حلقة استثنائية أخرى جاءت لتُجيب على سؤالين مُهمّين وردا لسماحة الشيخ، ولم تكن مساحة الوقت في الحلقة السابقة كافية للإجابة عنهما مع بقية الأسئلة الأخرى –
★ السؤال الأوّل: بشأن ما صَدَر منّي في المناسبات الانتخابية السابقة في العراق حيث كنت أُشجّع الشيعة على المشاركة في الانتخابات والذهاب إلى صناديق الاقتراع.. هناك مَن لا يروق له هذا الكلام (فالبعض انتقدني، والبعض اتّهمني، والبعض نصحني.. والبعض، والبعض..)
رسائل كثيرة وردتْ ليس الآن فقط، وإنّما طيلة السنوات الماضية.. ولا أعتقد أنّ أحداً ممّن يعرفون الساحة السياسية يخفى عليه أنّه لا ناقة لي ولا جمل في هذه الانتخابات، بل إنّ الأحزاب الشيعية الموجودة في الساحة السياسية موقفها سلبي اتّجاهي ليس الآن فقط، بل مُنذ زمن بعيد.
قبل الإجابة عن السؤال، أُبيّن بعض الملاحظات:
■ الملاحظة (1) :
أقول للإخوة والأخوات والأبناء والبنات الذين يتساءلون، يُشكلون.. عبّر ما شئت.. أقول لهم:
لِماذا يُطلب منّي أن أكون مثالياً..؟! مَن هو المثالي في وسطنا الشيعي؟ هل هناك مرجع مِن مراجعنا مثالي؟ هل هناك زعيم سياسي مثالي؟ هل هناك رجل دين مثالي؟ هل هناك إعلامي مثالي؟ فلماذا يُطلب منّي أن أكون مثالياً.. (قطعاً هذا الكلام يأتي بعد أن نتّفق على أنّ الآخرين يعرفون معنى المثالية).
■ الملاحظة (2) :
قد يكون جوابي طويلاً على هذا التساؤل، والسبب في ذلك: ليس أنّي أُريد أن أدفع إشكالاً أو انتقاداً عنّي شخصيّاً، فالانتقادات والاشكالات التي تُثار عليّ كثيرة جدّاً – ولا أُبالي بها ولستُ مهووساً بالردّ على الانتقادات والاشكالات – فكما قلتُ في الحلقة الماضية: أنّه مثلما أجدُ لنفسي حُريّة أن أنتقد الآخرين وأجدُ لنفسي حقّاً في ذلك.. فالآخرون أيضاً عندهم هذا الحقّ وهذه الحرّية وهذه المساحة.
ولكنّي أردتُ أن أُجيب بشكلٍ مفصّل إلى حدّ ما عن هذه لمسألة؛ لأنّني أردتُ أن أوضّح (رؤيةً).. الجميع عندهم رؤية عن الدين، فلماذا لا تكون لي أنا رؤية عن الدين؟
★ وأمّا السؤال الثاني: فكان مِن المُفترض أنّ يدور الحديث فيه عن (وجوب زيارة سيّد الشهداء) ولكن لكونه موضوع في غاية الأهميّة فسأترك الحديث عنه للحلقة القادمة كي أعطي الموضوع حقّه.
لكنّني سأجيب على سؤالٍ آخر يرتبط أيضاً بزيارة سيّد الشهداء.. وعلى وجه التحديد يرتبط (بزيارة الناحية المقدّسة) لسيّد الشهداء المرويّة عن إمام زماننا “عليه السلام” التي يُزار بها سيّد الشهداء يوم عاشوراء، وسائر الأيّام الأخرى أيضاً.
هذه الزيارة في الوسط الحوزوي والمرجعي تُثار عليها الإشكالات، وكذلك في الأوساط الحزبية الشيعية السياسية.. وهناك مَن يقول: أنّ أحد علماء الشيعة هو مَن كتب هذه الزيارة ولا صِلة لها بالإمام الحجّة “صلوات الله عليه”..!
السائل هنا يسأل:
عن المقطع الذي يكثر الحديث عنه دائماً في هذه الزيارة وهو قول الزيارة:
(فلمّا رأينَ النساء جوادكَ مخزيّاً ، ونظرنَ سرْجكَ عليه ملويّاً ، برزْنَ مِن الخدور ناشرات الشعور على الخدود، لاطمات الوجوه، سافرات، وبالعويل داعيات، وبعد العزّ مُذلّلات، وإلى مصرعكَ مُبادرات..) وعن الإشكال الواضح الذي يُثيرونه على هذا المقطع مِن زيارة سيّد الشهداء.. وبالتالي فإنّ زيارة الناحيّة المقدّسة لم ترِد عن الإمام الحجّة “صلوات الله عليه”..
عرضت على قناة القمر الفضائية الأربعاء:
11/1/2017م – 12 ربيع الثاني 1438
أضف تعليقك