(يا هشام : لو كان في يدك جوزة، وقال الناس : لؤلؤة ما كانَ ينفعُكَ، وأنتَ تعْلم أنّها جوزة، ولو كانَ في يدكَ لؤلؤة، وقال النَّاس : أنَّها جوزة، ما ضرَّك وأنتَ تعلم أنّها لؤلؤة)
أنَّ الحقائق تحملُ قيمتها في نفسها، لا يُؤثّر على قيمتها ما يُقالُ عنها، قبِلها النَّاسُ أم لم يقبلوها، تبقى الحقائق حقائق.
وانما تفقدْ قيمتها عنْد النَّاس بسبب سُوق الجهْل والجهالة، ولهاث النَّاس وراء الأكاذيب والأباطيل، طبيعة النّفس البشريّة أنَّها لا تميلُ لِمن يُضحكها، بل تميل لِمن يضحك عليها، كما ضحِكَ إبليس على أبينا آدم، إبليس يضحك عندما يهجر النَّاس الحقائق، ويتَّجهون نحو الأمور والأقول الَّتي لا قيمة لها سِوى أنَّ فُلاناً قالها..!
وحديثي أُخاطب بهِ أبنائي وبناتي مِن شباب شيعة مُحمَّدٍ وآلِ عليهم السلام، ولا أريد أن أتحدَّث مع فئاتٍ هَمُّهم (الجدل) الَّذي لا فائدةَ فيه، ولا أتحدّث مع عقولٍ أكلتها الصّنميّةُ .
أصحابُ إمامنا الصَّادق عليه السلام جُلّهم مِن الشّباب، وهكذا هم أنصارُ إمام زماننا عليه السلام، لا يُوجد في أنصار الإمام مِن الكهول إلّا مثل الملح في الطّعام، أو مثل الكحل في العين..(بيان معنى الكهول في حديث العترة)
في هذا البرنامج أُحاول أن أُسلّط الضّوء على مطالب لو تجمَّعتْ وتراكمتْ فإنَّها تُشكّل قاعدة لتأسيس ثقافة مهدويّة زهرائية لشبابنا..
الثَّقافة الشيعية اخترقتْ مِن الَّلغة، ومن القواعد، ومن وسائل الفَهم.. حين أُخِذتْ القواعد ووسائل الفهم مِن المُخالفين، وصُبغتْ من الخارج بصبغة أهل البيت عليهم السَّلام..
(يا هشام : ما بعثَ اللهُ أنبياءَهُ ورُسُلَهُ إلى عباده إلَّا ليعقلوا عن الله، فأحسنُهم استجابةً أحسنُهم معرفةً لله)
(إلَّا ليعقلوا عن الله) .. العقل الإلهي لن يتكوّن حتَّى تستمِع الأُمَّة إلى النَّاطق الَّذي ينطق عن الله.. والنَّاطقُ عن الله هُم أهلُ البيت صلواتُ الله وسلامهُ عليهم..
(يا هشام : ما مِن عبدٍ إلَّا ومَلَكٌ آخذ بناصيته، فلا يتواضعُ إلَّا رفعهُ الله، ولا يتعاظم إلَّا وضعهُ الله)
التَّواضع ليس هو التَّواضع الاجتماعي والتَّواضع السّلوكي، وإنّما هو التَّواضع لأهل البيت عليهم السَّلام، وهو الّذي يقود للتّواضع السّلوكي..
الرّقعة عُنوانٌ لرسالةٍ، لعريضةٍ تُكتب إلى الله، وتُكتب إلى إمام زماننا عليهِ السَّلام..
(رقعة وجدانيّة أدبيّة إلى إمام زماننا .. بقلم سماحة الشّيخ الغزّي)..
هُناك مطالب وقوانين لابُدَّ من الوقوف عندها والحديث عنها..
– أوَّل قانون هو الغربلة والتَّمحيص.. وهذا القانون يجري على جميع البُلدان، وجميع البشر..
(والله لتُكسَّرنَّ تكسُّر الزُّجاج..واللهِ لتُكسَّرُنَّ تكسُّر الفخَّار..
(قانون التَّمحيص) قانون في غاية الخُطورة، وهو يجري علينا جميعاً، ونحنُ لا نلتفت إليه..
– ما هي الطَّريقة الَّتي يجري بها علينا قانون التَّمحيص..؟!
بيعة الغدير بيعة مُستديمة، وليستْ محصورة بمكان او بزمان، وتصوُّر أنَّ بيعة الغدير مخصوصة بزمان مُعيّن ومكان مُعيّن .. هذا التَّصوّر يُخرج الإنسان مِن التَّشيّع..
بيعة الغدير هي بيعة (التَّوحيد) وحديث السّلسلة الذّهبيّة يُؤكّد ذلك..
الباب الَّذي ينجو الدّاخلون مِن خلالهِ : حُسين .. حُسين .. حُسين
هو بابُ نجاتنا..
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الجمعة 7 / 8 / 2015م
أضف تعليقك