بحث مخصّص

✤ عرض لجملة من آيات القرآن الكريم الَّتي تتحدّث وتُشير بشكلٍ واضح إلى قانون المكر الّذي تقدّم الحديث عنه في الحلقات المُتقدّمة.. وقد ذكرتُ في الحلقة الماضية عناوين ومصاديق ومعطيات هي مصاديق للمكر الرّحماني.
✤ مصطلح (الاستدراج) في القرآن الكريم هو مصداق آخر من مصاديق المكر.
✤ في سورة الطَّارق (إنهم يكيدون كيدا) .. في تفسير القُميّ .. عن الصَّادق عليه السَّلام: كادوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآله وكادوا عليَّـاً عليه السَّلام، وكادوا فاطمة عليها السَّلام فقال الله: يا مُحمَّد إنَّهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهّل الكافرين يا مُحمَّد أمهلهم رُويداً لوقت بعْث القائم عليه السَّلام فينتقم لي مِن الجبَّارين والطَّواغيت مِن قُريش وبني أُميَّة وسائِر النَّاس، المكر هو القانون الَّذي البرنامج الَّذي يكون في طريق التَّمهيد للمشروع المهدوي.
✤ ما يكثر ترديدهُ في كلماتِ أهل البيت عليهم السَّلام تحت عنوان التّقية أو المُدارة .. وما التَّقيّة أو المُدارة إلَّا مصداق مِن مصاديق المكر.. التّقية لدفع ضرر الأعداء – والمُدارة لتعليم الأولياء.
✤ مرَّ الكلام عن ثورة المُختار الثّقفي وأنَّها ضرورة لابُدَّ أن تقع بعد واقعة عاشوراء، ضرورةٌ لأنَّها تطبيق لقانون الأصلاب بغضّ النّظر أنّ من يقوم بها المُختار أو غيره.. هي ضرورة لأنّ قتلة الحُسين لابُدّ أن يُقتلوا .. فثورة المختار صفحة ناصعة من صفحات المشروع الحُسيني، وجُزء تكميلي للمشروع الحُسيني.
✤ في هذه الحلقة حديثٌ عن شخصيّة المختار في نصوص العترة، وربّما أتحدّث عن شخصيّة المختار في النّصوص التّأريخيّة في حلقة يوم غد.
✤ حينَ قُلنا بأن ثورة المختار ضرورة لابُدَّ أن تقع، وأنها صفحة من صفحات المشروع الحُسيني .. فالنتيجة الَّتي نصل إليها هي: أنّ تحقّق هذا الأمر على يد المُختار .. هذا يكشف عن عظمة هذه الشّخصيّة.. لكونها تحققت على يديه.
✤ قول أمير المؤمنين في تفسير الامام العسكري: وسيصيبُ [أكثر] الَّذين ظلموا رِجْزاً في الدّنيا بسيوفِ [بعض] مَن يسلّط اللهُ تعالى عليهم للانتقام بما كانوا يفسقون، كما أصاب بني اسرائيل الرجز. قيل: ومَن هو؟ قال: غلامُ من ثقيف، يقالُ له المختار بن أبي عبيد.. الرّواية تتحدّث عن أنّ الأمر لابُدّ أن يقع.. وتصف فعل المختار بالرّجز، كما الرّجز الَّذي حلّ ببني إسرائيل .. والرّواية بعد ذلك تتحدّث عن الإمام السّجاد، وهو يُخبر أصحابهُ أنّ هذه الواقعة ستقع، ويُحدّد التّأريخ لها.
✤ كما صدر الرّجز في قضيّة (باب حطّة) مِن جهة ممدوحة هي جهة الأنبياء، كذلك في شخصيّة المُختار.. فهو مدح لشخصيّة المختار.
✤ في دعاء سيّد الشّهداء في خُطبته يوم عاشوراء: الَّلهم احبسْ عنهم قطْر السَّماء، وابعثْ عليهم سنين كسنيّ يوسف وسلط عليهم غلامَ ثقيف يسقيهم كأساً مُصبّرةً فإنَّهم كذَّبونا وخذلونا وأنتَ ربّنا عليكَ توكَّلنا وإليكَ المصير. والله لا يدعُ أحداً منْهم إلَّا انتقمَ لي منهُ قتلةً بقتلة، وضربةً بضربة، وإنَّهُ لينتصرُ لي ولأهلِ بيتي وأشياعي..
