شؤونات الطهارة والتطهّر، فللطّهارة في ثقافة الكتاب والعترة شؤونات وحالات ومظاهر ومراتب..
❂ هناك (الطهارة الحسيّة) وهي حالة مِن حالات الطهارة، وهي على مراتب (التيمم، الوضوء، الغُسل).
هذا العنوان: (فقه آل محمّد) مصطلح واسع جدّاً، ولكن المؤسسة الدينية الشيعية ضيّقت هذا العنوان لتأثّرها بالفكر المُخالف، فكان الفقه عند علمائنا هو في دائرة الفُتيا والأحكام الشرعيّة.
● (وقفة مُجملة تُبيّن الفارق الكبير بين الفقه عند آل محمّد، والفقه في المؤسسة الدينية الشيعية (فقه علمائنا ومراجعنا) وبيان سبب ومنشأ تقسيم علمائنا الفقه إلى: الفقه الأكبر، والفقه الأصغر، وهل هذا التقسيم موجود في فقه آل محمّد؟).
❂ هناك حالة أخرى للطهارة هي (الطهارة المعنوية الحسيّة) وهي حالة أخرى من حالات الطهارة.
الطهارة الحسيّة المعنوية تبدأ من إعلان الإسلام، إذ من جملة المطهّرات هو (الإسلام)، ولكن هذه المرحلة التي فيها هذا التقسيم (الإسلام والإيمان) هي مختّصة بمرحلة التنزيل فقط (أي قبل بيعة الغدير).. ولابد هنا من التمييز بين الإسلام والإيمان.
■ وقفة عند الآية 14 من سورة الحجرات {قالت الأعراب آمنّا قل لم تُؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم..}
● هذا العنوان (عليّ أمير المؤمنين) صار بشكل رمزي ورسمي وبنحو شرعي بعد بيعة الغدير، بدليل أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لم يقل: (عليّ أمير المسلمين) بل قال (عليّ أمير المؤمنين) والسبب: لأنّ الإسلام والإيمان بعد بيعة الغدير صار شيئاً واحداً، ولهذا صار هذا الّلقب خاصّاً بعليّ.
● وقد يقول قائل: أنّ هناك روايات عندنا عن النبي وعن الأئمة تقول بأنّ الإسلام يتحقّق بالشهادتين.. وأقول نعم هناك روايات، ولكن هذا الّلسان هو لسان التقيّة أمّا لسان الحقيقة عند آل محمّد فالإسلام لا يتحقّق إلّا بالشهادات الثلاث. (علماً أنّ الحديث في هذه الحلقات ليس عن هذا الموضوع، ولكنّي أُثير هذه المسائل لتعرفوا كم أنّ الثقافة الشيعية بعيدة عن منطق آل محمّد!)
● قوله تعالى {إنّ الدين عند الله الإسلام} هذا هو نفسه الإسلام الذي بدأ منذ بيعة الغدير، والذي هو بعينه الإيمان.. وكذلك قوله تعالى {ومَن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه} الإسلام هو الإيمان كما ذكرت.
فالطهارة المعنوية الحسيّة تبدأ بإعلان الإسلام في مرحلة التأويل التي بدأت منذ زمان بيعة الغدير، وتتكامل شيئاً فشيئاً إلى ظهور إمام زماننا عليه السلام حيث يأتينا بالمثال المستأنف – كما تقول الروايات – ومعنى المثال المستأنف: هو التأويل الكامل.
❂ هناك حالة أخرى أشرت لها في الحلقة الماضية وهي (حالة من التماهي بين الطهارة الحسيّة والمعنوية) حالة مِن التمازج فيما بينهما.
■ وقفة عند رواية إمامنا الصادق عليه السلام في [الكافي الشريف: ج3]: (قال: إذا سمّيت في الوضوء طَهُر جسدك كلّه وإذا لم تُسمّ لم يطهُر من جسدك إلّا ما مرّ ّعليه الماء). قطعاً هذا الكلام يشتمل على المعاني المتقدّمة:
■ وقفة عند حديث الإمام الرضا في [الفقه الرضوي] الذي يُبيّن فيه الإمام المراد من التسمية في الوضوء
(مَن ذكر الله عند وضوئه طَهُر جسده كلّه، ومّن لم يذكر اسم الله في وضوئه طَهُر مِن جسده ما أصابه الماء)
الحديث هنا عن اسم، عن تسمية.. ولكن ما المراد من هذه التسمية؟
أوّل عنوان يتبادر إلى الذهن هو (الإسم الأعظم) والبسملة أقرب إليه من سواد العين إلى بياضها.. فهنا جاء ذكره في دعاء ليلة المبعث، وأيضاً يُذكر في دعاء يوم المبعث. فأيّ حقيقة هذه التي خلقها الله واستقرّت في ظلّه فلا تخرج منه إلى غيره؟! إنّها حقيقتهم (الحقيقة المُحمّدية). وهذا الإسم الأعظم هو نفسه الذي عبّر عنه القرآن بالإسم الأعلى، كما في قوله تعالى {سبّح اسم ربّك الأعلى} علماً أنّ (الأعلى) هنا وصف للإسم وسيتّضح ذلك.
■ وقفة عند الآية 17 وما بعدها مِن سورة الّليل: {وسيُجنّبها الأتقى* الذي يُؤتي ماله يتزكّى* وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تُجزى* إلّا ابتغاء وجه ربّه الأعلى}.
■ وقفة عند الآية 27 من سورة الروم: {وهو الذي يبدأ الخلق ثمّ يُعيده وهو أهون عليه وله المثلُ الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم} هذا المثل الأعلى المذكور في الآية هو مَثَلٌ لله.
■ وقفة عند الآية 60 من سورة النحل: {لّلذين لا يؤمنون بالآخرة مَثَلُ السَوء ولله المَثَل الأعلى وهو العزيز الحكيم} نفس التعبير.
■ وقفة عند حديث الإمام الصادق عليه السلام في [الكافي الشريف: ج1] – باب حدوث الأسماء
■ إذا أردتم أن تفهموا حديث آل محمّد عليهم السلام فافهموه حديث آل محمّد من خلال حديثهم وكلماتهم، فكلامهم يشرح بعضه بعضاً، وهم الأعرف بكلامهم.. وهذا معنى (كلامكم نور) النور يكشف عن نفسه ويكشف عن غيره.
■ كان الحديث عن طهارة يتماهى فيها المعنى الحسّي والمعنوي (فإذا سمّيت في الوضوء طَهُر جسدك كلّه)
عرض على قناة القمر الفضائية السبت:
2017/1/1م ــ 2 ربيع الثاني 1438
أضف تعليقك