بحث مخصّص

كتب أُلّفتْ في المكتبة الشيعية في أجواء ظلامة فاطمة:
● أولاً طباعتها بجودة ليستْ عالية!
● ثانياً: أنّ المؤلّفين كتبوا أسماء مُستعارة على هذه الكتب!
مع العلم أنّ الأشياء التي ثبّتوها في هذه الكتب أشياء صحيحة، ثبّتوها مع المصادر، ولكن هؤلاء المُؤلّفين يخافون على أنفسهم!!
■ السؤال الذي يطرح نفسه هنا:
● لماذا الذين يُوالون فاطمة ويُظهرون ولاء فاطمة صلوات الله عليها يعيشون هاجس الخوف لسببٍ مِن الأسباب؟ لماذا هؤلاء يعيشون هذا الجوّ ولسنا في زمان السقيفة؟ ولا في زمان الأمويين؟
● ولماذا المقصّرون في حقّ فاطمة الذين يكتبون كُتُباً ويطرحون آراءً يَمدحون فيها أعداء فاطمة يكونون آمنين، مُحترمين.
■ الزمان تبدّل وتغيّر.. ولكنّ الزعامات الشيعية لم تتبدّل، هي هي! والجوّ الشيعي المُشبع بالفكر الناصبي هو هو!
■ بالنسبة لي لا أجد جواباً لهذه التساؤلات، وتفسيراً لهذه القضيّة سوى أنّها (دودة السقيفة) التي ينبشها إبليس نبشاً فيُهيّجها !
✤ النصّ الذي سأقف عنده مِن كلام الصدّيقة الكبرى عليها السلام، هو الكلام الذي خاطبتْ به الزهراء سيّد الأوصياء بعد عودتها مِن المسجد.
✤ كتاب [عوالم العلوم – عوالم الزهراء: ج2] والرواية منقولة عن كتاب الاحتجاج للطبرسي. بعد أن ألقت خُطبتها المعروفة في المسجد صلوات الله عليها وجرت التفاصيل هناك.. تقول الرواية:
(ثُمّ انكفأتْ وأمير المؤمنين يتوقّع رجوعها إليه، ويتطلّع طلوعها عليه، فلمّا استقرّت بها الدار – أي رجعت إلى البيت – قالت لأمير المؤمنين: يابن أبي طالب اشتملتَ شملة الجنين – وعلى نسخة مشيمة الجنين – وقعدتَ حُجرة الظنين، نقضتَ قادمة الأجدل، فخانك ريش الأعزل، هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نُحيلة أبي – تصغير نِحلة وهي الهدية – وبُلْغة ابنيّ – أي هذا المقدار المُختصر الذي يُصرف في شؤونهما – لقد أجهد في خصامي، وألفيته ألدّ في كلامي – أي مُعادياً لي في كلامي -، حتّى حبستني قيْلةُ نصْرها، والمهاجرة وصْلها، وغضّتْ الجماعة دٌوني طرْفها، فلا دافع ولا مانع، خرجتُ كاظمة وعُدتُ راغمة! أضرعتَ خدّك يوم أضعتَ حدّك، افترستَ الذئاب وافترشتَ التراب، ما كففتَ قائلاً ولا أغنيت طائلاً، ولا خيار لي! ليتني مِتُّ قبل هنيئتي ودُون ذلتي، عذيري الله منه عادياً ومنك حامياً، ويلاي في كلّ شارق، ويلاي في كلّ غارب – أي: لي الويل عند كلّ صباح وعند كلّ غروب- مات العَمَد – تُشير إلى النبي – ووهن العَضُد – تُشير إلى عليّ -، شكواي إلى أبي وعدواي إلى ربّي! الّلهم إنّك أشدّ منهم قوّة وحولا، وأشدّ بأساً وتنكيلا.
فقال أمير المؤمنين: لا ويل لكِ، بل الويل لشانئكِ، ثُمّ نهنهي عن وجدك يا ابنة الصفوة، وبقيّة النبوة، فما ونيتُ أي ضعفتُ- عن دِيني، ولا أخطأتُ مقدوري – أي الذي قُدّر وخُطّط لي مِن قِبَل النبي -، فإنْ كنتِ تُريدين البُلْغة – المصارف الحياتية اليومية – فرزقُكِ مضمون، وكفيلكِ مأمون، وما أُعدّ لكِ أفضل ممّا قُطِعَ عنكِ، فاحتسبي الله. فقالتْ: حسبي الله، وأمسكتْ).
