بحث مخصّص

* في الحلقة السَّابقة لم أُكمِل شرح الرّواية الَّتي رواها سدير الصّيرفي، ووصلَ الكلام إلى ما قالهُ إمامُنا الصَّادق عليه السلام : مِن أنَّ الله سُبحانه وتعالى أجرى في إمامِ زماننا عليه السَّلام مِن السّنن ما أجراهُ في مُوسى وعيسى ونوح والخِضر.
*صحيح أنَّ رواية سدير الصّيرفي أشارتْ لأسماء هؤلاء الأنبياء، لكن إذا أردنا أن ننظر إلى مجموع الأحاديث الَّتي تتناول غَيبة إمامنا، فهي تناولت أسماء لأنبياء آخرين كنبي الله يوسف وصالح، وغيرهم.. مِن أجل أن تُبيّن أن ما جرى في الأنبياء السَّابقين يجري في إمامِ زماننا عليه السَّلام.
*الحقيقة أنَّ هذه السُّنن جرتْ في الأنبياء تمهيداً لِمشروع إمامِ زماننا عليه السلام [تمهيداً لولادتهِ، لِغَيبتهِ، لِدولتهِ، ولسائر شُؤونهِ الأخرى].
** إكمال شرح رواية سدير الصَّيرفي الَّتي ينقلها عن صادق العترة عليه السَّلام من هذه الجزئية الَّتي توقّفنا عندها في الرّواية:
(وأمَّا غيبةُ عيسى عليه السَّلام فإنَّ اليهودَ والنَّصارى اتَّفقت على أنَّه قُتِل…)
) **وكذلك غيبة القائم فإنّ الأُمَّة ستُنكرها لِطولها(
الإنكار ليسَ بالضَّرورة أن يكون بالَّلسان .. الإنكار يكون في الجانب العَملي حِين تنصب الأُمَّـة أشخاصاً وتُصدّقهم في كُلّ ما يقولون، وتجعلهم مِقياساً للهدى والضَّلال.. لأنّهم بذلك يضعونَ أشخاصاً في موضع إمام زمانهم..!
حينما تأخذ الأُمَّة عِلمها مِن طريق غيرهم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم.[طلبُ المعارف مِن غير طريقنـا أهل البيت مُساوقٌ لإنكارنا].
** الحديث عن إنكار غيبة إمامنا في حديث الإمام الصَّادق عليهما السَّلام ليسَ عن المخالفين، وإنّما الحديث عن الوسط الشيعي..!
** هذه الغَربلة وهذهِ التَّصفية الَّتي وقعتْ في قومِ نُوح بحيث يرتد في كُلّ مرّة جماعة مِن قومهِ إلى أن بقيتْ الثّلة المُؤمنة، جاءت لأنَّ البشريّة مِن زمان آدم إلى زمان نوح قد تلوّثتْ تلوّثاً كبيراً، وإبليس شاركهم في أموالهم وأولادهم بحيث لا يُرجى مِنهم صلاح، فالأمْر بحاجة إلى تنقية، وبحاجة إلى تصفية.
** المُجتمع البشري إذا وصلَ إلى هذا الحدّ (إذا وصلتْ الأصلاب إلى حدٍّ لا يُرجى فيها الخَير) هنا لابُدَّ مِن وضع نهاية لهذا المُجتمع البشري .. لا بُدَّ مِن قطع هذه الأصلاب واستئصالها..[هذا هو قانون الأصلاب].
** حينَ صنعَ نبيُّ الله نوح السَّفينة وأركبَ فيها الثّلة المؤمنة، أراد للبشريّة أن تبدأ بأرحام وأصلاب جديدة .. فحملَ معه الكلب في السّفينة ولم يحمل ابن الزّنا.
**سفينة نوح كانتْ النّقطة الفاصلة لقطع الأصلاب الفاجرة الكافرة الَّتي لا تلِدُ إلَّا فاجراً كفَّارا.
وكانتْ سفينة النّجاة الَّتي تُنجي الأصلاب والأرحام النّظيفة.
