الشيخ الغزي :
• وقفة عند هذا المقطع من زيارة إبراهيم بن رسول الله “صلى الله عليه وآله”.. مما جاء في زيارته الشريفة هذه العبارات:
(أشهد أنك قد اختار الله لك دار إنعامه قبل أن يكتب عليك أحكامه، ويكلفك حلاله وحرامه، فنقلك إليه طيبا زاكيا مرضيا طاهرا من كل نجس، مقدسا من كل دنس..)
النجس هو القذارات المادية على ظاهر البدن وفي باطنه أيضا.. والخطاب هنا موجه إلى إبراهيم بروحه وجسده.
أما “دنس” يمكن أن تطلق على النجاسات المادية والمعنوية، ولكن حينما يأتي “النجس” مع “الدنس” فإن الدنس نجاسات معنوية والنجس نجاسات مادية.. هذا مع إبراهيم ابن رسول الله.. فماذا نقول للمعصومين الأربعة عشر..!
إبراهيم ابن رسول الله ليس من المعصومين الأربعة عشر، وإنما هو من شيعتهم في الأفق القريب منهم ومات صغيرا.. وهكذا نخاطبه:
(طاهرا من كل نجس، مقدسا من كل دنس)
“دنس” هو النجاسات المعنوية التي هي باطنية لا يستطيع الناس أن يتلمسوها، أو هي ظاهرية من خلال الأقوال والأفعال.. فمثلما أن إبراهيم مطهر من كل النجاسات المعنوية التي بعضها في باطن الإنسان لا يعرفها الآخرون، خفية سرية، وبعضها تظهر على الأفعال والأقوال والتصرفات والشؤون.. فهناك دنس باطني وهناك دنس ظاهري يستطيع الناس أن يشخصوه.
فكذلك النجس.. هناك نجاسات تكون على ظاهر البدن إما من الإنسان أو مما حوله وممن حوله.. وهناك نجاسات في باطن البدن.
فحين تقول الزيارة: (مقدسا من كل دنس) فكما أن التقديس شامل للظاهر والباطن، فالتطهير هنا أيضا شامل للظاهر والباطن.. لأن الحديث في نفس المستوى، في نفس السياق، في نفس الرتبة التعبيرية.
• وقفة عند هذا المقطع من الزيارة الجامعة لأئمة المؤمنين.. مما جاء فيها:
(فأنا أشهد الله خالقي وأشهد ملائكته وأنبياءه وأشهدكم يا موالي أني مؤمن بولايتكم، معتقد لإمامتكم، مقر بخلافتكم، عارف بمنزلتكم، موقن بعصمتكم، خاضع لولايتكم، متقرب إلى الله بحبكم وبالبراءة من أعدائكم)
إنما قرأت هذه الفقرات كي تعرفوا من أن السياق الآتي هو بنفس قوة هذه الأوصاف.. حين تقول الزيارة: (عالم بأن الله قد طهركم من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ومن كل ريبة ونجاسة، ودنية ورجاسة…)
هذا تطهير مطلق.. دماؤهم طاهرة، أبدانهم طاهرة، ظاهر أبدانهم طاهر، جوف أبدانهم طاهر.. لا يصدر منهم شيء يمكن أن يقال عنه أنه قبيح أو نجس، إنهم أصحاب آية التطهير، إنهم محمد وآل محمد.. شؤونهم طاهرة، منزهون عن كل نقص وكل عيب فينا.
ما يطرأ عليهم من مرض ومن آثار دنيوية لها ارتباط بحاجة الخلق.. الإمام السجاد مرض لأجل أن يكون المرض حاجزا فيما بين الأعداء وبين قتله، فهو إمام المشروع الحسيني بعد سيد الشهداء، لابد أن يبقى.. فمرضه وسيلة دفاع وحماية مردها في الأخير لمصلحة العباد.. فما يعرض عليهم من أمراض يرتبط ببرنامج الحفاظ على المشروع الحسيني الذي هو مشروع محمد وآل محمد.
• قول الزيارة: (قد طهركم من الفواحش) الفواحش تشمل الجميع من النقائص المادية والمعنوية.
• وقفة عند مقتطفات من الزيارة الجامعة الكبيرة.. مما جاء فيها:
(عصمكم الله من الزلل، وآمنكم من الفتن، وطهركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا)
إذا كان الحديث عن النجاسة المعنوية، فهذه العبارة تكفي: (عصمكم الله من الزلل) وانتهينا.. لأن الزلل إنما يكون في القول وفي الفعل وحتى في النوايا، فحينما تعصم هذه الجهات فهذه هي العصمة.. فلماذا كل هذا التأكيد وهذا التفصيل وهذا التبويب في هذه العناوين؟!
