بحث مخصّص

✤ خُلاصة ما تقدّم في الحلقة الماضية:
✤ النيّة في ثقافة آل محمّد يُبيّنها إمامنا الرضا عليه السلام في حديثهِ في [الفقه الرضوي]
(وانوِ عند افتتاح الصلاة ذِكْر الله وذِكر رسول الله، واجعل واحداً من الأئمة نُصب عينيك ولا تُجاوز بأطراف أصابعك شحمة أُذنيك)
● قول الإمام (وانوِ) أي استحضر.. فالمُراد مِن النيّة هو حُضور القلب، والعالَم هو مُحضر الله، العالَم هو محضر إمام زماننا.
فالنيّة هو أن يكون قلبك حاضراً بين يدي إمام زمانك، أن يكون قلبُك مُشبعاً، مُتوّجاً، مُنوّراً، ومُزيّناً بذكر إمام زماننا، وهو نفس المضمون في قول أمير المؤمنين “عليه السلام”: (أنا صلاة المؤمنين وصيامهم).. وإلّا ما الفرق بين صلاتنا وبين صلاة غيرنا التي لا معنى لها..؟!
■ قول الإمام (واجعل واحداً من الأئمة نُصب عينيك) الحديث هنا عن إمام الزمن، عن الإمام الرضا في زمانه، وعن الحُجّة بن الحسن العسكري في زماننا هذا.
■ [علل الشرائع: ج2] – باب العلّة التي مِن أجلها فرض الله الصلاة، حين سأل هشام بن الحكم الإمام عليه السلام عن علّة الصلاة.. فقال له: (وأراد الله تبارك وتعالى أن لا يُنسيهم – أي لا يُنسي الناس – أمر محمّد صلّى الله عليه وآله، ففرض عليهم الصلاة يذكرونه في كلّ يومٍ خمس مرّات يُنادون باسمه وتعبّدوا بالصلاة وذكْر الله لكيلا يغفلوا عنه وينسوه فيندرس ذكره).
فالصلاة فُرضت كي نذكر مُحمّداً صلّى الله عليه وآله.
■ سؤال: هل نحن هنا نجعل مع الله شريكاً في العبادة..؟
الجواب: قطعاً لا.. فهذا المعنى للنيّة في حديث أهل البيت هو التوحيد الحقيقي.
● في ثقافة العترة: وُجوهنا تتجّه إلى وجه الله تعالى، ووجه الله المُشرق في هذا الوجود هو الحقيقة المُحمّدية، ووجه الحقيقة المُحمّدية المُشرق فيما بين أظهرنا هو إمام زماننا.. فنحنُ حين نتّجه إلى إمام زماننا إنّنا نتّجه إلى الحقيقة المُحمّدية.. وحين نتّجه إلى الحقيقة المُحمّدية إنّنا نتوجّه إلى الله.
● الحقيقة المُحمّدية ليستْ هي الله.. الحقيقة المُحمّدية مخلوقة وليست هي شريكاً لله.. الحقيقة المُحمّدية لا نستطيع أن نفصلها عن الله، فوجودها قائمٌ بقُدرته، بحكمتهِ، بعلمهِ، بمشيئته، بإرادتهِ.
●الحقيقة المُحمّدية مشيئتُها مشيئةُ الله، إرادتُها إرادة الله، فِعلُها فِعل الله، قولُها قول الله (ومَن قصده توجّه إليكم) كما في النصّ الصحيح الوارد عن أهل البيت “عليهم السلام” وهو موجود في عيون أخبار الرضا “عليه السلام”.
■ وقفة عند هذا المقطع من حديث الإمام العسكري “صلوات الله عليه في تفسيره” تحت عنوان:
باب فضل العلم: (ولم يكن سجودهم – أي الملائكة- لآدم، إنّما كان آدم قِبلة..)
❂ والكعبة قِبلةٌ ومضمونها علويٌ.. فزينةُ الكعبة وعِطر الكعبة عِطرٌ علويٌ.
❂ ونحن في فصلاتنا نتوجّه بنحو مُباشر ومحسوس إلى قِبلة أُخرى وهي (تُربة الحسين) فهذه قِبلةٌ حقيقية في صلاتنا من أوّلها إلى آخرها.. والروايات تقول يُستحبّ لنا إذا وقفنا للصلاة النظر إلى موضع السجود، وكذلك يُستحب للمُصلّي أن يُرغم أنفه عند تربة الحسين.. والجبهة هي التي تُحدّد موضع القِبلة. (فالقِبلة هي التي تكون في قِبال جِباهنا) ونحن نضعُ جباهنا بنحوٍ حسّي مُباشر ملاصق على تُربة الحسين.
✤ وقفة عند مُقتطفات من خُطبة سيّد الأوصياء الافتخارية في [مشارق أنوار اليقين] يقول:
(أنا البيت المعمور، أنا السقف المرفوع، أنا البحر المسجور، أنا باطن الحرم) إلى أن يقول (أنا شهر رمضان، أنا ليلة القدر، أنا أمّ الكتاب، أنا فصْل الخطاب، أنا سورة الحمد، أنا صاحب الصلاة في الحضر والسفر، بل نحن الصلاة والصيام والّليالي والأيام والشهور والأعوام)
■ أيضاً في [مشارق أنوار اليقين] يقول سيّد الأوصياء عليه السلام: (أنا صلاة المؤمنين وصيامهم ، أنا مولاهم وإمامهم)
■ وقفة عند حديث الإمام الباقر “عليه السلام” مع الفضيل بن يسار
■ رواية أخرى لإمامنا الباقر “عليه السلام”:
(عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام – ورأي الناس بمكّة وما يعملون – قال فقال: فِعال كفعال الجاهلية، أما والله ما أُمروا بهذا وما أمروا إلّا أن يقضوا تفثهم وليوفوا نُذورهم فيمرّوا بنا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرتهم). التوجّه إلى جهة الكعبة مِن دون فهم ومن دون معنى هو كتوجّه إليهود إلى قِبلتهم.
هذا هو منطق آل محمّد في التعامل مع الكعبة مع القِبلة مع العبادات، مع الطقوس، مع المناسك، والحال هو هو في قِبلة الصلاة.. فإنّنا حين نتوجّه إلى الكعبة إلى القِبلة فإنّنا نتوجّه إلى مضمون.. هذا المضمون هو (إمامُ زماننا “عليه السلام).
✤ وقفة عند جُملة مُختارة مِن الأحاديث الشريفة التي تنقلكم إلى ثقافة أهل البيت “عليهم السلام” في العبادات بنحو عام والحجّ بنحو خاص، والأمر هو هو في صلاتنا وصيامنا وسائر عباداتنا.
عرضت على قناة القمر الفضائية: السبت :
2017/2/18م ــ 20 جمادي الاول 1438

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.