مَن نُقلّد بعد أن انكشف لنا مخالفة مراجع التقليد لمنهج أهل البيت عليهم السلام ؟
الشيخ الغزي يشكو حاله بسبب عدم استجابة الشيعة لدعوته بإصلاح الواقع العقائدي
* برنامج ” الخاتمة ” – الحلقة 318 / عبد الحليم الغزي
متوفرة على موقع قناة القمر الفضائية
www.alqamar.tv
سؤالٌ آخر ، هذا السؤالُ لطالَما أجبتُ عليه (موضوعُ التقليد)
هذا الموضوعُ سَئمتهُ وسَئِمَني، لا أظنُ أنَّ أحداً تَحدَّثَ عن التقليدِ في الأجواءِ الشيعيَّةِ الـمُعاصرة بقدرِ ما تحدَّثت عن هذا الموضوع، ومعَ ذلك أنا سَأُجيبُ على سؤال التقليدِ هذا.
كَثيرونَ وجَّهوا لي الأسئلةَ بخصوصِ موضوع التقليد، أنا لا أريدُ أن أُكَرِّرَ الكلامَ الَّذي كرَّرتهُ وذكرتهُ مِراراً في برامجي المختلفة، وأقولُ لِكُلِّ السَّائلين الَّذينَ سألوا عن هذا الموضوع: بإمكانكم أن تدخلوا إلى الإنترنت وأن تطلعوا على الكثيرِ والكثيرِ من التفاصيلِ الَّتي طرحتُها وبَيَّنتُها في برامجي عن موضوعِ التقليد.
سأذكرُ نُقاطاً لأنَّهم هكذا يقولون: يقولون مِن أنَّك كشفتَ لنا الحقائق وورطتنا وتركتنا في منتصفِ الطريق، ما علاقتي أنا بِكُلِّ هذا؟! أنا لا ورطتكم، ولا تركتُم في مُنتصف الطريق.
كُلُّ الَّذي قمتُ بهِ: أن وضعتُ الحقائق بين أيديكم، فهل وضعُ الحقائقِ بينَ أيديكم يعني أنَّني ورطتكم؟! أيُّ كلامٍ هذا؟! يعني أنَّني تركتكم في منتصف الطريق؟! أيُّ منطقٍ هذا؟! إذا كُنتم نادمين أن اطلعتم على الحقائق فاتركوها وعودوا إلى سابقِ أيَّامكم، اتركوها واتركوا مُتابعةَ برامجي، أنا لا أعطيتُ لأحدٍ عهداً بشيءٍ، ولا ورطتُ أحداً بشيءٍ، ولا صاحبتُ أحداً وتركتهُ في مُنتصف الطريق، إنَّني ما فعلتُ أيَّ شيءٍ من هذا.
التقليد أساساً هُو للمعصومِ وليسَ لغيرهِ، نحنُ نُقلِّدُ المعصوم، نقولُ: (القولُ مِنَّا مَا قَالهُ مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّدٍ فِيما بَلَغنا عنهُم وفِيما لَم يَبلُغنَا عَنهُم، مَا أَسَرُّوا ومَا أَعْلَنوا).
التقليدُ لـمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ تجمعهُ هذهِ العبارة: (فَمَعَكُم مَعَكُم لَا مَعَ غَيرِكُم)، في كُلِّ شيء، هذا هو تقليدنا لـمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ.
