بحث مخصّص

✤ آخر شيء تحدّثتُ عنه في الحلقة الماضية ما جاء مِن ذِكر وإشارة لقانون (المكْر والكيد) في سورة يُوسف، وقد لاحظتم أنّ سُورة يُوسف تحدّثتْ عن الكيد بكلّ أشكاله(الكيد الإلهي- الكيد النّبوي- الكيد الإلهي النّبوي- الكيد الشّيطاني- كيد الرّجال- كيد النّساء).
✤ الكيد إظهارُ شيءٍ بالقول أو بالفعل بحيث ينطلي على هذا الَّذي يُواجه هذا الكيد .. والحقيقةُ شيءٌ آخر.
والكيد الإبليسي يُواجه الكيد الرّحماني.
✤ في هذه الحلقة سأورد نماذج من صُور الكيد الرّحماني في سيرة المعصومين عليهم السلام مِن هذه الصّور وهذه الَّلقطات .. ما يلي :
● زواج الأئمة عليهم السلام من الجواري هو جُزء مِن هذا البرنامج، من هذا التّطبيق لقانون المكر الرّحماني.
كان الأئمة في الأعمّ الأغلب يتزوَّجون مِن الجواري في ظُروف هادئة جدّاً مِن سوق النّخاسة.. وهؤلاء الجواري هُنّ أُمّهاتُ الأئمة عليهم السَّلام.
أُمَّهاتُ الأئمة تَمَّ التَّواصلُ معهُنَّ بشكلٍ غير طبيعي عبر وسائل الغيب (عن طريق الرّؤيا، عن طريق التّحديث) قبل مجيئهنَّ لِسوق النّخاسة.
● صُورة ثانية : الأئمة عليهم السَّلام يضعون أسماءً عديدة لأمّهات الأئمة من الجواري، ولا يُخاطبون أُمّ الإمام بإسمٍ واحد، بل بأسماء مُتعدّدة، بحيث يتعوّد أهل الدّار على مُناداتها بأسماء عديدة.(عملية تضييع مقصودة .. وهذه العمليّة أيضاً تخدع الَّذين يعملون للبرنامج الإبليسي مِن الجن)
● أنَّ أُمَّهات الأئمة ليسَ لهُنَّ ظُهور واضح في حياة الأئمة مع علوّ شأنهنَّ وسِعة علمهنَّ وفضلهنَّ.
● ظاهرة واضحة في تأريخ أُسر الأئمة عليهم السَّلام، وهي: عدم زواج بنات الأئمة عليهم السلام.
والزّيجات الَّتي حصلتْ لها خُصوصياتها .. بل إنَّ عندنا في أخبار الأئمة عليهم السَّلام أنَّ إمامنا الكاظم عليه السلام أمر بناته ألَّا يتزوَّجن..
وكُل هذه الأمور مأخوذةٌ بها هذا الَّلحاظ (قانون المكر) للحفاظ على مُقدّمات البرنامج الَّذي يسعى الأئمة إخفاءه عن أعدائهم.
● أيضاً صورة أُخرى: وهي تزوّج الأئمة عليهم السَّلام مِن أعدائهم، كزواج إمامنا الحسن عليه السَّلام من جعدة برغم أنّ عائلتها مُرتدّة، وفي غاية العداء للعترة الطَّاهرة، وكذلك تزويج الأئمة لأعدائهم في ظروف مُعيّنة، ومن هُنا تتجلّى قضيّة زوجات النّبي صلَّى الله عليه وآله.
● صورة أخرى: أنَّ الأئمة صلوات الله عليهم كنُّوا أولادهم وسمّوا أسماء أولادهم بأسماء أعدائهم، وبأمرٍ وإشرافٍ منهم صلوات الله عليهم، مع أنّهم ينهونَ شيعتهم من التّسمية بأسماء أعدائهم.
● أيضاً استعمال الأئمة عليهم السَّلام لأسماء وألقاب وكُنى خاصّة بأعدائهم.
● تأخر ولادة بعض الأئمة من أجل الحفاظ على الأئمة عليهم السلام.
