بحث مخصّص

✤ وصل بنا الحديث في الحلقة الماضية إلى قانون الرّموز والإشارات والمعاريض.. وأشرتُ إلى ما جاء في سورة آل عمرآن في الآية 41 في قصّة زكريا النّبي. (قال آيتكَ ألّا تُكلّم النّاس ثلاثة أيّامٍ إلّا رمزا)
وكذا ما جاء في سُورة مريم في قصّة الصّديقة مريم عليها السّلام.
✤ في هذا البرنامج حينَ أتحدّث عن قانون الرّموز والإشارات والمعاريض، لا أتحدّث عن الرّمزيّة في معناها الواسع بكلّ أبعادها.. وإنّما أتحدّث عن الجهة الَّلغوية في نُصوصنا الدّينيّة.. فمنهج لحن القول يتحدّث عن طريقة لفهم النّصوص الدّينيّة.
✤ عرض لنماذج مِن آيات الكتاب الكريم تتحدّث عن الأسلوب الرّمزي في القرآن.
● (وأوحى ربك إلى النّحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون)..؟ما المُراد من النّحل..؟!
● (يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للنَّاس).. هل المُراد منه العسل كما يقولون..؟!
● (ثُمَّ لتسألن يومئذ عن النّعيم) ما المُراد من النّعيم..؟!
● (إنْ يدعونَ من دونهِ إلَّا إناثا) .. من المعنيّ في الآية يدعون من دونه..؟ وما المراد من قوله (إلّا إناثا).
● (وجاءَه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السّيئات قال يا قومِ هؤلاء بناتي هُنَّ أطهرُ لكم فاتَّقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد…)
● (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان)
✤ عرض لنماذج من حديث أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم تتحدّث أيضاً بلغة الرّمز والإشارات والمعاريض..
● حديث سيّد الأوصياء مع ابن الكواء في بيان معنى الأعراف (وعلى الأعراف رجالٌ…)
● حديث الإمام الصَّادق والإمام الباقر في بيان السّبب في تسمية المسجد الحرام بـ (البيت العتيق).
● معنى ما ورد في الحديث أنّ ( أبا طالب قد أسلم بحساب الجُمل)
✤ حساب الجمل بكلّ تفاريعه قمّة مجاله البحثي هو في الحروف المقطّعة في القرآن .. والحروف المقطّعة هي ذكر الأنبياء
كما في ذكر زكريا (ك هـ ي ع ص). ويقول سيّد الأوصياء في خطبه الافتخاريّة (أنا ك هـ ي ع ص)
وأبو طالب وصل إلى هذه المرتبة من المعرفة ..
✤ بيان معنى رمزين من الرّموز الواردة في حديث العترة بشأن المُختار
الرمز الأول : [غلام] .. (وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مُصبّرة…)
والرّمز الثّاني : أنّ المختار في النّار .
✤ معنى كلمة (غلام) وكلمة (الفتى) في كلمات العترة الطّاهرة، وآيات القرآن..
✤ الرّواية الواردة عن أهل البيت والَّتي تقدّم ذكرها في الحلقات الماضية بشأن المختار وأنّه في النّار.. هذه الرّواية واردة بلسان الرّمز،
إذا كانت هذه الرّواية تُشير في بُنيتها الَّلفظيّة إلى شيء، فإنّها بحسب قانون المكر الرّحماني تُشير إلى شيء آخر..
✤ حديث الإمام الصَّادق عليه السَّلام (ثلاثة لا يُكلّمهم اللهُ يومَ القيامة ولا يُزكّيهم ولهم عذابٌ أليم، من ادَّعى إمامةً مِن الله ليستْ لهُ، ومن جحد إماماً مِن الله، ومَن زعم أنَّ لهما في الإسلام نصيبا).
الزّعم درجة أقلّ من الحُب .. فإذا كان مَن زعم مُجرّد زعم بأنّ الأوّل والثّاني لهما نصيباً في الاسلام، فهو من الفئة الَّتي لا يُكلّمها الله يوم القيامة ولا يُزكّيها .. ولها العذاب الأليم!
فالمُختار في الرّواية القادحة الَّتي تقول أنّه في النّار، تنسب للمختار حُبّ الأول والثّاني .. ثُمَّ تقول بأنّ الحُسين يُخرجه من النّار..!
أليس إخراجه من النّار تطهير وتزكية له..؟!
فكيف صار حال مَن زعم أنّ لهما نصيباً في الاسلام من فئة الّذي لا يُكلّمهم الله ولا يُزكّيهم..؟!!
فهذا يكشف أنّ الرّواية القادحة في المُختار، والَّتي تقول بأنّه في النّار لها دلالة أخرى ليست ذم المختار.
✤ المُختار يُمثّل النّموذج الأعلى في البراءة العملية مِن بعد يوم عاشوراء، وحتّى يومنا هذا..
والبراءة العمليّة هي انعكاس للبراءة القلبيّة والعقليّة والعاطفية.. بحيث ما ترك أحد من قتلة الحُسين إلّا أنزل به العقاب.
✤ الرّواية الَّتي تقول بأنّ المُختار في النّار ، تُريد أن تقول بأنّه حتَّى لو أردنا أن نُطبّق القوانين العادلة كما هي ، بما فيها قانون الطّينة، فيعود الطّين السّجيني للنّار، باعتبار أنّ المختار أيضاً مكوّن من طينة عليّنيّة وطينة سجّينيّة .. فهو أيضاً يحتاج للشّفاعة.
فالمختار لن يستطيع أن يدخل الجنان ولو فعل ما فعل .. فهو أيضاً يحتاج إلى الحُسين .. وهذا معنى مقدّمة البرنامج أنّ الحُسين هو الحقيقة الوحيدة في حياتنا.

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.