أئِمَّتُنا في حالاتٍ فرعيةٍ في حالاتٍ استثنائيةٍ أرجعونا إلى فُقهائهم فُقهاءِ شيعتهم، وهذا الأمر كانوا يفعلونهُ في عصرِ الحضور في زمانهم، في زمن الصَّادقِ صلواتُ اللهِ عليه كانَ الإمامُ يُرجِعُ الشيعة يُرجِعُ عامَّةَ الشيعةِ إلى بعضِ أصحابهِ، وهكذا في زمانِ بقيَّةِ أئِمَّتنا صلواتُ اللهِ عليهم في زمنِ الحضور، وفي زمان الغَيبَةِ الأمرُ هو هو، أرجعوا الشيعةَ إلى فُقهاء الشيعة، لكنَّ المشكلة الَّتي حدثت عندنا هو انحرافُ مراجع الشيعةِ إلى منهج الضلال، هذا موضوعٌ آخر، مثلما خاطبهم إمامُ زماننا في الرِّسالة الَّتي بعثَ بها إلى الشيخ المفيد سنة 410 للهجرة: (مُذْ جَنَحَ كَثِيرٌ مِنْكُم إِلَى مَا كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ عَنْهُ شَاسِعَاً وَنَبَذُوا العَهْدَ الـمَأخُوذَ مِنْهُم وَرَاءَ ظُهُورِهِم كَأَنَّهُم لَا يَعْلَمُون)، أكثرُ مراجع الشيعةِ ضلُّوا في ذلك الوقت، في زماننا كُلُّهم ضَلُّوا لأنَّهم تمسَّكوا بنفسِ ذلك المنهج الضال، ما عندنا فقيهٌ واحد خرجَ عن ذلك المنهج الضال الَّذي نبذوا فيهِ العهدَ المأخوذَ مِنهم وراء ظهورهم كأنَّهم لا يعلمون، جميعهم الآن من دون استثناء على نفسِ الضلال، وعلى نفسِ نقضِهِم لمواثيقِ الولايةِ والإمامة.
هذا التعريفُ الإجماليُّ للتقليد: التقليدُ في أصلهِ للمعصوم (مَعَكُم مَعَكُم لَا مَعَ غَيْرِكُم) في كُلِّ شيء، الإمامُ يأذنُ لنا أن نعودَ في بعضِ أمورِ ديننا إلى فُقهاءِ شيعتهم بحسب المواصفات الَّتي يُريدونها هُم، لا بحسبِ مواصفات الشوافع الَّتي ذكرها مراجعُ النَّجفِ وكربلاء في رسائلهم العملية، ألا تُف على رسائلهم العملية، ألا تُف على مواصفاتهم الَّتي يذكرونها في تلكَ الرسائلِ القبيحةِ القذرة، لا شأنَ لي بهم، لا شأنَ لي برسائلهم العمليةِ القذرة، لا شأنَ لي بفتاواهم، ولا شأنَ لي بمواصفاتِ المراجع الَّتي يذكرونها في كُتُبهم كُتُب الضلالِ والتَّيهِ والسَّفاهةِ والحماقة.
أقولُ للَّذينَ يقولون لي مِن أنَّني قد ورطتهم، كُلُّ الَّذي فعلتهُ:
أوَّلاً: وضعتُ يدي وأصابعي على المشكلة، كشفتُ لكم المشكلة، كشفتُ لكُم مشكلةَ الواقع الشيعيّ، وكيفَ أنَّنا لسنا بشيعة، نحنُ شوافعُ الفِقه، أشعريَّةُ ومُعتزليَّةُ العقيدة، لا علاقةَ لنا بالعترةِ الطاهرة، هذهِ المشكلةُ كشفتُها لكم بالوثائقِ والحقائقِ والأدلَّةِ والشَّواهدِ والبراهينِ والحُجج في مئاتٍ ومئاتٍ من الساعات، كُلُّ ذلك موجودٌ على الشبكةِ العنكبوتيةِ ويُبَثُّ عِبرَ هذهِ الشاشة، هذا الَّذي فعلتهُ فهل هذا أمرٌ سيئٌ أنْ وضعتُ يدي على المشكلة؟!
وثانياً: وضعتُ حلاً ناجعاً لهذهِ المشكلة بعدَ أن يئستُ من الحوزةِ ومراجعها، فوضعتُ حلاً ناجعاً، ولطالما تحدَّثتُ عنه، ولطالما دعوتكم أن تقفوا معي كي نُنَفِّذَ هذا الحل، ولكنَّني ما وجدتُ شيئاً، بَقيتُ وحيداً مُنفرداً في عملي.
وثالثاً: عرضتُ خدمتي ومُشاركتي لكم في إنجازِ هذا الحل ومن دُونِ مُقابل، ليس تَفَضُلاً من عندي، لأنَّني أعتقدُ أنَّ الأمرَ واجبٌ عَلَيَّ ولا يجوزُ للإنسانِ أن يأخذَ أجراً أو أن يأخذَ مالاً على واجبٍ شرعيٍّ يُؤدِّيه، فهل يجوزُ لي أن أأخذَ مالاً على صلاتي الواجبةِ الَّتي أؤدِّيها؟! لا يجوزُ لي أن أأخذ مالاً على واجبٍ شرعيٍّ أؤدِّيه.