قد يقول قائل أنّ الانتقام قد يتحقق بالظّالمين، ولكن هنا في هذه الرّواية تعبير (لينتصرَ لي) والانتصار لا يتحقق بالظّالمين.. وهذه الكلمة لوحدها تكفي.
✤ حديث الإمام السّجاد حين جاء وفدٌ إلى مُحمَّد بن الحنفيّة يسألونه مِن أمر المُختار، فقــال: يا عمّ، لو أنَّ عبداً زنجيّاً تعصَّب لنا أهلَ البيت، لَوجَبَ على النَّاس موازرتُه..
هل يُمكن أن يُوجب الإمام على الشيعة أن يُؤازروا شخصاً ليسَ مرضيّـاً عنده..؟ هل مِن المنطقي أنَّ الإمام يطلب مِن الشيعة أن يُؤازروا وينصروا شخصاً على ضلال وعلى باطل..؟ فكيف والمُختار مِن شيعتهم وخواصّهم.. وبداية نشاط مُسلم بن عقيل كانت من دار المُختار..؟!
✤ عرض لجملة من كلمات أهل البيت (ما قالوه .. وما فعلوه) تجاه شخصيّة المختار
النّصوص المادحة لشخصيّة المختار :
✤ حديث الإمام الباقر(لا تسبُّوا المُختار فإنَّه قتلَ قتلتنا، وطلبَ بثأرنا، وزوَّج أراملنا، وقسَّم فينا المالَ على العُسرة) هذه الرّواية فيها تحريم صريح لسبّ المختار.. وهي كافية لوحدها.
✤رواية الإمام الباقر عليه السَّلام مع أبو الحكم ابن المختار الثّقفي: أصلحك الله إنَّ النَّاس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك، قــال: وأيُّ شيءٍ يقولون؟ قــال: يقولون كذَّاب، ولا تأمرني بشيءٍ إلَّاقبلته..
✤ ثقافة المخالفين هي الَّتي تقول عن المُختار كذّاب، والشيعة يكرعون مِن الفِكْر المُخالف، لهذا شاع هذا القدح في المُختار في الوسط الشيعي.
✤ كتب التأريخ تذكر أنّ المُختار قتل بعض قتلة الحُسين .. بينما دعاء الإمام الحُسين يوم العاشر يقول: لايدعُ أحداً إلَّا قتلهُ قتلةً بقتلة، أو ضربةً بضربة..
الموجود في كُتب التأريخ هو صُورة مُجتزءة لا ينقل الصّورة الكاملة.. ولهذا قلت أنَّ هذا البرنامج ليسَ تأريخيّـاً.
✤ دعاء الإمام السّجاد للمختار حين أرسل له المختار برؤوس قتلة الحُسين: فلَّما رآها خرَّ ساجداً، ودعا للمُختار، وقال: جزاهُ الله خير الجزاء، فقد أدركَ لنا ثأرنا..
✤ كُتب التأريخ وكتب الأخبار وكُتب الحديث مشحونة بكثير من هذه المضامين، إمَّا بشكلٍ صريح، وإمَّا ما يُستنتج مِن سِيرة المُختار وأفعاله .. فماذا تريد الشيعة أكثر مِن هذه البيانات وهذه التّصريحات الَّتي تكشف عن المنزلة الخصيصة للمُختار عند أهل البيت عليهم السَّلام.
✤ عرض لمجموعة من أحاديث أهل البيت الَّتي تتحدّث عن الحزن الدّائم في بيوت بني هاشم بعد مقتل الحُسين: ما اكتحلتْ هاشميَّةٌ ولا اختضبتْ ولا رُؤي في دارِ هاشميّ دُخانٌ خمس سنين حتَّى قُتِلَ عُبَيدُ اللهِ بن زياد.
✤ المُختار لم يكن جهة يتعامل معها أهلُ البيتُ عليهم السَّلام بالتّقيّة، فيمدحونَهُ تقيّةً .. فهو مِن شيعتهم.
ولم تكن لهُ سُلطة على أرض الحجاز، بل إنّ الواقع المُحيط كانَ مُضاداً للمختار، والتّقيّة تقتضي أن ينتقص منه أهل البيت لا أن يمدحونه.

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.