بحث مخصّص

✤ كان الحديث في أسلوب فهم كلامهم صلوات الله وسلامه عليهم من خلال كلامهم، وقد أخذتُ ثورة المُختار وشخصيّة المُختار مِثالاً للمنهج الَّذي ذكرتهُ وعنونتهُ بمنهج لحن القول.
✤ في هذه الحلقة سأشير إلى عدّة نقاط لإتمام البحث:
◇ النقطة الأولى:
● تتمّة وتوضيح لهذه العبارة في الزّيارة الجامعة لأئمة المؤمنين:
(فنحنُ نُشهِد الله أنَّا قد شاركنا أولياءكم وأنْصاركم المُتقدّمين ، في إراقةِ دماءِ النَّاكثين والقاسطين والمارقين ، وقَتَلَةِ أبي عبد الله سيّد شبابِ أهْل الجنَّة يومَ كربلاء ، بالنّيات والقُلوبِ ، والتَّأسُّف على فوتِ تلكَ المَواقف، الَّتي حضروا لنُصرتكم)
قَتَلة الحسين صلوات الله عليه قائمتهم طويلة، وهذه القائمة تبدأ مِن يوم كُتبت الصّحيفة، (يوم كُتب الكتاب قُتل الحُسين). لكن الزّيارة هنا تتحدّث عن قتلة الحُسين يوم كربلاء.
● قتلة الحُسين على مجموعتين:
1- مجموعة قاتلت الحُسين قبل أن يُقتل .. كالَّذين قاتلهم أهل بيته وأصحابه.
2- ومجموعة باشروا قتل الحُسين وبقوا بعد قتله.. (كالشّمر، وعمر بن سعد وعبيد الله وغيرهم..)
هؤلاء الَّذين باشروا قتل سيّد الشّهداء وقطعوا رأسه الشّريف من الّذين قتلهم..؟!
● كما أنّ ثورة زيد كانت تحت نظر الإمام الصَّادق صلوات الله عليه ولكن مِن وراء سِتار،أيضاً ثورة المُختار كانتْ تحتَ نظر الإمام السّجاد صلوات الله عليه إذْ ولّى أمرها وأمر المُختار مُحمّد بن الحنفيّة..
وعبارة الزّيارة لأئمة المؤمنين (نُشهِد الله أنَّا قد شاركنا أولياءكم وأنْصاركم المُتقدّمين..) يُختَصرُ معناها في كلمة الإمام الصَّادق عليه السَّلام للفُضيل وهو يتحدّث عن ثورة زيد بن عليّ (أشركني الله في تلك الدماء)
● ملاحظة هامّة .. عبارة الزّيارة الجامعة لأئمة المؤمنين (في إراقةِ دماءِ النَّاكثين والقاسطين والمارقين ، وقَتَلَةِ أبي عبد الله سيّد شبابِ أهْل الجنَّة يومَ كربلاء)
ما دلالة هذا التّعبير الوارد في الزّيارة (وقَتَلَةِ أبي عبد الله سيّد شبابِ أهل الجنّة يوم كربلاء) والَّذي أشارت فيه الزّيارة إلى الزّمان والمكان، ونادراً ما يأتي هذا التّعبير..؟
◇ النّقطة الثّانية:
في كامل الزّيارات نقرأ في زيارة سيّد الشّهداء (أشهدُ أنَّهُ قاتلَ معكَ ربّيونَ كثير) معنى ربيّون كثير أرقام تتجاوز الألوف وتصل للمليارات..!
فكيف قاتلَ مع سيّد الشّهداء صلوات الله عليه ربيّون كثير..؟ والشّيء الواضح في يوم عاشوراء هو قلّة النّاصر لسيّد الشّهداء صلوات الله عليه..؟!
● تعبير (قاتل معه ربيّون كثير) يُشير إلى مساحة واسعة جدّاً.. ومِن هنا نفهم الحثّ الحثيث والرّاسخ والواسع مِن قبل أهل البيت صلوات الله عليهم في إحياء أمر الحُسين عليه السَّلام.. فهو إشارة واضحة وعلامة بيّنة أنّ مساحة مُعسكر الحُسين واسعة جدّاً..
وهذا ما أُشير لهُ دائماً بـ(الحاضنة الحُسينيّة) الَّتي تتربّى فيها أجيال وأجيال عِبر قرون.. يخرج مِنها أنصارُ إمامِ زماننا عليه السَّلام.
