بحث مخصّص

(الصنمية) أخطرُ مرض عقائدي ضرب الوسط الشيعي! (صنمية العلماء والمراجع والزعامات الدينية والفكرية والسياسية) صنمية العجول البشرية! (الصنمية) أخطرُ مرض وأخطر وباء باعد بين الشيعة وبين منهج الكتاب والعترة! والشيعة لازالتْ تتحرّك باتّجاه الواقع البتري، والذي سيقف في مواجهة إمام زماننا عند ظهوره الشريف!!
✤ (وقفة عند المرجع الرسمي الكبير الأوّل للشيعة في زمان الغَيبة الكبرى: الشيخ المفيد)
✤ هناك أمر شائع في الوسط الشيعي مِن أنّ الإمام الحجّة هو الذي لقّب الشيخ المفيد بهذا الّلقب (المفيد)!
والحال أنّ الذي يدرس تأريخ الشيخ المفيد يجد أنّ الشيخ المفيد كان معروفاً مُنذ أيّام صباه بهذا الّلقب!!
✤ لقب الشيخ المفيد جاء مِن أحد أساتذته وهو (علي بن عيسى الرُمّاني) وهو مِن مُخالفي أهل البيت عليهم السلام! لقبّه بهذا الّلقب منذ كان الشيخ المفيد في أيّام صِغره وصباه.
✤ حين خاطب الإمام الحجّة الشيخ المفيد في الرسالة الأولى بهذه العبارات: (للأخ السديد والوليّ الرشيد، الشيخ المفيد..). فهل كان الشيخ المفيد أخاً للإمام الحجّة كما كان أمير المؤمنين أخاً وولياً لرسول الله؟
■ إماما زماننا عليه السلام حين يخرج ويضع يده على رؤوس الخلائق كي يجمع بذلك عقولهم، فهذا لا يعني أنّ الخلائق سيكونون جميعاً على عقلٍ واحد، فهذا الكلام ليس منطقياً، وإنّما كلٌ بحسبه.
– أنّ الأئمة عليهم السلام حِين يمدحون شخصاً، فهذا المدح لا يُمكن أن يكون على نحو الحقيقة والإطلاق.
● وقفة عند الرسالة التي أرسلها الإمام العسكري لوالد الشيخ الصدوق (عليّ بن بابويه القمّي):
(أمّا بعد أوصيك يا شيخي ومُعتمدي وفقيهي أبا الحسن عليّ بن الحسين القمّي، وفّقك الله لِمرضاته، وجعل مِن صلبكَ أولاداً صالحين برحمته). كلمة شيخ تعني: معلّم. فعبارة (يا شيخي) تعني: يا مُعلّمي.
فهل هذه التعابير تعني أنّ والد الشيخ الصدوق (عليّ بن بابويه) هو شيخ الإمام العسكري؟
■ جميعنا نُخطىء ونشتبه، لا يُوجد فينا معصوم.. حتّى النوّاب الأربعة الخاصّين للإمام الحجّة ما كانوا معصومين، وإنّما كانوا فقط ينقلون ما يقوله الإمام.. الكلام الذي ينقلونه عن الإمام الحجّة عليه السلام (لأنّه صادر من الإمام الحجّة) فهو نقل صحيح.
■ حين ننتقد عالماً أو مرجعاً، فذلك لأجل تصحيح الواقع، ولأجل تقريب الناس إلى آل محمّد صلوات الله عليهم.. فإنّنا إذا رجعنا إلى كتب الشيخ المفيد مثلاً، سنجد فيها الكثير مِن العثرات والأخطاء والاشتباهات، وليس عيباً أن نُخطئ وإنّما العَيب أن نرى المُخطئ مُصيب! والعيب أن نقف في وجه التصحيح!
✤ وقفة عند كتابين من أهمّ كُتب الشيخ المفيد (كتاب أوائل المقالات، وكتاب تصحيح الاعتقاد)
هناك نفيٌ واضح لموقعية الزهراء في العقيدة الشيعية ! إذ لا ذكر للزهراء في هذين الكتابين وهما من أهمّ كتب الشيخ المفيد! وإذا تفحّصنا زوايا الكلمات في هذين الكتابين سنجد الذوق المُعتزلي واضح فيهما!
