بحث مخصّص

** من جملة ما تمّ الحديث عنه في الحلقة الماضية من أهم مفردات منهج لحن القول ما سميّته أو اصطلحتُ عليه (شجرة القوانين)
** (شجرة القوانين) القانون الأكبر والأعظم وأُسُّ القوانين فيها هو: قانون (البَداء)
والبَداء قوانينهُ تكوينيّة وتشريعيّة، ولا يوجد انفكاك في أي مرحلة من المراحل بين التّكوين والتّشريع، هناك تعانق على طول الخط بين التّكوين والتّشريع.
** بما أنَّ الحديث في هذا البرنامج عن الإنسان وعن شخصيّة المختار، فيلزمنا الآن الحديث عن قانون الأصلاب، وكذلك بقيّة القوانين الَّتي هي في جو هذا القانون.
** من دون معرفة هذه القوانين لا يُمكن أن تُفهم الحقائق في ضوء معرفة أهل البيت عليهم السَّلام ما بين قواعد التكوين وقواعد التشريع
** حديث الإمام الصَّادق عليه السَّلام في الكافي الشَّريف:
(ما عبد الله بشيء مثل البداء) ما معنى هذه العبارة ..؟هل البداء طقس من الطّقوس..؟
** (ما عُظّم اللهُ بمثل البَدَاء) (لو عَلِمَ النَّاسُ ما في القَول بالبَدَاء مِن الأجر ما فتروا عن الكلام فيه). معرفة هذه القوانين تقودنا إلى معرفة الحكمة الإلهية، ومعرفة الحكمة الإلهية تقودنا إلى معرفتهم صلوات الله وسلامه عليهم، لأنَّ هذه القوانين تُمثّل أساساً مُهمّاً جدّاً ومتيناً في غاية المتانة للولوج إلى ساحة معرفة الإمام.
** البداء أساس شجرة مجموعة من القوانين أحدها (قانون الأصلاب).
** ذكرت أنّني سأتعرّض لتشريح هذا القانون، ولكن هُناك مُقدّمة أشرنا إلى بعضٍ منها حين تحدّثت عن التأريخ وعن كيفية كتابة التأريخ، وما هو موجود بين أيدينا من كتب تأريخية.. ووصلنا إلى تقسيم القضايا الموجودة في كتب التأريخ، وأنها على ثلاثة أقسام:
1- قضايا عقائديّة صِرفة.
2- قضايا تأريخيّة صِرفة.
3- قضايا عقائديّة تأريخيّة.
** (بيعة الغدير – الظُّلامة الفاطميّة – عاشوراء) هي نماذج لقضايا وأحداث عقائديّة صِرفة، وليست أحداث تأريخيّة، لأنها قضايا يتماهى فيها الزّمان والمكان.
والقضايا العقائديّة الصِرفة هي الَّتي تمسّ الجانب المعرفي.
** القرآن الكريم حين يذكر القصص القرآني لا يذكر لنا زماناً أو مكاناً؛ لأنَّه يوردها على سبيل الاعتبار، والاعتبار بوابة تقودنا للاعتقاد الصَّحيح.
** استعراض جملة من الآيات القرآنية الَّتي تُبيّن أنَّ القرآن في ذكره للقَصص القرآني لا يعبأ بالأزمنة والأمكنة، ولا يُوليها كثير اهتمام.
** هناك قضايا تأريخيّة صِرفة مثل (حياة الشّعراء، وشعرهم، وأحداثه) وكذلك
(حياة الفلاسفة والعلماء، والعرفاء، والمراجع ….) هذه كُلّها أحداث تأريخيّة صِرفة لأنها محكومة بزمان مُعيّن ومكان مُعيّن، وأحداث مُعيّنة.
** ومن هنا يظهر الفرق بين الشعراء والفلاسفة والمراجع والعلماء وبين أهل البيت عليهم السَّلام..[أساساً هو لا يوجد أي وجه للمقايسة، ولكن هذا القول ردّاً على الواقع السّخيف الّذي نعيشه].
** الجهل بظلامة الصّدّيقة الكُبرى – بحسب ثقافة أهل البيت عليهم السَّلام – يشكّل خلل عقائدي كبير، وخلل في الدّين يخرق الدّين خَرْقاً، ويمحقُ الدّين مَحْقاً، وكذلك الجهل ببيعة الغدير وبقضيّة عاشوراء لا يبقي للدّين من باقية.. أمَّا الجهل بحياة (الشّيخ الطوسي) مثلاً، فلا يُؤثّر شيئاً في الموضوع.
** هناك حوادث برزخيّة (فيها جنبة عقائديّة – وجنبة تأريخيّة) .. مثلاً:
(تأريخ الغيبة الصُّغرى) ما يرتبط منها بحياة إمامنا صلوات الله عليه، هذه هي الجَنبة العقائديّة، وما يرتبط بحياة النّواب الأربعة وحياتهم الخاصّة وما جرى فيها من أحداث، فهذا يُمثّل الجَنبة التأريخيّة.
** ثورة المُختار بحسب منهج لحن القول تقع في هذا القِسم: (الأحداث التأريخيّة العقائديّة)، جوهر الثَّورة وهو (القضاء على قَتَلة الحُسين) هذا حدث عقائدي، وأمَّا تفاصيل ثورة المُختار ومُجريات أحداثها .. فهذه أحداث تأريخيّة).
** أكثر من مرّة ذكرت في الحلقات السَّابقة في حديثي: أنّي أُميّز بين ثورة المختار، وشخصيّة المختار(وقفة إجمالية أُبيّن فيها لماذا أفْصِلُ بين ثورة المختار، وشخصيّة المختار).
** ثورة المُختار (الحَدَث) بغضّ النّظر عن شخصيّة المختار هذا الحدث لابُدَّ أن يقع، يعني بعد عاشوراء قَتَلة الحُسين عليه السَّلام لابدّ أن يجري عليهم ما يجري لأنّه تطبيق للسّنة والقانون الإلهي، وستتضح الصّورة أكثر بعد تشريح قانون الأصلاب.
** وقفة عند رواية طويلة عن الإمام الصَّادق صلوات الله عليه ينقلها سدير الصّيرفي، تُمثّل هذه الرّواية مُقدّمة مهمّة لفهم قانون الأصلاب..
إكمال الرّواية سيكون في الحلقة القادمة.

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.