(وسفينة الأصلاب الَّتي ركبها نوح هي أُمثولة للسّفينة الحقيقية وهي آل مُحمّدٍ عليهم السَّلام هي مثالٌ لإمامِ زماننا صلوات الله عليه).
** وقفة عند الآية 25 من سورة الفتح) ولولا رجالٌ مُؤمنونَ ونساءٌ مؤمناتٌ لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما).
ما هو المعنى الظّاهري للآية الكريمة ؟ وما هو المعنى الباطني الحقيقي للآية.. وما علاقته بقانون الأصلاب..؟
** (وأمَّا العبد الصَّالح الخِضْر) الخِضْر لهُ خُصوصيّة بكلّ شُؤوناتهِ، ولهذا هو مع إمام زماننا على طول الخط.. وفي الرّوايات أنّهُ وزيرُ إمام زماننا عليه السَّلام..
** وجه الحكمة في غَيبةِ إمام زماننا عليه السلام لا ينكشِفُ إلَّا بعد ظهوره، حتَّى قانون الأصلاب هو لا يُمثّل الحكمة من الغَيبة بتمامها، بل يُمثّل شأناً مِن شُؤوناتِ إمامِ زماننا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه.
** ظُهور الإمام صلوات الله عليه وغَيبتهِ (المشروع المهدوي) هو سِرٌّ مِن أسرار الله تعالى؛ لهذا لا نتوقّع أن تنكشِفَ لنا حقائق وأسرار هذا المشروع، ما ذكره الأئمة لنا هو أشياء في جوّ هذا المشروع.
** مِن المعروف لدينا أنّ الخِضْر عليه السَّلام شَرِب من عين الحياة فطالَ عُمره كما تُحدّثنا الرّوايات.. (وعينُ الحياة هو عُنوانٌ ومَظْهرٌ مِن مظاهر إمامِ زماننا عليه السَّلام، فنحنُ نُخاطبهُ في زيارتهِ الشَّريفة: السَّلامُ عليكَ يا سفينة النّجاة،، السَّلامُ عليكَ يا عينَ الحياة).
** هذا التَّرابط بين الرّوايات والأدعيّة والزّيارات .. هو هذا (لحن القول).
ألا تُلاحظون أنَّ هذا العُنوان (سفينة النّجاة) الوارد في زيارة الإمام الحُجّة صلوات الله عليه هو نفس العنوان الَّذي مَرّ في رواية الإمام الصَّادق عليه السَّلام الطّويلة الَّتي ينقلُها سدير الصّيرفي.
**وقفة عند قِصَّة نبي الله موسى مع الخِضْر، والرّواية طويلة مُفصّلة في تفسير القُمّي أتناول منها موطن الحاجة، (تناولت الوقفة شرح لمقطع الرّواية مع الإشارة إلى المواطن الَّتي تجلّها فيها قانون الأصلاب في القصّة، والمواطن الَّتي تجلّى فيها قانون الّلطف الخفي، والمواطن الَّتي تجلّى فيها قانون المَكْر(
** كل الأحداث الَّتي جرتْ في قصّة نبي الله موسى مع الخِضْر عليهما السَّلام هي جُزء مِن تمهيد فِكْرة إمامِ زماننا صلواتُ الله عليه على يد الخِضْر.
** القصّة ما بينَ نبي الله موسى والخِضْر عليهما السَّلام مشحونة بالرّموز والدّلالات، والكتاب الكريم مشحون بالرّموز والإشارات.
**في آخر حلقات هذا البرنامج سأتحدّث عن الرّموز القُرآنيّة وأشكال هذهِ الرّموز، لأنها جزء مِن منهج لحن القول، في فهم الكتاب والعترة، ومعارف أهل البيت عليهم السَّلام.
** كيفَ نشأتْ الأعياد الدّينيّة ..؟
**قانون الأصلاب مركزهُ ومِحورهُ الحُسين (أشهدُ أنّك كُنتَ نوراً في الأصلاب الشَّامخة، والأرحام المُطهّرة) ويبقى الحُسين هو المركزُ في كُلّ شيءٍ في حياتنا..

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.