❂ كتاب [تصحيح الاعتقاد] وما كتبه الشيخ المفيد تحت عنوان: في العصمة:
(والوجه: أن نقطع على كمالهم في العلم والعصمة في أحوال النبوّة والإمامة، ونتوقّف فيما قبل ذلك ..).
■ وفي نفس هذا الكتاب حين يتحدّث عن [كتاب سليم بن قيس] الذي يُمثّل وثيقة الجريمة في قتل فاطمة، يقول:
(هذا الكتاب غير موثوق به، ولا يجوز العمل على أكثره، وقد حصل فيه تخليط وتدليس…).
❂ في كتاب [الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد] للشيخ المفيد.. أيضاً لم يتحدّث عن الزهراء في هذا الكتاب لا مِن قريب، ولا مِن بعيد!! ممّا جاء في هذا الكتاب يقول: (وفي الشيعة من يذكر: أن فاطمة صلوات الله عليها أسقطتْ بعد النبي ولداً ذكراً، كان سمّاه رسول الله – وهو حمْل – مُحسناً، فعلى قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ثمانية وعشرون. والله أعلم)
✤ وقفة عند ثلاثة أبيات معروف بين الشيعة أنّ الإمام الحجّة كتبها على قبر الشيخ المفيد:
لا صوَّتَ الناعي بفقدكَ إنّه * يومٌ على آلِ الرسول عظيمُ
إن كُنت قد غُيّبتَ في جدثِ الثرى * فالعدلُ والتوحيدُ فيك مقيمُ
والحجّة المهديُّ يفرحُ كلّما * تُليت عليك من الدروس علوم.
● هذه الأبيات قد يكون كتبها الإمام الحجّة، ولكن ربّما عبث بها العابثون، أو لم تُنقل بدّقة؛ لأنّها مُختلة!
■ الصاحب بن عبّاد شاعرٌ شيعي ولكنّه كان مُشبعاً إلى حدّ كبير بالفكر الاعتزالي!! وأبياته الشهيرة التي يُردّدها الشيعة في محافلهم شاهد على ذلك!! الأبيات التي يقول فيها:
حبّ عليّ بن أبي طالب * أحلى من الشهد إلى الشاربِ
لو فتشوا قلبي رأوا وسْطه **سطرين قد خُطا بلا كاتبِ
العدلُ والتوحيد في جانبٍ **وحُبّ أهل البيت في جانبِ
وهو فكر اعتزالي 100%، فالمُعتزلة يرون أساس الدين (العدل والتوحيد)!!
■ أنا أصحح هذه الأبيات للصاحب بن عبّاد وأقول:
لو فتّشوا قلبي رأوا وسطه * سطراً فقط خُطّ بلا كاتبِ
فلا يوجد هناك سطران، وإنّما يوجد سطر واحد فقط وهو: حُبّ الإمام الشاهد الغائبِ
✤ وقفة مختصرة عند الحكاية (22) في كتاب [جنة المأوى] للمحدّث النوري، والحكاية عن العلامّة الحلّي.
✤ وقفة عند حادثة أخرى في كتاب [قصص العلماء] أيضاً عن العلامّة الحليّ.
ورغم كلّ ذلك، يقول العلاّمة الحلّي لولده في أُخريات حياته: (لولا كتاب الألفين وزيارة الحسين، لقصمت ظهر أبيك الفتاوى نصفين)!
(وقفة عند إحدى هذه الفتاوى التي تقصم الظهر نصفين عند العلّامة الحلّي: ما قاله العلّامة الحلّي بشأن تفسير الإمام العسكري عليه السلام، واعتماد العلماء والمراجع في تضعيف هذا التفسير على هذا القول الخاطئ للعلّامة الحلّي إلى يومنا هذا! ومنهم السيّد صادق الشيرازي!!)
✤ إعادة النظر فيما كتبه المراجع والعلماء هذه قضيّة تُشكّل خطوة مهمّة في التمهيد لظهور إمام زماننا والوقوف أمام المدّ البتري!
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الاربعاء:
31/8/2016م ــ 27 ذى القعدة 1437

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.