هذا هو الَّذي فعلتهُ، كشفتُ لكم عن المشكلة وكشفتُ كشفاً علميَّاً تحقيقيَّاً، ما حدَّثتُكم بحديثِ الأكاذيبِ والدَّجَل، وضعتُ الحقائقَ ناصعةً ساطعةً بَيِّنةً بينَ أيديكم، كشفتُ عن المشكلة، ودعوتُ الحوزةَ والمرجعيَّةَ وحينما يئستُ من ذلك وضعتُ حلاً ودعوتُ إلى هذا الحل، لكنَّني لم أجد مُجيباً، وعرضتُ خدمتي ومُشاركتي لكم في إنجازِ هذا الحل من دُونِ مُقابل، بل أنا الَّذي أشارككم بأموالي وبِكُلِّ ما أمتلك من مادةٍ ومن معنى، لأنَّ هذا واجبي، ولكنَّني ما سمعتُ جواباً إيجابيَّاً منكم، أنا لا أتحدَّثُ عن شخصٍ أو شخصين، أنا أتحدَّثُ عن الواقع الشيعي بشكلٍ عام.
تسألونني: ما هو الحل وتتصورونَ أنَّ الحَلَّ في كتابةِ رسالةٍ عملية؟!
أنا أقول لكم: كتابةُ الرِّسالةِ العمليةِ بالنسبةِ لي أمرٌ سَهلٌ ومُستسهلٌ جِدَّاً، لكنَّني أجدُ أنَّ الرِّسالةَ العمليةَ ستكونُ مُخدِّراً مُؤقَّتاً، بالضبط كطبيبٍ يُشَخِّصُ أنَّ المريض يُعاني من سرطانٍ خبيث لا يُخبرهُ ولا يُعالِجهُ وإنَّما يُعطيهِ مُسكِّناً مُؤقَّتاً، هذهِ خيانةٌ، خيانةٌ، نحنُ عندنا سرطانٌ خبيث، هذهِ الحوزةُ الطوسيةُ وهذهِ المرجعيَّةُ الطوسيةُ سرطانٌ خبيث، وأخبثُ من الخبيث، نحنُ لا نريدُ أن نقتلعها لسنا قادرينَ على ذلك، ولا شأنَ لنا بهم. علينا أن نُعالجَ أنفُسَنا، وقد وضعتُ لكم الحلول، أنتُم الغائبونَ عن الواقع، أنا حاضرٌ في هذا الواقع أتابعهُ، وأدلُّ دليلٍ على ذلكَ هو هذا البَثُّ المباشرُ الَّذي هوَ بينَ أيديكم وأمامَ أعيُنكم.
– تسألونَ عن الحلول؟ لقد ذكرتُها وذكرتُها لكم مِراراً.
– تُريدونَ جواباً؟ لقد حدَّثتكم طويلاً عن الأجوبة.
ومع ذلك فإنَّني سَأُكَرِّرُ كلامي، ولكن بعد هذا الفاصل.
سأذكرُ لكُم الحلول:
إنَّني بعد أنْ شَخَّصتُ المشكلة الشيعيَّة عِبرَ السِّنين رفعتُ صوتي مُطالِباً المرجعيَّة والحوزةَ أن تُنصِتَ لهذا الصَّوت وأن تتفحَّصَ ما يقول، هل الَّذي أقولهُ يستحقُّ أن يُهتَمَّ بهِ وأنْ يُعمَل بِه أو أن يُلقى في المزبلة؟! وحقِّ الحُسَينِ يَعرفونَ أهميَّة ما طرحتهُ سابقاً وما أطرحهُ الآن، يعرفونَ ذلك، وتَصِلُني الرَّسائلُ منهم تارةً بنحوٍ مُباشر وأخرى بنحوٍ غيرِ مباشر، لكنَّهم لا يتحدَّثونَ بهذا أمامَ النَّاس، أمامَ النَّاسِ يقولونَ شيئاً آخر، يُنَفِّرونَ النَّاس مِنِّي ومن قناة القمر ومن كُلِّ ما يُطرَحُ فيها، وأنا لا أُبالي لستُ مُهتمَّاً بهذا، إنَّما أُقَرِّرُ لكم حقيقةَ ما يجري.
