بحث مخصّص

(إنَّ العاقل، الَّذي لا يَشغلُ الحلالُ شُكره، ولا يغلِبُ الحرامُ صَبْره).
لا يوجد مُشكلة في أن يُمارس الإنسان شُؤون حياته بشكل طبيعي، ولكن المشكلة والخُطورة حِين يتحوّل الحلال إلى (إله).
(مَن سلّط ثلاثاً على ثلاث، فكأنّما أعانَ هواه على هدم عقله: مَن أظلمَ نُورَ فِكْره بطولِ أملهِ، ومحا طرائفَ حكمتهِ بفضول كلامه، وأطفأ نُورَ عِبرتهِ بشهواتِ نفسه، فكأنّما أعانَ هواه على هدْم عقله، ومَن هدمَ عقلَهُ أفسدَ عليه دينهُ ودنياه).
حين نتحدّث عن الهوى فإنّ المعنى المُرتكز في الثّقافة الشّيعيّة هو (إشباع رغبات ومُشتهيات الإنسان)، هذا المعنى صحيح، ولكنّه يوافق ذوق المُخالفين، الهوى الأخطر الّذي يتحدّث عنه أهل البيت هو الهَوى المُخالف لهوى إمام زماننا عليه السَّلام.
وقفة عند خُطبة لسيّد الأوصياء عليه السَّلام لبيان معنى مُصطلح (الهوى): (لمّا أظفر الله سيّد الأوصياء بأصحابِ الجمل، وقد قال له بعض أصحابه: وددتُ أنَّ أخي فلاناً كان شاهدنا ليرى ما نصرك الله به على أعدائك. فقال له عليه السَّلام: أهوى أخيك معنا؟ فقال نعم، قال: فقد شهدنا…..)
(ومحا طرائفَ حكمتهِ بفضول كلامه) ما المُراد من طرائف الحكمة ؟ وما المقصود بفضول الكلام ؟
(وأطفأ نُورَ عِبرتهِ بشهواتِ نفسه) أن لا تشغل الشّهوات المساحة الأكبر مِن حياته.
هُناك مطالب مُهمّة في هذهِ رواية الرايات المتشابه:
1 – في النّاجي الّذي ينجو من هذه الفتنة ..
2 – رايات مُشتبهة لا يُدري أيّ من أي.
3 – أمرنا أبين مِن الشّمس.
ولكن هُناك في أرض العراق في زماننا اليوم شيء يُشابه هذا المضمون الوارد في الرّواية.
وقفة عند رواية التّقليد: فأمَّا مَن كانَ من الفُقهاءِ صائناً لِنَفسهِ، حَافظاً لِدِينهِ، مُخالفاً لِهَواهُ، مُطيعَاً لأمْرِ مَولاه، فللعوامّ أن يُقلّدوه…
لماذا تُبتر الرّواية ولا يقرؤون الأسطر الَّتي بعد هذا المقطع..؟!
علماؤنا يستشكلون على البخاري في مسألة بتر الأحاديث، وإخفاء الحقائق ولكنّهم يُمارسون نفس العمليّة مع حديث أهل البيت.. وتلك خيانة كبيرة..!
التّقليد الأصلي يكون للمعصوم .. وأمّا تقليد الفقيه فهو تقليد فرعي بإجازة ورُخصة المعصوم.
تحريف هذه العبارة في رواية التّقليد (فللعوام أن يُقلّدوه) إلى (فعَلى العوّام أن يُقلّدوه).. وشتّان بين المعنيين..فالمعنى المُحرّف (فعلى العوّام أن يُقلّدوه) هذا المعنى يُنْشأ صَنَماً..!
هؤلاء قسّمهم الإمام الصّادق إلى قسمين:
1- مجموعة أقلُّ خطراً .. وهي المجموعة الأقل.. ويُمكن تشخيصها في الواقع الشيعي.
2- ومجموعة أخطر من الشّمْر وحرملة.(والمجموعة الأخطر هي المجموعة الثّانية وهي الأكثر ويصعب تشخيصها).
رواية التّقليد في تفسير الإمام العسكري هي ركيزة أساسيّة .. لو ارتكزتْ عليها الثّقافة الشيعيّة لتبدّل الحال في الواقع الشيعي..

عرضت على قناة القمر الفضائية يوم الجمعة 12 ذي القعدة 1436
28 / 8 / 2015

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.