(مراتب الطهارة)
❂ هناك مرتبة الطهارة المائية:
قول الامام الصادق عليه السلام: إذا أردت الطهارة والوضوء فتقدّم إلى الماء تقدُّمَك إلى رحمة الله تعالى، فإنّ الله قد جعل الماء مفتاح قُربته ومناجاته، ودليلاً إلى بساط خدمته..
لأنّ الماء هو الصورة الدنيوية السائلة الطاهرة في هذا العالم الذي نتقلّب فيه.. صورة الرحمة الإلهية.
ولذا حين سألوا الإمام الصادق عليه السلام عن معنى الفطرة قال: (الفطرة لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليّ أمير المؤمنين) فلا أدري لماذا أذان وإقامة الشيعة والتشهّد في صلاتهم خِلاف الفِطرة !! (سؤالٌ عليهم أن يسألوه للعلماء والمراجع) فهذه فطرة التكوين بالشهادات الثلاث، فكيف لا تكون فطرة التشريع كذلك؟!
❂ مرتبة أخرى مِن مراتب الطهارة: هي: الطهارة الماليّة.
والآية 103 مِن سورة التوبة هي مِن أفضل ما يُمكن أن يُشار إليه في الحديث عن الطهارة المالية:
{خُذ مِن أموالهم صدقةً تُطهّرهم وتُزكّيهم بها وصلّ عليهم إنّ صلاتك سكنٌ لهم والله سميع عليم}
■ وقفة عند مقطع من زيارة إمامنا الرضا عليه السلام المعروفة بالزيارة الجوادية:
✤ ملاحظة: لا يشتبه عليك أيّها الشيعي أنّ الخُمس لا يُقال له صدقة.. هكذا ثُقّفتَ بحسب ثقافة النواصب التي تأثّر بها علماؤنا، فالنواصب لا يُسمّون الخمس صدقة، ولكن في ثقافة أهل البيت الخمس مِن ضمن الصدقات، وكلماتهم الشريفة تُشير إلى ذلك.
■ نحن عندنا قاعدة في ثقافة أهل البيت عليهم السلام، وهي: أنّ الله يُحبّ أن يُؤتى ويُتقرّب إليه في رُخَصه كما يُحبّ أن يُؤتى ويُتقرّب إليه في عزائمه – العزائم هي الواجبات -، والرُخَص مثل : إباحة الخمس.
❂ أيضاً مِن مراتب الطهارة: الطهارة العلمية
فإنّ الجهل مِن أوسخ النجاسات.. وقول الله تعالى: {إنّما يُريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت} أوّل الرجس: الجهل..
■ وقفة عند كلمة سيّد الأوصياء: (ولا سواءٌ حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة – نجسة – يفرغ بعضها في بعض، وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها، لا نفاد لها ولا انقطاع)
ابحثوا عن ثقافتكم هل هي ثقافة طاهرة.. ابحثوا عن أصولها؛ لأنّ إمام زماننا وضع لنا قانون هام يقول: (طلبُ المعارف مِن غير طريقنا أهل البيت مُساوق لإنكارنا) مُساوقٌ يعني مُساوي..
❂ وقفة عند مرتبة الطهارة المعنوية.
فالطهارة المعنوية لها مظاهر وصور ودرجات.. ومن مظاهر الطهارة المعنوية (صلاتنا عليهم) حينما نُصلّي على آل محمّد فنحن نتطهّر.
الصلاة البتراء لها دلالات ومعاني، وهي على نحوين:
1- الصلاة البتراء في المستوى الّلفظي هو ما يفعله النواصب.
2- والصلاة البتراء معنوياً هي ما يقوم به الشيعة حينما يُصلّون على محمّد وآل محمّد بحسب الموازيين والمقاييس الناصبية ويعتقدون أنّنا بصلاتنا عليهم نُضيف إليهم شيئاً.
✤ صورة أخرى من صور ومظاهر الطهارة والتطهّر، هي: الطهارة الحُسينية.. وهنا سأشير إليها بالمُجمل فقط.
✤ الطهارة الأم هي: الطهارة الزهرائية
■ أقول للزهرائيين فقط: حين أقول (يا زهراء) إنّي أقول هذه الكلمة كي أجعلها عنواناً لتطهير ما أقول، لتطهير عقلي، لتطهير قلبي.. الطهارة الأصل والطهارة الأم هي هذه.
لا تستصغروا هذه الكلمة.. فإنّ الكلمة في ديننا تُحلّل وتُحرّم (كما في صيغة عقد الزواج، وصيغة الطلاق)، الكلمة تنقل الملكيّة (كما في صيغ عقود البيع) والكلمة تُخرج مِن الجنّة وتخرج من النار.. لذا مرّ علينا في الأحاديث الشريفة (إذا ذكرت اسم الله على وضوئك طهُر جسدك كلّه…)
فحين أقول (يا زهراء) هذا هو عنوان الطهارة الأم.
■ فهذه أهمّ مراتب الطهارة المعنوية:
1- طهارتنا بالصلاة عليهم (الصلاة عليهم هو ارتباطٌ بهم، وإعلان عن مودّتنا، إعلان عن ولايتنا) بشرط أن نُصلّي عليهم بمعرفة مأخوذة من العين الصافية الطاهرة من طريق آل محمّد صلوات الله عليهم..
2- أمّا الطهارة الحُسينية فذلك شأن آخر ولكنّها مرتبة من مراتب الطهارة المعنوية.
3- والطهارة المهدوية هي أساس الدين، من دونها لا توجد طهارة حُسينية ولا توجد طهارة الصلاة على محمّد وآل محمّد، هي الطهور الأعظم.
4- والطهارة الزهرائية هي الطهارة الأم.
عرضت على قناة القمر الفضائية
الجمعة : 2017/1/6م ــ 7 ربيع الثاني 1438
أضف تعليقك