● أنَّ الأئمة كانوا يُضيّقون دائرة انتشار خبر ولادة الإمام المعصوم بقدر ما يُمكن .. أمَّا ولادة إمام زماننا عليه السَّلام، فكانت في سرّية تامّة.
● وظاهرة عدم تشخيص مواليد الأئمة عليهم السَّلام بالدّقة، أحد أسباب هذهِ الظَّاهرة هي هذهِ المسألة: إخفاء خبر ولادة المعصوم بالقدر الممكن.
● أيضاً مِن صُور هذا الإخفاء: عمل الأئمة بهذا القانون (الإسم، الكُنية، الَّلقب) فيُنادون الإمام تارةً باسمهِ، وتارةً بكُنيتهِ، وتارةً بلقبه.
وكذلك ظاهرة تكرار الأسماء في أولاد الأئمة.
● ما وردَ من تحريم لِذكر اسم الإمام الحُجّة عليه السلام، وإنّما تذكر الأوصاف والألقاب والكُنى.. والقضيّة على طُول تأريخ الأئمة، (وهي من جملة الأمور الَّتي تدور في هذا السّياق).
✤ لحن القول هو أن نعرف ذوق أهل البيت في أقوالهم وأفعالهم، وأن تكون هناك قواعد مُستنبطة على أساسها نفهم حديثهم صلوات الله عليهم.
● قضيّة أُخرى: الكُنى الخاصّة والعامّة للأئمة .. فالكُنية الخاصّة للمعصوم هي بإسم ولده المعصوم.
● طرح قضيّة البَداء في قضيّة الإمامة هي جُزء مِن هذا البرنامج، قانون البَداء هو شأن مِن شُؤون قانون الإمامة، فكيف يكون حاكماً على قانون الإمامة..؟ ولكننا نجد في الواقع الشيعي مَن يطرح قانون البَداء وأنّه حصل في الإمامة، كما في قضيّة إسماعيل وإمامنا الكاظم عليه السلام، وكذلك في الإمام الزّاكي العسكري، والسّيد محمد سبع الدّجيل.
● قانون أنّهُ في كُلّ مكانٍ لابُدّ مِن إمامٍ ناطق وصامت، الأئمة عليهم السلام كُلّهم ناطقون، فلا فرق بين الحسن والحُسين، ولكن جُزء مِن تطبيق قانون المكر هو هذا القانون (يعني إمام ناطق وإمام صامت).
● أسلوب إخفاء الإمام المعصوم لإسم الإمام الَّذي يليه من بعده كما في وصيّة الإمام الصّادق عليه السلام حين أوصى إلى خمسة أشخاص بينهم حميدة زوجة الإمام، حفاظاً على الإمام الكاظم.
● تعدد القبور .. كما حصل مع الصّدّيقة الكُبرى صلوات الله عليها ومع سيّد الأوصياء الَّذي ظلّ قبره مخفيّاً لسنوات حتّى عصر قانون العبّاسي.
● رواية مُهمَّة جدّاً في كِتاب (إقبال الأعمال) عن إمامنا السّجاد عليه السلام تُمثّل مصداق واضح جدّاً مِن مصاديق الكيد الرّحماني، حين كان الإمام يشتري العبيد ويُبقيهم عنده سنة كاملة تكون بمثابة دورة عقائديّة معرفيّة روحانيّة مُكثّفة لهم،
ثُمّ يُعطيهم الأموال الكافية ويُعتِقهم لأجل أن ينتشروا في البلدان وينشروا فكْر أهل البيت عليهم السَّلام.. (هكذا وصل لنا التّشيّع).
● عرض صورتين بشكل سريع في زمان الإمام الكاظم، الأولى مع عليّ بن يقطين، والأخرى مع صفوان الجمّال صاحب الإمام الصّادق.
● المعلومات والمُعطيات المُتبقيّة أهم.. وكل هذه المُعطيات وغيرها مِن أجل أن نتلمّس شيئاً ولو بسيطاً مِن ذوقِ أهل البيت عليهم السَّلام.

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.