بعد ذلكَ دعوتُ إلى حلٍّ ولا زِلتُ أدعو إليه، ولقد تحدَّثتُ عن هذا الحلِّ كثيراً:
أنْ نُؤسِّسَ جامعةً، أنْ نُؤسِّسَ مدرسةً، أن نُؤسِّس داراً للعلومِ، في هذهِ المدرسةِ نُدَرِّسُ معارفَ أهل البيت، نُدَرِّسُ ونُعَلِّمُ منهجَ أهلِ البيتِ في تفسير القُرآنِ، وفي استنباط العقائدِ، وفي استنباط الأحكامِ والفتاوى.
وأنا أقولها بملء فمي: أنا قاردٌ على أنْ أُهيئ المناهج في شُهورٍ قليلة، وأنْ أُعِدَّ الأساتذة في شهورٍ قليلة، في ظرفٍ هو دُونَ السنة، أمتلكُ القُدرةَ على أن أُهيئ المناهجَ، وأن أختبرَ الطُلَّابَ، وأنْ أُعِدَّ الأساتذة، وأنْ أُهيئ الكادرَ الإداري، أنْ أقومَ بِكُلِّ العملِ إذا ما تهيَّأ المكانُ المناسب، نحنُ بحاجةٍ إلى مكانٍ كبير، أُفَضِّلُ أنْ يُبنى، أنْ يُبْنَى بحسبِ ما أُخَطِّطُ لهُ، ولكن إذا لَم يتوفَّر هذا وتوفَّرَ مكانٌ كبيرٌ مناسبٌ أن نُؤسِّسَ جامعةً وأنْ نختارَ طُلَّاباً مُناسبينَ للدورةِ الأولى، هكذا أدَّعي وهكذا أقول، وأنا مُتأكِّدٌ مِمَّا أقول في ظرفِ خمسِ سنوات سيتخرَّجُ جِيلٌ من الفُقهاءِ الشباب يضحكونَ على هؤلاءِ المراجع، أستطيعُ أن أختصرَ لهم الطريق، ما سلكتهُ في عقودٍ بإمكاني أن أُلخِّصهُ لهم في سنواتٍ قليلةٍ، ليس هُناكَ مِن داعٍ أن يسيروا الطريقَ الَّذي سرتهُ أنا، يُمكنني أن أُلَخِّصَ المطالبَ لهم بشكلٍ لا تتوقَّعونَ ذلك لكثرةِ مُمارستي وخبرتي في هذا المجال، أستطيعُ أن أقولَ لهؤلاء الطُلَّابِ: هذا الكتابُ الَّذي يشتملُ على عشرين جزء تنتفعونَ فقط من الجزء الثاني مثلاً من عشرين صفحة، ومن الجزء العاشرِ من سبعين صفحة، بقيَّةُ الكتابِ تصفَّحوهُ في ساعتين اطلعوا على الفهارسِ فقط، الزبدةُ في هذهِ الأوراقِ فقط، لأنَّ بقيَّةَ المضامين موجودةٌ في كتابٍ قد قرأتموه، هذا أمرٌ على سبيل المثال.
جامعةٌ تُخَرِّجُ الفقهاءَ وفقاً لمنهجِ أهلِ البيت، الفُقهاءُ الشباب؛
– جابر بن يزيد الجُعفي حين التحقَ بالإمام السَّجَّاد أتعلمون كم كانَ عُمْر جابر؟ (18) سنة، (18) سنة، دُون العشرين.
– أتعلمون كم كانَ عُمْر هشام بن الحكم حين التحق في أجواء الإمام الصَّادق؟ (16) سنة، (16) سنة.
– أتعلمون كم كانَ عُمْر جميل بن درَّاج من فقهاءِ وعُبَّاد أصحاب الإمام الصَّادق، يقولونَ عنه إنَّهُ أَعْبَدُهُم، عشرون سنة عمره، عشرين سنة عُمْر جميل بن دراج.
– زُرَارة كذلك، والبقيَّة هكذا..
هؤلاء كيف صاروا فُقهاء في هذا العُمر وفي زمنٍ صعبٍ لا تتوفَّرُ الإمكاناتُ والوسائلُ الَّتي تتوفَّرُ الآن؟!