الجواب: لأن الزيارة تريد أن تستحضر كل معاني النقص لتضعها بين يدي الزائر كي ينزه هذه الذوات عن كل نقص في كل الاتجاهات.
الزيارة هنا تشعل كل الكشافات وكل القناديل في جميع الإتجاهات لإضاءة ساحة القلب كي يتمكن الشيعي من إدراك العقيدة الصحيحة.
• إلى أن تقول الزيارة:
(أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى، وجار لكم فيما بقي، وأن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة، طابت وطهرت بعضها من بعض، خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا عليكم، وما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا، وطهارة لأنفسنا وتزكية لنا، وكفارة لذنوبنا..)
هذه هي أحوال أئمتنا، هذه هي أحوال إمامنا السجاد.. ذوات كاملة، كمالهم وطهارتهم بنحو ذاتي تقتضي أن لا يظهر عليهم النقص والعيب خصوصا بهذا المستوى القبيح الذي يتحدث عنه كبار مراجع الشيعة وكبار خطباء الشيعة. ذوات الأئمة ذوات كاملة بنحو ذاتي.. كمالهم يقتضي اقتضاء ذاتيا أن لا يصدر منهم القبيح بكل أشكاله، وأن لا يطرأ عليهم طارئ قبيح.. ربما تطرأ عليهم العوارض لا لذاتهم وإنما لحاجة الخلق لأنهم أسوة كاملة “صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين”.
حتى هذا الكلام الذي يطرح في كتب علم الكلام عند علمائنا ومراجعنا من أن المعصوم لا يطرأ عليه ما ينفر الناس منه، وهم يخالفون ذلك، فهم يكتبون هذا الكلام في كتبهم ولكنهم ينسبون إلى الإمام السجاد ما ينفر النفوس منه “صلوات الله وسلامه عليه”..! وحتى كلامهم هذا كلام يقع في الحاشية من جهة أن الإمام “صلوات الله وسلامه عليه” هو حجة الله، وحجة الله لابد أن تكون كاملة.. فإذا طرأ عليها ما ينفر النفوس منها فإن الناس ستحتج على الله يوم القيامة بأن حجته كانت ناقصة ولذلك لم يقبلوا بها.. وحجة الله حجة بالغة، فإن الحجة البالغة لله سبحانه وتعالى.
والمراد من الحجة البالغة: أي الحجة الكاملة، يعني إذا ما أقيمت الحجة الإلهية على أحد فإنها بالغة وافية شافية كاملة.. فلا يمكن أن يطرأ على الحجة الكاملة من النقص أو من العوارض والطوارئ ما ينفر النفوس من تلك الحجة.
وإذا عطفنا القول باتجاه المشروع الحسيني الذي هو المصيبة والقضية الأكبر في السماوات والأرض، فإن الإمام السجاد هو إمام هذا المشروع العملاق.. فكيف يمكن أن يكون إماما للمشروع الأكبر في السماوات والأرض.. إنه مشروع الله، ولذا وصف أئمتنا الدم الحسيني بأنه دم الله، فثار الله تعني دم الله، وهذا الوصف واضح في زياراتهم في أدعيتهم وفي أحاديثهم ورواياتهم الشريفة.. فلا يمكن أن يطرأ النقص والعيب القبح على إمام المشروع الحسيني.. وكل هذا الكلام إن كان مرتبطا بموضوع الحجة البالغة أو كان ذلك مرتبطا بالمشروع الحسيني العملاق لأن هذه المعاني وأشباهها تتفرع من الأصل الذي أشرت إليه قبل قليل.. فإن كمالهم يقتضي اقتضاء ذاتيا أن لا يطرأ عليهم النقص والقبح بكل أشكاله بغض النظر عن أنهم حجة بالغة أو عن أنهم أئمة للمشروع الحسيني العملاق.
فحتى هذا النقاش (أن هذا المرض ينفر أو لا ينفر) هذا كلام سطحي يقع في الحاشية.. نحن نرفض هذه القبيحة التي ينسبها مراجع الشيعة بسبب سوء توفيقهم وخذلانهم وابتعادهم عن العقيدة الحقيقية التي تتجلى في معارف الكتاب والعترة، هذه القبيحة لا يمكن أن تنسب للإمام المعصوم لهذا الأصل.
