:
(أنّ المُختار في النّـار) لأنّ في قلبه شيء من حبّهما..
وقد عرضت هذه الرّوايات على قانون المكر الرّحماني، وقلت بأنّ الأئمة عليهم السَّلام انتقصوا مِن المُختار لئلا يتسرّع مَن يتسرّع مِن الشّيعة و مِن الهاشميين ويرفعون نفس الشعار الّذي رفعه المُختار: [يالثارات الحُسين].. فيعتقدون أنّهم قادرون على أن يقوموا بما قام به المُختار.
✤ تناولت هذه الرّوايات وفقاً لقانون الرّموز الإشارات والمعاريض، والخلاصة:
أنّ المُختار ليسَ له مماثل في البراءة العمليّة مِن بعد عاشوراء وإلى زمان ظهور إمام زماننا صلوات الله عليه.
✤ البراءة العمليّة في الحياة الدّنيوية لها تأثير في تنقيتنا مِن الطّين السّجيني.. ومع ذلك يبقى المُختار رغم كُل ما قام به مُحتاجاً لشفاعة الحُسين عليه السّلام.
✤ هذه الرّوايات القادحة في المُختار والّتي تقول بأنّ المخُتار في النّار، تُريد أن تُبيّن نقطتين.
● النّقطة الأولى: كُلّكم مُحتاجون للشّفاعة، ولن تستحقّوا الجنان بعملكم، ولن تستطيعوا التّخلص مِن الطّينة السّجينيّة حتّى لو كانتْ براءتكم العملية كبراءة المُختار.
● النقطة الثّانية: أنّ النّجاة عند الحُسين .. فباب الحُسين أسرع، وسفينة الحُسين أوسع.
✤ في هذه الحلقة سأسلّط الضّوء على قانون الأدعية والزّيارات..
أدعية أهل البيت عليهم السَّلام وزياراتهم تُشكّل أسساً للثّقافة العَلويّة المهدويّة..
وفي هذا القسم من هذه الحلقة سأقف عند كتابين لسيّد الشّهداء لأبيّن أسلوب أهل البيت في كلامهم ومعاريضهم.
✤ محمّد بن الحنفيّة بقي في المدينة بأمر من سيّد الشّهداء، ومِن المعطيات الَّتي وصلتْ إلينا أنّ سيّد الشّهداء في نصّ مِن النّصوص أمر محمّد بن الحنفية أن يراقب الأوضاع في الحجاز، ويبعث له بالأخبار.
● النّص الأوّل الّذي أرسله سيّد الشهداء إلى محمد بن الحنفية:
(بسم الله الرَّحمن الرَّحيم مِن الحُسين بن علي إلى مُحمَّد بن علي ومن قبله مِن بني هاشم: أمَّا بعْد فكأنَّ الدُّنيا لم تكنْ، وكأنَّ الآخرة لم تزلْ والسَّلام).
هذا الكتاب المُختصر يُمثّل شفرة .. وهذا هو أسلوب المعاريض.
الإمام هُنا يُشير إلى أنّ المشروع الّذي يقضي على جولة الباطل ابتدأ الآن،(فحين بدأ القربان .. بدأ المشروع المهدوي ، مشروع النّجاة).
● الكتاب الثّاني الّذي كتبه سيّد الشّهداء: كتب الإمام الحسين عليه السَّلام إلى بني هاشم:
(بسم الله الرّحمن الرّحيم، مِن الحسين بن علي إلى بني هاشم، أمَّا بعْد، فإنّه مَن لحِقَ بي منْكم استشهد، ومَن تخلَّف عنّي لم يبلغ الفتح والسّلام)
✤ استعراض لمجموعة مِن آيات القرآن الكريم الَّتي تُبيّن المراد من (الفتح) في كلمات العترة .. وأنّه لا يوجد سوى فتح واحد هو الفتح المهدوي.
✤ هناك نُصرتان للحُسين:
● هناك نصرة للدّم الحُسيني للمشروع الحُسيني وهذه تتحقّق على يد إمام زماننا صلوات الله عليه. (وأن يرزقني طلب ثاري مع إمام منصور من أهل بيت محمّد صلّى الله عليه وآله….)
● هناك نُصرة للحُسين، وتلك النُّصرة تتحقّق في رجعة الحُسينصلوات الله عليه (الممدود بالنُّصرة يوم الكرّة)
✤ مَن كان على ولاية الحُجّة بن الحسن عليه السَّلام هو الَّذي يبلغ الفتح، ومَن كان على ولاية الحُسين في أيّام الحُسين هو هذا الّذي يبلغ الفتح.
✤ (ومَن لحق بي استشهد) ما المراد من قوله (لحق بي)..؟
(عرض لمصداق مِن الزّيارات، ومصداق مِن الأدعيّة، ومصداق من الرّوايات تُبيّن معنى (الّلحوق بأهل البيت) صلوات الله وسلامه عليهم).
✤ عرض لجملة من النّصوص تُبيّن أن الاستشهاد مع الحُسين صلوات الله وسلامه عليه يتحقّق في أزمنة أخرى الشّخص التحق بالحُسين .. والّلحوق بالحُسين يتحقّق بالّلزوم للحُسين، ولمنهج حسين وآل حُسين.
✤ مُحاكمة لثورة المُختار وشخصيّة المُختار على ضوء أدعية أهل البيت عليهم السَّلام وزياراتهم.
✤ في زيارة سيّد الشهداء ( أشهدُ أنَّه قاتلَ معكَ ربّيونَ كثير…)
هل هناك ربيّون كثير في كربلاء..؟
أليسَ سيّد الشّهداء كان يُنادي هل من ناصرٍ ينصرنا..؟ هل من ذابّ يذب عن حرم رسول الله..؟
فأينَ هؤلاء الرّبيّون الكثير الّذين كانوا مع سيّد الشّهداء..؟ (ما المراد من معنى الرّبيون في كلمات العترة..؟)
✤ أوّل مِصداق مِن مصاديق الرّبيّون الكثير الَّذين قاتلوا مع الحسين هو (المُختار).. وإلّا كيف تفهمون هذه الزّيارة..؟
مَن هم هؤلاء الرّبيّون الكثير الّذين قاتوا مع الحُسين..؟
✤ (نحن نشهد الله أنا قد شاركنا أولياءكم و أنصاركم المتقدمين في إراقة دماء الناكثين و القاسطين و المارقين و قتلة أبي عبد الله سيّد شباب أهْل الجنَّة يوم كربلاء بالنّيات و القلوب و التّأسف على فوت تلك المواقف الّتي حضروا لنُصرتكم)
المختار أوضح المصاديق وأوضح النّماذج الَّذين ينطبق عليهم هذا النّص.
✤ في الرّواية الّتي تقدّم الحديث عنها في الحلقات الماضية، يقول الإمام السَّجاد عليه السّلام لعمّه ابن الحنفيّة بعد أن قدِم عليهِ وقومٌ يستشيرونه في أمْر المُختار الثّقفي فقال: يا عم لو أنَّ عبداً زنجيّـاً تعصَّب لنا أهْل البيت لوجبَ على النّاس مُؤازرته)
المُختار تعصّب لأهل البيت .. فكيف تكون مؤازرتنا للمختار في هذا الزّمان..؟ كيف تتحقّق المُؤازرة للمختار في يومنا هذا..؟!

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.