بنفس المنهج، بنفس الطريق، بنفس الأسلوب، موجودٌ في أحاديثِ أهل البيت، نستطيعُ أن نصلَ إلى نفس النتيجة، وحقِّ الزَّهْراءِ سيضحكونَ على هؤلاءِ مراجعكم على آياتِ اللهِ العُظمى على هؤلاء الـمُتأتئين الثولان الَّذينَ لا يفقهونَ مِن فقه العترةِ شيئاً.
وهذهِ الجامعةُ في الوقتِ نفسهِ تُؤسِّسُ لمكتبةٍ شيعيَّةٍ، قد تقولونَ وهذهِ المكتبةُ؟ هذهِ ما هي بمكتبةٍ شيعيَّة، هذهِ مكتبةٌ شافعيَّةٌ أشعريَّةٌ مُعتزليَّة، هذهِ مكتبةٌ صُوفيَّةٌ قُطبيَّة، نُؤسِّسُ لمكتبةٍ شيعيَّة.
ونُؤسِّسُ مركزاً للإفتاء ومن عندهم أسئلةٌ يُوجِّهونَ أسئلتهم إلى مركز الإفتاءِ الملحقِ بالجامعة، يستلمونَ الأسئلة عِبرَ الموبايل، عِبرَ الإيميل، عِبرَ الوسائلِ المختلفة، عِبرَ البرامج التلفزيونية، لابُدَّ أنْ تكونَ هُناكَ قناةٌ فضائيَّةٌ تنقلُ ما يجري في الجامعةِ وفي مركز الإفتاء، لابُدَّ من تواصلٍ معَ الجمهور، خلالَ سنتين إنَّنا سَنُجيبُ على كُلِّ الأسئلة عِبرَ مركز الإفتاء، وهذهِ الإجاباتُ يتولَّاها جمعٌ من المتخصّصين الَّذين يتعلَّمونَ في هذهِ الجامعة، خِلالَ سنتين، ولابُدَّ أن تصدر الفتوى مع دليلها، من دونِ دليلٍ لا تُعتَبرُ الفتوى رسميَّةً، والمكلَّفُ إذا اقتنعَ بالفتوى ودليلها يعملُ بها، وإذا لم يقتنع بذلك هو حُر، ووفقاً لمباني أهل البيت المسألةُ الواحدة فيها أكثرُ من حُكم، لا كما يفعلُ مراجعُ النَّجفِ وكربلاء بحسبِ طريقةِ الشوافعِ والأحناف مِن أنَّ المسألةَ لها حُكمٌ واحد، المسألةُ لها أكثرُ من حُكم، والمكلَّفُ حُرٌّ باختيارِ أيِّ حُكمٍ من الأحكام، لهُ الحريةُ الكاملة، هذا هو منهجُ أهل البيت ما هو منهجي، هذا هو المنهجُ الأصيلُ لفقه العترةِ الطاهرة، هذهِ أحاديثهم ورواياتهم، هذا هو منهجُ قُرآنهم المفسَّرِ بتفسيرهم، ومنهجُ حديثهم المفهَّمِ بقواعدِ تفهيمهم، وعلى هذا بايعنا بيعةَ الغدير.
هذا هو الَّذي طرحتهُ، قُلتُ أعينوني ساعدوني اجتماعياً مادياً معنوياً وأنا سأساعدكم سأقفُ معكم، هذا هو الَّذي طرحتهُ فهل هذا توريطٌ لكُم؟! أيُّ هُراءٍ هذا الَّذي تقولونهُ؟!
– أنا شَخَّصتُ المشكلة.
– ووضعتُ الحلول.
– وعرضتُ خدمتي وخبرتي ومشاركتي بأموالي وحياتي كي أُحقِّقَ هذا الحل، هذا هو الحل.
أمَّا الرِّسالةُ العمليَّةُ هذا مُخدِّرٌ مُؤقَّت مُهدئٌ مُؤقَّت، لا قيمةَ للرسالةِ العملية أمامَ هذا الحل، لم أجد مُجيباً، أصلاً لم أجد مُستمِعاً حقيقيَّاً.
إذا لم يتوفَّر هذا الحل بإمكانكم أنتم أن تنتفعوا:
– من برامجي الَّتي تُبَثُّ على شاشة القمر.
– ومن برامجي المتوفرةِ على الشبكة العنكبوتية.