ومن هنا يتضح أن المعنى الرابع من معاني “المبطون” وهو الذي ضرب على بطنه، هذا المعنى لا شأن لنا به لأن الواقع التأريخي يرفضه.. والمعنى الثاني أن المبطون هو المصاب بداء الذرب وهو الإسهال الشديد فهذا يسقط بسبب هذا الأصل الذي حدثتكم عنه وجئتكم بشواهد عليه من زيارة إبراهيم ابن رسول الله ومن الزيارة الجامعة لأمير المؤمنين، ومن الزيارة الجامعة الكبيرة.. المعاني واضحة وصريحة جدا.
بقي عندنا معنيان للمبطون:
• المبطون المصاب بألم في البطن.
• والمبطون المصاب بمرض واضح ظاهر يشخصه الأعداء.. لأن الأساس في مرض الإمام السجاد هو هذا.. كان المرض حماية له، لا كما يفسر بأن المرض كان عذرا له كي لا يشارك في القتال.. القتال ليس بكمال للمعصوم، ولا حتى بكمال لغير المعصوم.. القتال حاجة من الحاجات الواقع يفرضها على الإنسان.
الإمام السجاد وظيفته أن لا يقاتل حتى لو لم يكن مريضا، لأن الإمام السجاد لابد أن يبقى كي يكون إماما للمشروع الحسيني، كي يكون حارسا للدم الحسيني، لهذا المشروع الإلهي العملاق..
حتى لو كان الإمام بتمام صحته وعافيته فليس مطلوبا من الإمام أن يقاتل.. وما جاء في كتب المقاتل من أنه حاول الخروج إلى القتال والإمام رده، إذا ثبتت هذه المعاني بشكل قطعي فإن الإمام هنا يريد أن يقيم الحجة على الآخرين من أنه ما لأحد من عذر في نصرة سيد الشهداء حتى المريض ليس له من عذر، ولذا فهو خرج والإمام منعه ورده وأمر الإمام هو الأولى بالإطاعة والإذعان.
فهذه قضية لمدارة الناس الذين كانوا في عصره حتى الأمويين، فالأئمة يراعون شؤون الخلق جميعا.
• الإمام السجاد كان مريضا وهذا المرض كان وسيلة دفاع ورد للأعداء.. وسيلة من وسائل رد ودفع الأعداء عن قتله، وإلا لو كان في أتم الصحة والعافية فليس مطلوبا منه أن يقاتل.. الأصل هو البرنامج، هو المشروع، وهذا المشروع بحاجة إلى حراسة.
سيد الشهداء لو لم يكن محتاجا للقتال لما قاتل، فليس بطالب للقتال.. القتال بحد ذاته لا هو ضرورة ولا هو كمال، إنما هو حاجة من الحاجات.. ولكن إذا صار حاجة صار كمالا عرضيا وليس كمالا ذاتيا، فحينئذ من يجب عليه أن يستجيب لهذه الحاجة إذا ما تأخر عنها فإنه قد ذهب في الاتجاه الخاطىء.. فالقتال ليس بضرورة ولا هو بكمال في حد ذاته، إنما حاجة تتشخص من خلال ظروف الواقع المحيط بالإنسان أو المحيط بالمجموعة أو المحيط بالإمام المعصوم.. فمرضه “صلوات الله عليه” كان وسيلة دفاع.
إذا فهمنا مرض الإمام بهذه الصورة فإن الإحتمال الأول سيسقط.. فما حاجة الإمام للألم في بطنه؟! كيف يعرف أعداء الإمام من أن الإمام يتألم في بطنه؟ وكيف يصدقون ذلك؟! إنهم بحاجة إلى مرض محسوس، وليس هناك أوضح من الحمى، خصوصا ونحن في دائرة حرب وعملية سلب ونهب، وهجوم على الخيام، وسيهاجمون الإمام وسيمسكون به، فحينما يمسكون به ويشعرون بدرجة حرارة عالية جدا يعرفون أن الإمام مريض.. القرآئن الموجودة في الروايات أيضا تشير إلى ذلك وهذا ما سيأتي بيانه.
● وقفة عند هذا المقطع من رواية طويلة لإمامنا الباقر في [الكافي الشريف: ج1] – باب ما نص الله ورسوله على الأئمة واحدا واحدا .. مما جاء في آخرها:
(ثم إن الحسن حضره الذي حضره – ما جرى عليه وأدى إلى استشهاده – فسلم ذلك إلى الحسين – ما يرتبط بشؤون الإمامة والوصية – ثم إن حسينا حضره الذي حضره فدعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة وكان علي بن الحسين مبطونا لا يرون إلا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين – حين عاد للمدينة – ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا…).
بالمجمل سأشير إلى قضية قد تكون ليست أصلا في هذه الحلقة ولكنها مهمة جدا.
سيد الشهداء سلم ما سلم لابنته فاطمة الكبرى.
