✤ سأتحدّث في هذه الحلقة في أجواء الأذان والإقامة.. لن أتناول كلّ صغيرة وكبيرة تتعلّق بالأذان والإقامة، وإنّما سيقع كلامي في جهتين:
1- الأولى: فيما يرتبط بالشهادة الثالثة (وأعني بالدقّة ما جاء في الكتاب الكريم وفي حديث العترة ممّا يدل على وجوب ذكر الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة وفي التشهد الوسطي والأخير من الصلوات الواجبة والمندوبة)
2- والثانية: فيما يرتبط بمُجمل معاني الأذان والإقامة (وسأترك الحديث عن هذه النقطة للأسبوع المُقبل).
✤ يُمكنني أن أزعم أنّ هذه الحلقة ستكون (وثيقة) بيد أنصار الشهادة الثالثة؛ لأنّي سأركّز الحديث فيها على منطق الكتاب والعترة في هذه المسألة، بغضّ النظر عمّا يقوله الآخرون، وسأبدأ مِن القرآن:
❂ الوثيقة (1) من وثائق وجوب الشهادة الثالثة: الآية (33) من سورة المعارج وأخواتها من الآيات والأحاديث
● الشهادة الثالثة قيمتها أعلى مِن الشهادتين الأولى والثانية، لأنّ الشهادتين الأولى والثانية لا تثبتان إلّا بالشهادة الثالثة، وهذا هو منطق القرآن (فما بلّغتَ رسالته)
❂ الوثيقة (2) : حديث القاسم بن معاوية مع إمامنا الصادق، في كتاب [الاحتجاج] للطبرسي، والذي يتحدّث عن الشهادة الثالثة:
❂ الوثيقة (3) : الروايات التي ذكرها الشيخ الصدوق في كتابه [مَن لا يحضره الفقيه: ج1] بشأن الشهادة الثالثة وقال عنها أنّها من روايات المُفوّضة.
❂ الوثيقة (4) : صيغة دعاء التوجّه في الصلاة – أي الذي يُقرأ بعد تكبيرة الإحرام – والذي جاءت في كتاب [المُقنعة] للشيخ المفيد: (ثمّ يكبّر تكبيرتين آخرتين – من تكبيرات السبعة المُستحبّة – و يقول: وجّهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفاً مسلماً على ملّة إبراهيم ودين محمّد وولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب..) هنا تُقبل الصلاة، هذا هو شرف الصلاة
❂ الوثيقة (5) : أنواع الأذان استمعوا إلى الأذانات ستجدون أنّ الأذان الأعور هو أذانكم فقط.
❂ الوثيقة (6) : مقطع مِن رواية “تشريع الأذان”
■ وقفة عند مقطع من رواية الإمام الصادق عن جدّه رسول الله في [علل الشرائع : ج2] وهي رواية طويلة مضمونها تشريع الأذان.
❂ الوثيقة (7) : رواية معارج النبي المئة والعشرين
❂ الوثيقة (8) : رواية النداء
وقفة عند رواية الإمام الباقر عليه السلام في [وسائل الشيعة: ج1]: (بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم ينادَ بشيء ما نُودي بالولاية).(هذه هي طريقة الاستنباط عند آل محمّد.. هذه قاعدة التصريف، هذه هي المعاريض، هذا هو منهج لحن القول، هذه هي أصول أهل البيت..)
❂ الوثيقة (9) : كثرة الروايات وكثرة الصِيَغ لفصول الأذان والإقامة – مع الاختلاف في هذه الصيغ – يُشعرنا بشكل واضح وصريح أنّ الأئمة يُريدون منّا أن نبحث في هذه الصِيغ لنستخرج صيغة كاملة.. وهذا الحال الفقهاء يُجرونه.
❂ الوثيقة (10) : الروايات تصف الأذان بأنّه دين الله
● عن إمامنا الصادق في [بحار الأنوار :ج84] ممّا جاء فيها: (والأذان وجه دينكم) فهنا يصف الإمام الأذان بأنّه وجه الدين.. والكلام هو هو في كتاب الكافي الشريف، تقول الرواية وهي عن باقر العلوم عن آبائه عن رسول الله (لكلّ شئ وجه، ووجه دينكم الصلاة، فلا يشيننّ أحدكم وجه دينه) ووجه الشيء حقيقته.. يعني أنّ دينكم يُعرف من الصلاة.. اعرفوا صلاتكم فهي وجه دينكم.
■ صلاتنا بحاجة إلى تزيين بذكر عليّ، فهم الجهة التي يأتي منها الجمال والزينة، فوالله لو رجعت إلينا هذه الصلاة لا يصدر منّا إلّا القبائح كما يُشير إلى ذلك سيّد الشهداء في دعائه ليوم عرفة إذ يقول عليه السلام (مَن كانت محاسنه مساوي فكيف لا تكون مساويه مساوي، ومَن كانت حقائقه دعاوي فكيف لا تكون دعاويه دعاوي) فعلينا أن نحاول أن نُزّين أعمالنا بقدر ما نستطيع، وزينة كلّ شيء (عليّ).. وهذه الصلاة تُقبّح حينما نرفع الزينة عنها، نرفعُ ذكر عليّ منها، أو نذكر فيها عليّاً ولكن لا بنحو الجزئية (وهذه إساءة أكبر مِن رفع ذكر عليّ)!
عرضت على قناة القمر الفضائية
الاحد : 2016/1/8م ــ 9 ربيع الثاني 1438
أضف تعليقك