بحث مخصّص

في هذه الحلقة سأسلّط الضوء أوّلاً على موضوع (النيّة) التي رُبيّنا عليها مِن خلال المؤسسة الدينيّة الشيعيّة الرسميّة..
والبعض مِن المُصلّين يتلفّظونها تلفُّظاً خافتاً.. (ومُشكلة الكثيرين في هذه المنطقة من الصلاة: منطقة النيّة).
بينما (النيّة) كما بيّنت في الحلقات السابقة هي المضمون والفحوى الذي يحمله الإنسان في داخله.. فمُنذ أن بايعنا بيعة الغدير فإنّنا بايعنا المعصومين جميعاً إلى إمام زماننا.. بايعناهم على العبودية والطاعة والتسليم لأمرهم.
● ربّما يرفض البعض استعمالي لِمُصطلح (العُبوديّة في حقّ أهل البيت).
وأقول: أنّ مَن يرفض ذلك هو حُرّ إذا كان بايع على غير العُبودية.. أمّا أنا فبيعتي لمحمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم، بيعتي لإمام زماني فهي على العبوديّة (عبوديّة الرقّ، وعُبوديّة السالميّة والتسليم، وعلى العبوديّة بكلّ معانيها وأشكالها).
● لو رُبيّنا بهذه التربية وأُنشئنا هذا الإنشاء، فهل بقينا على هذا الحال نُشابه الشوافع في قضيّة النيّة في الصلاة؟!
✤ سأمرّ على نماذج من كتبنا في المكتبة الشيعية.. أبحث عن هذه (النيّة) التي تعلّمها الناس من المؤسسة الدينية.. وقد رأيتُ الكثير من العمائم الكبيرة في الواقع الشيعي حائرون في مسألة النيّة!
✱ مرور على نماذج من كُتبنا الشيعية.
❂ الكتاب (1): هو أقدم كتاب حديثي عندنا وهو عبارة عن رسالة عمليّة ، وهو أقدم كُتبنا [الكافي الشريف :ج3] –
تحت عنوان: باب افتتاح الصلاة والحدّ في التكبير وما يُقال عند ذلك.. جاءت فيه هاتان الروايتان:
❂ الكتاب (2): هو الرسالة العملية الأقدم عند الشيعة، وهي كتاب [المُقنعة] للشيخ المفيد الذي يُمثّل أوّل مرجعية شيعية رسمية عامّة معروفة مبسوطة مُتّفقٌ عليها.. وكانت الشيعة كلّها تعمل بهذه الرسالة.
❂ الكتاب (3): كتاب يُعدّ من أكبر الجوامع الحديثية عند الشيعة التي يرجع إليها الفقهاء والمراجع في الفُتيا والاستنباط.. وهو كتاب [وسائل الشيعة] للحرّ العاملي.
❂ الكتاب (4): كتاب [جامع أحاديث الشيعة] وهو أكبر الجوامع الحديثية التي جُمعت فيها أحاديث الفتوى والاستنباط.
● مُشكلتنا بدأت مع الشيخ (( الطوسي ))، خصوصاً بعد أن انتقل إلى النجف وأسّس الحوزة العلمية الدينية الشيعية في النجف!
✱ مرور على كُتب الشيخ الطوسي (المعروف بشيخ الطائفة) التي تتحدّث عن نصفه الشيعي (فالشيخ الطوسي نصفٌ شيعي، ونصفٌ شافعي.. فقد تأثّر كثيراً بالفكر الشافعي بسبب دراسته له).
الشيخ الطوسي منذ بداية حياته تتلمذ على أيدي المُخالفين، وهذا الأمر معروف في تأريخه. (وقد تحدّثتُ عن هذا الموضوع بشكل مفصّل في الحلقات الأولى من برنامج [الكتاب الناطق] راجعوا الحلقات التي تحدّثتُ فيها عن الشيخ الطوسي).
أنّ الشيخ المفيد في كتابه [المقنعة] ذكر صيغة لدعاء التّوجه في الصلاة – الذي تُستحبّ قراءته بعد تكبيرة الإحرام بحسب روايات أهل البيت – هذه الصيغة تشتمل على ذكر أمير المؤمنين عليه السلام – وهي كالتالي: (وجّهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مُسلماً على ملّة إبراهيم، ودين محمّد، وولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وما أنا مِن المُشركين..)
ولكنّ كتاب [تهذيب الأحكام] الذي هو شرحٌ للمقنعة، لم يذكر فيه الشيخ الطوسي هذه الصيغة لدعاء التوجّه التي تشتمل على ذكر عليّ
✱ وقفة عند كُتب الشيخ الطوسي في نصفه الشافعي:
■ ويتابع الشافعي في كتابه الأم فيقول:
(فلو قام إلى الصلاة بنية، ثمّ عزبتْ عليه النيّة – أي غابت – بنسيان أو غيره ثمّ كبّر وصلّى لم تُجزهِ هذه الصلاة..) وهذا الهراء يقول به علماء الشيعة أيضاً وهم أخذوه من الشافعي.. فلا علاقة لأهل البيت بهذا الهراء.
✤ وقفة عند قضيّة لفتتْ نظر الشيخ الغزّي – عبر السنين – وهو يُطالع كُتب الشيخ الطوسي، وهي قضيّة انسباق أسماء رموز المُخالفين: (كالشافعي وأبي حنيفة وغيرهم) إلى فكر وحديث الشيخ الطوسي دائماً في كتبه.. وهذا يكشف تأثّره الكبير بالفكر المُخالف، لأنّ هذه الأسماء موجودة دائماً في ذاكرته.
✤ وقفة عند موسوعات علمائنا الفقهية
❂ النموذج (1) من الموسوعات الفقهية: الموسوعة الفقهية الإخبارية، وهي: كتاب [الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة: ج8] للشيخ يوسف البحراني (وهو من كبار علماء وفقهاء المدرسة الإخبارية).
❂ النموذج (2): الموسوعة الفقهية الأصولية: وهي كتاب [جواهر الكلام] للشيخ محمّد حسن النجفي.. وهذه الموسوعة هي التي تتبّناها المدرسة الأصوليّة.
✤ ما تقدّم من كلام يُمثّل قصّة النية عند الشافعي وعند الشيخ الطوسي وعند مراجعنا الذين تبعوا الشيخ الطوسي.. أمّا قصّة النيّة عند آل محمّد صلوات الله عليهم فهي ما جاءتْ في حديث إمامنا الثامن عليه السلام:
(وانوِ عند افتتاح الصلاة ذِكْر الله وذِكر رسول الله، واجعل واحداً من الأئمة نُصب عينيك ولا تُجاوز بأطراف أصابعك شحمة أُذنيك)
عرضت على قناة القمر الفضائية:
الاحد : 2016/1/21م ــ 22 ربيع الثاني 1438

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.