بحث مخصّص

✤ كان حديثي في الحلقة الماضية يتناول ما وصل إلى أيدينا مِن نصوص ومُعطيات تمدح شخصيّة المختار، وكذلك تمدح فيه وتنتقص منه.
✤ ذكرتُ أهمّ النّصوص الَّتي تمدح شخصيّة المُختار الثّقفي، وتُعلي مِن شأنه (وهو كذلك). وقُلتُ أنَّ النّصوص المادحة لا نستطيعُ أن نفهمَ مِنها سِوى المدح، لعدم وجود مُبرر لأن يمدح الأئمة المختار، وهو لا يستحقّ المدح.
✤ أشرتُ في الجهة القادحة مِن حديثي عن شخصيّة المُختار، وقلت أنّه لا شأن لنا بما قالهُ المُخالفون (ويُمكن أن أُشير لبعض أقوالهم في الجزء التّأريخي مِن البرنامج).
✤ مثال مِن أكاذيب المُخالفين في الكُتب التّأريخيّة .. ما قاله ابن حجر في كتابه (الإصابة في تمييز الصّحابة) وهو من أهمّ كتبهم.. ما قاله في ترجمة المُختار وأنّه كان خارجيّاً ثُمَّ صار زيديّاً ثمّ صار رافضيّاً..! (والرّد على كلامه).
✤ مدّة ثورة المختار الثقفي سنة ونصف بالضّبط.
✤ عبد الله بن الزّبير استطاع أن يحكم الحجاز حين رفع شعار (يالثارات الحُسين) وهو أبعد النّاس عن هذا الشّعار، وهو أخبثُ النّاس، وكان شيطاناً بكلّ المعايير.. شعار (يالثارات الحُسين) رفعهُ كثيرون.. منهم العبّاسيّون .. ووصلوا للحُكم عبْر هذا الشّعار.
✤ الأئمة أرادوا أن يُثبّطوا عزائم هذه المجموعات مِن شيعتهم، الَّذينَ رفعوا شِعار (يالثاراتِ الحسين)، فتحدّثوا عن المختار بحديث المُخالفين.. وهو صورة من صور الكيد الرّحماني.
✤ رواية في كتاب المُحتضر بين المُختار والإمام السّجاد .. تُمثّل مِصداق مِن مصاديق المكر الرّحماني في مُواجهة الكيد الإبليسي.
✤ عرض لروايتين (ربّما هما أهمّ روايتان في روايات القدح لشخصيّة المُختار) الأولى في كتاب مُستطرفات السّرائر، والأخرى تحمل نفس المضمون في كتاب التّهذيب.
والرّوايتان تُشيران إلى هذه الحقيقة: أنَّ المُختار يكون في النّار بسبب حُبّه للأوّل والثّاني، وأنّ سيّد الشّهداء يُخرجه مِن النّار.
✤ الشّيخ الطّريحي في كتابه (المُنتخب) يذكر نفس الرّواية القادحة المذكورة في كتاب مُستطرفات السّرائر، وكتاب التّهذيب.. ولكن ينقلها بالمعنى والمضمون.. ونقْلُ الرّوايات بالمعنى والمضمون أجازه الأئمة.
✤ لو صحّت الرّوايتان المذكورتان في كتاب مستطرفات السّرائر والتّهذيب .. فيُمكن أن يُفهم منها أنّ الأئمة صلوات الله عليهم أرادوا أن يقولوا بأنّ أيّ شيءٍ يتعلّق بمحبّة أو اعتقاد أو ارتباط بأعداء أهل البيت عليهم السَّلام فإنّه سيقود إلى جهنّم ولو صدر مِن المخُتار.
وسيأتي توضيح لهذه الرّوايات في الحلقات القادمة.
✤ مُلاحظة مُهمّة لابُدّ أن تُراعى للّذين يُتابعون هذا البرنامج، ويُريدون معرفة لحن حديث أهل البيت عليهم السّلام، وهي:
أنَّ الرّوايات والأحاديث لا تُؤخذ كوحدة مُنفصلة.. أخذُها كوحدات مُنفصلة هو الَّذي يُسبّب الكثير مِن الأخطاء في فهم مُرادهم صلوات الله عليهم، ويفتح أمامنا إشكالات كثيرة ومُستعصية.
✤ معنى معاريض الكلام أنَّ المُتكلّم يريد شيئاً غير الَّذي يفهمه العُرف.
✤ لمعرفة معاريض كلام حديث أهل البيت لابُدّ أن تُؤخذ بعين الاعتبار هذه المسألة، وهي:
أنّ أهل البيت يتكلّمون بحسب الظّهور العُرفي هذا صحيح .. ولكن الخط العام في أحاديث الأئمة خُصوصاً في تفسيرهم للقُرآن، وتفسيرهم للحديث، وفي زياراتهم الشّريفة، وروايات المعارف، وفي كثير من الأحاديث جاء كلامهم بطريقة الرّمز والإشارة. وأهل البيت في كثير من الأحيان لا يُريدون المعنى بالفَهم العُرفي.
سأشرح الرّوايتين الواردتين في مستطرفات السّرائر والتّهذيب، وفقاً لقانون الرّموز والإشارات.
✤ الشّطر الثّاني من البرنامج سأسلّط الضّوء على الجانب التأريخي لشخصية المختار، وثورة المختار.
✤ كُتب التأريخ في أحسن أحوالها لا تنقل الحقائق كاملة، أضف أنَّها تعرّضت للكثير من التَّحريف والتّصحيف والحذف. التّصحيف هو تحريف غير مقصود.
✤ في المسائل العلميّة والتأريخيّة لا يُوجد حياديّة، ولا يُوجد إنصاف.. قد يُوجد شيء من الإنصاف، ولكن لا يُوجد إنصاف.
✤ نبذة تأريخيّة عن المختار عن ولادته، ومكان ولادته ونشأته، وتأريخ وفاته .. وبعض المواقف الّتي حصلت معه في زمان سيّد الأوصياء، وزمان الإمام الحسن عليهما السَّلام، والمذكورة في كُتب التأريخ . (مع التعليق عليها).

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.