◇ النّقطة الثّالثة: توضيح لمطلب تمّتْ الإشارة إليه حين قسّمتُ القضايا التّأريخيّة في بداية البرنامج، وقُلت بأنّها تُقسّم على أنحاء:
1- قضايا عقائديّة صِرفة .
2- قضايا لها وجهان (وجه عقائدي – ووجه تأريخي)
3- وقضايا تأريخيّة صرفة.
● القضايا العقائديّة الصِرفة تجري مجرى الشّمس والقمر، ومجرى الَّليل والنّهار، ليستْ محكومة بزمان مُعيّن ولا مكان مُعيّن .. بل تبقى هي هي في كُلّ لحظة وكُلّ ثانية، وفي كلّ جزء مِن أجزاء الثّانية.وحتّى عبارة (كُلّ يوم عاشوراء) التّعبير الأدق لها: أنّ كُلّ لحظةٍ هي عاشوراء .. وكُلّ ثانيةٍ وكُلّ جزء من الثّانية هي عاشوراء.
● القضايا العقائديّة هي الَّتي ترتبط بشكل مُباشر بالمعصومين الأربعة عشر عليهم السَّلام، أو بِمن يُريد مِنّا المعصومين صلوات الله عليهم أن نتمسّك بهم، ونلتزم بهم إن كان من البيت الهاشمي أو من شيعتهم.
● حينما يُوجّهنا أهل البيت إلى زيارة شُهداء كربلاء يُريدوننا أن نحتفي بهم، ونلتزمَ بهم. لكنّننا لا نجدهم يُوجّهوننا للاحتفاء بأصحاب الأئمة .. فما بالكَ بالعُلماء..؟!!
● النّوع الثّاني مِن القضايا (والَّتي لها وجهان وجهٌ عقائدي، ووجهٌ تأريخي) مثل ثورة المُختار.
فثورة المُختار لها وجه عقائدي وهو الوجه الحُسيني في هذه الثّورة.. وهو المضمون الموجود في الزّيارة الجامعة لأئمة المؤمنين (فنحنُ نُشهِد الله أنَّا قد شاركنا أولياءكم وأنْصاركم المُتقدّمين….)
أمَّا الوجه التّأريخي فهو تفاصيل الثّورة وما جرى فيها مِن أحداث.
● التّقديس الكامل والحقيقي للمعصومين الأربعة عشر.. ثُمَّ يأتي تقديسٌ آخر منحهُ المعصومين صلوات الله عليهم لِمن أرادوا مِن الهاشميّين أو مِن أشياعهم، ولكن التّقديس الحقيقي والأصل هو للمعصومين الأربعة عشر.
● ما يجري في المؤسّسة الدّينيّة: أنّك تجد إحياء لأمر العالم الفلاني الَّذي مضى على رحيله قرن من الزّمان.. ولا يُحيى أمرُ الإمام الحُجّة حتّى بنفس هذا المُستوى.
(مع أنّ إحياء أمر الإمام الحُجّة لابدّ أن يكون إحياء لا مثيل له ولا يُقاس بما يُقام للعلماء).
وأهل البيت لا يُريدون مِنّا إلّا إحياء القضايا العقائديّة الصّرفة.
● المجموعة الثَّالثة وهي القضايا التّأريخيّة الصّرفة: هذه القضايا في ميزان أهل البيت وفي الثّقافة الزهرائيّة المهدويّة لا قيمة لها. وهذا التّقسيم للقضايا هو مأخوذٌ من حديثهم صلوات الله عليهم وحديث النّبي الأعظم في الكافي الشّريف (حين كان في المسجد ودخل جماعة أطافوا برجل) يُبيّن ذلك.
◇ النّقطة الرّابعة: سُؤالٌ يطرح نفسه: بعد كُلّ هذه التّفاصيل الَّتي مرّتْ عن ثورة المُختار، وشخصيّة المُختار.. كيف نُحاكم ثورة المختار،هل نُحاكمها بالمنطق التّرابي ..؟ أم نُحاكمها بالمنطق الغَيبي..؟
(وقفة عند المنطق التّرابي والمنطق الغَيبي)
• ماذا يقول المنطق التّرابي والمنطق الغيبي في ثورة المختار..؟
• ماذا يقول المنطق التّرابي والمنطق الغَيبي في واقعة كربلاء..؟

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.