– أنشئوا حلقاتٍ درسيَّة فيما بينكم، ادرسوا هذهِ البرامج، هذهِ البرامجُ بحاجةٍ إلى دراسة، ادرسوها أنتُم الشباب، أنتُم المتخصِّصون، أنتُم الأكاديميون، أنتُم طُلَّابُ الحوزةِ الَّذينَ لا تريدونَ أن تبقوا على ضلالِ حوزة النَّجفِ وكربلاء، شَكِّلوا مدارس في الحسينيات، في بيوتكم، شَكِّلوا مدارس على الإنترنت بقدرِ ما تستطيعون، إذا ما شُكِّلت هذهِ الدروس وشُكِّلت هذهِ المدارس ودرستُم الَّذي طُرِحَ في هذهِ البرامج الكثيرةِ عِبرَ السنين.
أنا أقولها لكم: ما طرحتهُ من مادةٍ علميَّةٍ عِبرَ السنين لو طُبعَ في كُتبٍ سيُطبَع في عشرات المجلَّدات، صَدِّقوني هذهِ ليست مُبالغة، أنا أعرفُ ماذا طرحت، وكُلُّ الَّذي طرحتهُ مطبوعٌ عندي موجودٌ، أعرفُ ماذا قُلت وماذا قَدَّمت، لقد أسَّستُ وقَعَّدتُ لمنهجٍ علميٍّ ودينيٍّ شامل، لكنَّني ماذا أصنع لا أجدُ أحداً يُساعدني، ولا أجدُ أحداً ينتفعُ من هذا الَّذي قُدَّمتهُ إلَّا بحدودٍ قليلة.
لا تستطيعونَ أن تنشئوا جامعةً بالوصف الَّذي تحدَّثتُ عنه عَلِّموا أنفُسَكم، سينشأُ جيلٌ قادرٌ على فهم الأحاديث، في البدايةِ تُخطئون، لو أصبتم بدرجة عشرين بالمئة أفضل من هذهِ الحوزة الَّتي هي ضلالٌ بدرجةِ مئة بالمئة، ستكونونَ أفضلَ من حوزة الضلالِ هذهِ، سوفَ لا تحتاجونَ إليهم، ستعودون إلى الرواياتِ والأحاديثِ بأنُفسِكم، عَلِّموا أنفُسكم، تصلونَ إلى شيءٍ صحيح بحدود عشرين بالمئة أفضل مِن شيءٍ يطرحهُ لَكُم هؤلاء البَتريُّون هو خاطئ بدرجة مئة بالمئة، هو خطأٌ وخطأٌ وخطأ.
هذا الحلُّ الثاني هذا راجعٌ إليكم بأيديكم؛ لا تُؤسِّسون جامعةً ولا تبتلون بي شخصيَّاً وبمشاكلي، دعوني بعيداً عنكم، انتفعوا مِنَ الَّذي طرحتهُ وأطرحهُ، شَكِّلوا النَّدوات، اعقدوا المجالس في بُيوتكم، في حسينياتكم، أسَّسوا المدراس على أرضِ الواقعِ، في المساجدِ، في الأماكن الَّتي لَكُم عليها تأثير تستطيعون أن تتصرَّفوا فيها، أسِّسوا المدارسَ ولو بحدودِ عددٍ قليلٍ محدودٍ مِنَ الطُلَّابِ على الشبكةِ العنكبوتية، سَتُخطئون وتشتبهون هذا أمرٌ طبيعيٌّ، هكذا أُسِّست الجامعات، كيفَ أسَّسَ الطوسيُّ حوزتهُ على الضلال ولا زال الضلالُ يتراكمُ فيها؟ تراكمَ الضلالُ فيها عِبرَ القرون، أنتم ابدؤوا ولو بشيءٍ صحيحٍ بنسبةِ خمسة بالمئة، لأنَّ القضيَّةَ مُعقَّدةٌ ليست بالأمرِ السهل، هذا هو الحلُّ الثاني إذا لم نستطع أن نقوم بالحلِّ الأوَّل قوموا أنتُم بالحلِّ الثاني.
الحلُّ الثالث: هل الأُمَّةُ مُهيَّأةٌ أن تلجأ إلى إمامِ زمانها؟!
