✤ الحديث لازال في ملامح المنهج الأبتر الذي يتحرّك بقوّة وفاعلية ونشاط دؤوب واضح في وسط المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية خصوصاً في الوسط المرجعي والوسط الحوزوي التدريسي وحتّى في المنابر والفضائيات!
وبدأتُ بالحديث عن التنظيم السياسي الذي نشأ في أجواء مرجعية السيّد الشيرازي في كربلاء (منظّمة العمل الإسلامي).
أنّ حزب الدعوة الإسلامية الذي نشأ في أحضان المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية في النجف الأشرف وفي بيوت المرجعية وتحت إشرافهم كان نُسخة طبق الأصل مأخوذة عن الإخوان المُسلمين (وبثوبه القُطبي)! فحزب الدعوة الإسلامية هو النسخة الأسوأ مِن حزب الإخوان المسلمين وذلك بسبب الفكر القطبي!
● منظمة العمل الإسلامي في كربلاء كانت تقليداً لنسخة التقليد في النجف، لذلك جاءت بصورة مشوّهة وكانت ضعيفة إلى حدّ بعيد! ونشأ الصراع المرير بين حزب الدعوة الإسلامية ومُنظّمة العمل الإسلامي مُنذ البدايات حتّى تلاشتْ مُنظمة العمل الإسلامي في أيّامنا هذه!
■ قائد مِن قادة مُنظّمة العمل الإسلامي هو (أحمد الكاتب)، وقد قرأتُ لكم ممّا جاء في مذكراته: (وبالرغم مِن أنّنا كنّا نحمل فكراً شيعياً إمامياً قويّاً، إلّا أننا لم نجد مانعاً مِن الانفتاح على الفكر الإسلامي (السني) العام، وبالخصوص كتابات قادة الأخوان المسلمين مثل: سيّد قطب ومحمّد البهي، ومحمّد جلال كشك ومحمّد قطب وغيرهم، التي كانتْ تُشكّل العمود الفقري لمكتبتنا).
★ مقطع 1: فيديو للسيّد طالب الرفاعي وهو مقطع مأخوذ مِن مقابلة أجرتها معه قناة النعيم الفضائية.
● ألم تقل يا سيّد طالب الرفاعي في مُقابلتك مع قناة العراقية أنّ السيّد محمّد باقر الصدر اجتهد فأخطأ؟! فمثلما أخطأ السيّد الصدر في تشخيص مصيره أخطأ في منهجه الفكري أيضاً.
★ مقطع 2: فيديو قصير للسيّد طالب الرفاعي مُقتطع مِن نفس المقابلة التي أجرتها قناة النعيم الفضائية مع السيّد طالب الرفاعي.. وهذا المقطع هو شاهد على طبيعة التناغم في العلاقات على المستوى الإنساني، على المستوى العاطفي، وهذا سببه التوافق الفكري!
✤ وقفة فيها مقارنة سريعة بين كتاب سيّد قطب [في ظلال القرآن] وبين ما ذكره السيّد محمّد باقر الصدر في كتابه [المدرسة القرآنية]، وكذلك ما ذكره السيّد محمّد تقي المدّرسي.
❂ الوقفة (1) قراءة سطور ممّا جاء في مقدّمة كتاب سيّد قطب المركزي [في ظلال القرآن: ج1]: (لقد عشتُ أسمعُ الله يتحدّث إليَّ بهذا القرآن، أنا العبد القليل الصغير، أيُّ تكريم للإنسان هذا التكريم العُلْوي الجليل؟..) إلى أن يقول في نهاية المُقدّمة: (هذه بعض الخواطر والانطباعات مِن فترة الحياة في ظلال القرآن، لعلّ الله ينفع بها ويهدي. وما تشاءون إلّا أن يشاء الله).
❂ الوقفة (2) قراءة سطور من مقدّمة كتاب [المدرسة القرآنية] للسيّد محمّد باقر الصدر، يقول بعد أن ذكر كلام أمير المؤمنين عليه السلام (ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق…) وقطّع في كلام الأمير، وقال بأنّه يُمكننا استنطاق القرآن.
❂ الوقفة (3) قراءة سطور مِن مقدّمة كتاب [من هدى القرآن :ج1 الطبعة الثانية] للسيّد محمّد تقي المُدّرسي وهو الرجل الأوّل في منظمة العمل الإسلامي التي جزء لا يتجزأ مِن التكوين الشيرازي.
◀ وقفة عند حديث الإمام الصادق عليه السلام: (يا جابر، إنّ للقرآن بطناً وللبطن ظهراً، وليس شيءٌ أبعد مِن عقول الرجال منه، إنّ الآية لينزلُ أوّلها في شيء وأوسطها في شيء، وآخرها في شيء)!
◀ حديث الإمام الباقر عليه السلام في [تفسير العيّاشي] يقول: (مَن فسّر القرآن برأيه فأصاب لم يُؤجر، وإنْ أخطا كان إثمه عليه)! ما معنى أن يذهب الإنسان بمفرده إلى المسجد ومعه القرآن ومعه ورقة وقلم ويبدأ يتدبّر في الآيات بمفرده؟!! أليس هذا تفسير للقرآن بالرأي؟!
◀ وقفة عند رواية الإمام الصادق عليه السلام: (مَن فسّر القرآن برأيه إنْ أصاب لم يُؤجر وإنْ أخطا فهو أبعد من السماء)!
◀ وقفة عند حديث الإمام الصادق وهو يحدّثنا عن إمامنا الباقر عليه السلام: (ما ضربَ رجلٌ القرآن بعضه ببعض إلّا كفر)! وهذا هو الذي يُسمّى بالتفسير الموضوعي (وفقاً لمنهج المخالفين).
● سورة الفاتحة هي خلاصة القرآن، وحين تتحدّث هذه السورة عن (الصراط المستقيم) فالصراط المُستقيم عليٌ صلوات الله عليه، والهداية للصراط المستقيم هي الهداية إلى عليّ. ولاية علي ودينه وأحكامه هي من شؤوناته، أمّا الهداية في أصلها فهي إلى عليّ. ومُصطلح “المغضوب عليهم” و”الضالين” المعاني هنا ترتبط بعليّ، ولا علاقة لها بالشهوات والمحرّمات (الشهوات والمحرّمات هذه معاني تأتي في الحاشية).
● صحيح أنّ سورة الفاتحة هي خلاصة القرآن وخلاصة للإسلام، ولكن لا بهذا الفهم السطحي البعيد عن أهل البيت عليهم السلام. سيّد الأوصياء يقول: الفاتحة كلّها في البسملة والبسملة كلّها في الباء، والباء في النقطة وأنا النقطة (فتمام الحقيقة في هذه النقطة)، يعني أنّ سورة الفاتحة كلّها عن عليّ، بل القرآن كلّه عن عليّ.
✤ هذه المقارنة بين ما جاء في كتاب [في ظلال القرآن] لسيّد قطب وما جاء في كتاب [المدرسة القرآنية] للسيّد محمّد باقر الصدر، وما جاء في كتاب [مِن هدى القرآن] للسيّد محمّد تقي المُدرّسي تُعطي صورة عن ملامح المنهج الأبتر الذي يتحرّك بقوّة وفاعلية ونشاط قوية في ساحة الثقافة الشيعية.
✤ سأقف عند كتاب [التمهيد في علوم القرآن] للشيخ محمّد هادي معرفة في حلقة يوم غد.
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الثلاثاء:
8/9/2016م ــ 6 ذى الحجة 1437
برنامج الكتاب الناطق
أضف تعليقك