أنَّ الأسوة الكاملة هو رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله، وهُناك مجموعات ثلاث تحدّثتْ عنها سورة الأحزاب (مجوعة الصّحابة- نساء النّبي – مجموعة أهل البيت)
تُبيّن آياتِ الكتاب الكريم أنَّ في نساء المُسلمين مَن يُمكن أن تكون أفضل مِن نساء النَّبي، كما في سُورة التّحريم، والَّتي كانتْ تُخاطب عائشة وحفصة بحسب ما جاء عن عُمر بن الخطاب في صحيح البخاري..
مرّت الأخبار في صحيح البخاري أنّ فاطمة سيّدةُ نساء أهل الجنّة، ومرَّ الحديثُ عن عليّ بأن منزلتهُ منزلة هارون مِن موسى.
حال الصَّحابة واضح جدّاً في آيات الكتاب الكريم: أنَّ الشَّيطان استزلَّهم، وليس مِن مجموعة خلصتْ منهم إلَّا (مجموعة العباد المُخلَصين) المذكورة في القرآن، وهم قِلّة قليلة .. وأوصاف هذه المجموعة القليلة لا تنطبق على الصَّحابة، ولا على نساء النَّبي..
الخلاصة : أنَّ أهل البيت هم المجموعة الأكمل والأفضل بين هذه المجاميع،
ومن هنا كانت مودّتهم واجبة .. واتّباعهم واجب، فهم الأسوة بعد النَّبي “صلَّى الله عليه وآله”..
أهل بيت النَّبي “صلَّى الله عليه وآله” الّذين هم أهل آية التَّطهير بحسب رواية عائشة ورواية سعد بن أبي وقّاص المذكورتان في البُخاري هم : [عليّ، وفاطمة، والحسن، والحُسين]
(أُذكّركم الله في أهل بيتي) عبارة ردّدها رسول الله “صلَّى الله عليه وآله” أربع مرّات في خطبته يوم غدير خم بنص حديث مُسلم.. بحكم العقل والمنطق والوجدان، لو فرضنا أنَّ رسول الله “صلَّى الله عليه وآله” لم يوصِ بأهل بيتهِ، ولم يأمرْ باتّباعهم .. فهل المنطق يحكم باتّباع المجموعة الفرّارة الَّتي يستزلّها الشّيطان، والموصوفة بالجبن والخوف وسُوء التّعامل مع رسول الله..!
أم اتَّباع المجموعة المُطهّرة المُخلَصة الَّتي لا يصلُ إليها إغواءُ إبليس..؟!
لو رجعنا إلى أحاديث (البخاري ومُسلم) لوجدنا أنَّ هاتين المجموعتين (مجموعة الصَّحابة – ونساء النَّبي) لم يكنْ موقفهُما جيّداً مع أهل البيت .. ولم يكنْ لأهل البيت موقف الرّضا من هاتين المجموعتين ..
عرضٌ لنماذج من الأحاديث في صحيح البخاري، تُبيّن كيف أنَّ عائشة كانت تُخفي ذكر عليّ بقدْر ما تتمكن..
لماذا عائشة تُخفي ذكر علي ..؟
إذا كانت عائشة تُخفي الحقائق الصّغيرة فيما يتعلّق بعليّ بن أبي طالب، فهل يُعقل أن تتحدّث وتُخبر بالقضايا الكبيرة كـ (الغدير والوصيّة) ويكون موقفُها أميناً من عليّ وفاطمة..؟!
وجهة نظر عليّ بن أبي طالب في (أبي بكرٍ وعُمر) بحسب قول عُمر في صحيح البخاري، هناك خلاف واضح وصريح بين مجموعة الصَّحابة وبين أهل البيت . والخلاف واضح بين حُكومة الصَّحابة وبين عليّ، والخلافُ مع عليّ خلافٌ مع فاطمة..
نماذج من أحاديث البخاري ومُسلم تُبيّن وجود خلاف، وخلاف كبير جدّاً بين كبار الصّحابة والزّهراء،
صُور مِن ظلامة الزّهراء في كُتب المخالفين ..
بعد عرض كُلّ هذه الحقائق مِن القرآن الكريم، ومن كُتب الصّحاح .. ألا تُعطي هذه المُقدّمات عُذراً لؤلئكَ الَّذين غيّروا عقيدتهم ودينهم وهجروا ساحة القطيعة والجفاء لآل محمَّد، وقدموا إلى ساحة مُحمَّد وآله الأطهار..؟!
عرضت على قناة القمر الفضائية
الثلاثاء : 18 شوال 1436
الموافق : 4 / 8 / 2015
أضف تعليقك