✤ هذه المُحاورة بين سيّد الأوصياء والصدّيقة الكبرى عليهما السلام تشتمل على نُقطتين:
■ النقطة 1: عتاب شديد واضح، وتقريع وتعنيف، والصدّيقة الكبرى وجّهتهُ لسيّد الأوصياء بنفس الألفاظ ونفس المضامين ونفس المعاني.. فخطابها بحسب البناء الّلفظي، وبحسب طريقة الحوار والمُحادثة التي تلوتُها على مسامعكم فإنّ خطابها يشتمل على توبيخ وتقريع وتعنيف..
■ النقطة 2: أنّ خطاب أمير المؤمنين عليه السلام في هذه المُحاورة يشتمل على تهدئة للوضع، وعلى تسطيح للموضوع (حين يقول لها: نهنهي عن وجدكِ يابنة الصفوة)! أأنتِ تُريدين (البُلغة) أي المصارف اليومية؟ فرزقكِ مضمون (وهذا تسطيح واضح)!
فهل أنّ الزهراء عليها السلام ذهبتْ إلى المسجد تبحثُ عن مصارف لشؤون الحياة اليومية؟!
أستعرض ماذا جاء في المكتبة الشيعية في كتب علمائنا الكبار.
✤ النموذج الأول : هناك مجموعة كبيرة من العلماء يقولون: هذه المُحاورة ضعيفة السند (مُرسلة) لا نعرف سندها التفصيلي.
✤ بحسب تجربتي أقول:
● أجهل الناس بتفسير القرآن وفقاً لمنهج أهل البيت، وأجهل الناس بتفاصيل أسرار سِير الأئمة وشُؤوناتهم، وأجهل الناس بحقائق زيارات أهل البيت عليهم السلام وأدعيتهم ومعارفهم، وأجهل الناس بأحاديث إمام زماننا وشُؤونهِ وأسراره ومعارفه ومُتعلّقاتهِ، وأجهل الناس بأحاديث الأسرار والمعارف هم المُعمّمون الحوزويون الأصوليون!!
■ النموذج الثاني مِن العلماء : أنّهم يفرّون مِن المُحاورة ولا يذكرونها أبداً لا من قريب ولا من بعيد.
مثال ذلك ما صنعه السيّد محمّد باقر الصدر في كتابه [فدك في التأريخ].
السيّد الصدر وضَعَ فصْلاً خاصّاً بكلام الصدّيقة الطاهرة عليها السلام تحت عنوان: قبساتٌ مِن الكلام الفاطمي.. في كلّ صفحات هذا الفصل لم يُشر إلى شيء مِن هذه المُحاورة المُهمّة.
● إمّا أساؤا فهمها!
● وإمّا أهملوها وتركوها!
● وإمّا قالوا عنها ضعيفة السند فألقوا بقذارات علم الرجال عليها فأراحوا أذهانهم!
● وإمّا فرّوا منها!
وستتّضح لكم أهمّية هذه الخطبة في الأيّام القادمة!
■ السيّد محمّد باقر الصدر مِن نوابغ أساتذة الحوزة في النجف.. ومِن المُثقّفين مِن الطراز الأوّل.. ولكن حينما يكون الكلام عن معارف الكتاب والعترة يكون الأمر بشكل آخر.
(وقفة عند مثال من حياة السيّد الصدر يُبيّن وجود الخلل الكبير عند هذا الرجل في فهم ذوق أهل البيت وحديثهم!).
✤ إذن.. النقطة التي أُريد أن أُبيّنها لكم هي:
أنّ المكتبة الشيعية بقضّها وقضيضها، بعُلمائها ومراجعها، عاجزة عن فَهْم حديث فاطمة، وهذا يكشف عن عدم معرفتهم لفاطمة! ويكشف عن سوء علاقتهم بفاطمة!! فمثلما كانت كُتبهم تُسيء إلى فاطمة، فإنّ سوء التوفيق هذا يقودهم إلى جهة أخرى وهي أنّهم لا يفهمون حديثها!!
(حديث لا يعرفون أن يتحدّثوا! آيات قُرآنية لا يعرفون قراءتها بالشكل صحيح! معاني كلام المعصومين لا يعرفونه!) فماذا يعرفون إذن؟!!
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الاربعاء :
2016/8/24م ــ 20 ذى القعدة 1437

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.