إذا كانت الأُمَّة مُهيَّأةً أن تلجأ إلى إمامِ زمانها فإنَّ الإمامَ سيجدُ لها حلَّاً، مثلما حَدَثَ معَ أهل البحرين في سالف الزَّمن، هل الأُمَّةُ بإمكانها أن تلجأ إلى إمام زمانها؟ لا أتحدَّثُ عن الأفراد، أتحدَّثُ عن الأُمَّةِ، وليسَ بالضرورةِ يكونُ الحديثُ عن الجميع، ولكن عن جزءٍ كبيرٍ من هذهِ الأُمَّة، هل هم مهيَّؤونَ أن يلجؤوا إلى إمامِ زمانهم؟! لو لجأوا إلى إمامِ زمانهم سيجدُ لهم حلَّاً، لا أعتقدُ أنَّ الواقعَ الشيعيَّ البَتريَّ القَذِر الَّذي تغوَّطَ فيهِ مراجعُ النَّجفِ وكربلاء، تغوَّطوا في هذا الواقع الشيعي من رأسهِ إلى ذيلهِ، ما تركوا مكاناً إلَّا ونشروا غائطهم فيه، لا أعتقدُ أنَّهُ مُهيَّأٌ أن يلجأ إلى إمامِ زمانهِ، لكنَّني أذكرُ لكم كُلَّ الحلول المفترضة هذا حلٌّ ثالث إذا كنتم عاجزين عن الحلِّ الثاني أيضاً.
الحلُّ الرابع وهو الَّذي أقولهُ دائماً: أنْ تُقلِّدوا هؤلاء المراجع بطريقةِ المضطرِّ لأكلِ الميتة.
– لا تأخذوا العقائدَ منهم.
– لا تأخذوا التفسيرَ منهم.
– لا تأخذوا الموقفَ السياسيَّ منهم.
– لا تأخذوا قراءةَ التأريخ منهم.
– لا تأخذوا الثقافةَ منهم.
– والأحكامُ المعروفةُ عند عامَّة الشيعةِ لا تأخذوها منهم.
إذا كان عندكم من أحكامٍ لا تعرفونها عُودوا إلى رسائلهم العمليَّة، إلى رسالةِ واحدٍ منهم، إلى العديدِ من رسائلهم، تعاملوا معهم مثلما يتعامَل المضطرُّ إلى أكل الميتة، خُذوا منهم ما هو الضروريُّ والضروريُّ جِدَّاً وهو قليلٌ جِدَّاً فإنَّكم لا تحتاجونهم، وعودوا إلى الرواياتِ هُناكَ مِن الرواياتِ ما هو واضحٌ لا يحتاجُ إلى شرحٍ وإلى بيان، الأشياءُ الواضحة خذوها من الرواياتِ ومن الأحكام المعروفةِ في الوسط الشيعيّ، وعودوا إليهم في المسائل المحدودةِ الضروريةِ مثلما يعودُ المضطرُّ إلى أكل الميتة، هذا هو الَّذي أقولهُ دائماً، إذا كنتُم عاجزين عن هذا فابقوا على تقليدكم لهم، ابقوا على الحال الَّذي أنتُم عليهم حتَّى يُفَرَّج عنكُم بظهورِ إمامِ زمانكم، لكن هل ستنصرونهُ أم تنصرونَ هؤلاء البَتريين الَّذينَ سيخرجونَ لحربهِ وقِتاله؟! لا أتحدَّثُ عن هذا العصر وإنَّما أتحدَّثُ عن الشيعةِ في عصرنا هذا أو في العصور القادمةِ أيضاً، فهذا هو الواقعُ الشيعيّ.
بالنتيجةِ: أنا لا ورطتكم ولا فعلتُ لكم شيئاً سيئاً، البعضُ منكم يُحدِّدُ لي التكليفَ الشرعي، هو أنت عاجزٌ عن معرفةِ تكليفكَ الشرعي فكيفَ تُحدِّدُ لي تكليفي الشرعي، فاقدُ الشيء لا يُعطيه، أنا لا أُحدِّدُ لأحدٍ تكليفهُ الشرعي، تكليفي الشرعي أنا أعرفهُ وأنا أعملُ به، ولا أريدُ أن أحدِّدَ تكليفاُ شرعيَّاً لأحد، ببساطةٍ لأنَّهُ لن يعملَ بهِ أحد فلماذا أُحَدِّدُ تكليفاً شرعيَّاً لشخصٍ لن يعملَ به، أعتقدُ أنَّ الصورةَ باتت واضحةً وواضحةً جِدَّاً.
أضف تعليقك