• هناك خلاف عند العلماء: هل أن الحسين “صلوات الله وسلامه عليه” عنده فاطمة واحدة أم هناك فاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى؟! هل أن الكبرى المراد منها فاطمة الكبرى أم أنها الكبرى من بناته؟! باعتبار أن الكبرى جاءت سابقة هنا لكلمة فاطمة.. لا أريد الخوض في هذه الجزئيات.. ولكن أشير إلى هذه القضية:
سلو مراجع الشيعة عن فاطمة العليلة.. هم ينكرون وجودها أو يشككون في وجودها..! حتى الخطباء يقرأون مصيبتها لأجل إبكائكم ولكنهم ينكرون وجودها ويشككون في وجودها.. وأنا أقول لكم: فاطمة العليلة هي هذه، إنها فاطمة الكبرى.
لأن فاطمة هذه هي التي بقيت في المدينة، وإذا ما أردنا أن نطلع على كل التفاصيل في الروايات فإن الروايات تتحدث عن أن فاطمة أعطت الأمانة للإمام السجاد بعد أن عاد إلى المدينة.. إنها فاطمة العليلة، ومرضها كمرض السجاد.. القضية مرتبطة بحماية الأمانة.. فعلي السجاد كان مريضا لأجل الحماية، لحمايته، لدفع الأعداء، وليس عذرا في قضية الإشتراك في المعركة أو عدم الإشتراك.. المرض كان حماية، وكذلك الحال بالنسبة لفاطمة الكبرى التي تعرف بفاطمة العليلة.. إنها بقيت في المدينة تحمل الأمانات من أبيها لإمامنا السجاد.
إنها فاطمة التي قال عنها إمامنا الحسين هي أشبه الناس بأمه فاطمة، إنها زوجة الحسن المثنى.. وهذا يكشف عن عدم فهم علمائنا ومراجعنا لأحاديث أهل البيت ولذلك ينكرون وجود فاطمة العليلة ويشككون في وجودها.
• التي خطبت في كربلاء هي فاطمة الصغرى بنت الحسين “صلوات الله وسلامه عليهما”، وليس هناك من ذكر لفاطمة الكبرى في كربلاء لا في الروايات ولا في كتب المقاتل. فاطمة الكبرى في رواياتنا بقيت في المدينة وكانت موكلة بحفظ الأمانة.
• سيد الشهداء وضع أمانتين: وضع أمانة عند أم سلمة، ووضع أمانة أخرى وهي المهمة عند فاطمة العليلة.. أما هذه الحكايات التي يذكرها الخطباء ويذكرها الشعراء عن فاطمة العليلة.. هذا سخف.. ففاطمة العليلة هي أشبه الناس بالزهراء وهذا التقييم من الحسين، وفاطمة هذه كانت كبيرة في السن لم تكن طفلة صغيرة.. وفاطمة هذه أوكل إليها حفظ مواريث النبوة ودلائل الإمامة وحقائق الوصية.
• قوله: (وكان علي بن الحسين مبطونا لا يرون إلا أنه لما به) لاحظوا الإمام لم يقل كان مصابا بداء الذرب، ولاحظوا القرينة التي تشهد بوضوح لما قلته قبل قليل من أن الإمام السجاد كان مريضا بمرض يحميه من اعتداء أعداء الحسين عليه، فلابد أن يكون ظاهرا وواضحا.. فحين تقول الرواية: (كان علي بن الحسين مبطونا) يعني أن المرض قد بطنه بطونا وهو المعنى الثالث للمبطون.. يعني أثر فيه المرض بحيث صار واضحا وظاهرا وأثر فيه أثرا كبيرا.
وقول الرواية: (لا يرون إلا أنه لما به) يعني لا يرون شيئا في الإمام السجاد مخيفا أو مهما.. وإنما يرون رجلا مريضا محموما في غاية المرض.. الصورة الواضحة هي مرضه الظاهر. أما كيف يكون مرضه ظاهرا؟
فالجواب أنها الحمى الشديدة.. لأنهم حين يدخلون إلى الخيمة يريدون قتله، يريدون سلبه.. فحين يقلبونه ويمسكون به يشعرون بالحرارة العالية جدا.. علما أنني أقول هذا الكلام لا لهذه الرواية فقط، وإنما هناك قرآئن واضحة في أحاديث العترة الطاهرة التي بينوها لنا.
مقطع من برنامج اطلالة على هالة القمر – الحلقة (17)
مرض الإمام السجاد عليه السلام في كربلاء ج3
قناة القمر الفضائية 2 ربيع الاول 1440هـ الموافق: 10/11/2018
* شاهد الحلقة كاملة:
أضف تعليقك