حديثنا في حلقة يوم أمس وصل إلى كتاب [الأسفار الأربعة : ج7] لملا صدرا والمرجع والمصدر الأولّ [الفتوحات المكيّة]
– (عشق الغلمان) المراد من الغلمان: الذكور قبل أن ينبت الشعر في شواربهم ولِحاهم.. وبحسب ما يذكره العرفاء فإنّ السالكون في الطريق إلى الله بحاجة في بداية الطريق إلى ألوان مِن الرياضة.. هناك رياضات جسدية (كالصوم مثلاً) وهناك رياضات نفسانية منها (عشق الغلمان)!!
أعداء المدرسة العرفانية اتّهموهم صريحاً بالّلواط، وقد اتُّهم صدر المتألّهين بالّلواط في مقطع من حياته!! وبالنسبة لي أنا أُبرئ ساحة العرفاء عن مثل هذه المعاني والاتّهامات.
يقول صدر المتألّهين: (ولأجل ذلك هذا العشق النفساني للشخص الإنساني … وحُسن أخلاقهِ وتناسب حركاته وأفعالهِ، وغَنَجهِ ودَلاله..).
في دعاء الجوشن (يا من ذكره حلو)، وفي الزيارة الجامعة الكبيرة (فما أحلى أسماءكم) وفي دعاء السحر (الّلهم إنّي أسألكَ مِن جمالك بأجمله).
وإذا أردتَ أن تُرقّق قلبك لله، لا أن تُرقّق قلبك للدنيا.. فإنّ اليتيم في رواياتنا هو إمام زماننا عليه السلام.
فكلّما كنت في خدمة إمام زمانك، كلّما كنت تمسح على تراب يدوسه بنعلهِ الشريف.. (فترقيق القلب هنا هو أن تكون في خدمة إمام زمانك). وكما قال الصادق عليه السلام: لو أدركته لخدمته أيّام حياتي.
✤ حين سألوا الإمام الصادق عليه السلام عن أُناسٍ يبتلون بالعشق: تِلكَ قلوب خلت مِن محبّة الله فابتلاها الله بحبّ غيره!
✤ (عرض أمثلة من تعليقات السيّد الخميني على كتب ابن عربي وتلامذته ومُريديه وأتباعه).
✱ المثال 1: وقفة عند كتاب للسيّد الخميني [هو تعليقة السيّد الخميني على كتاب شرح فصوص الحكم للقيصري]
يقول ابن عربي (ألا ترى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أُتِيَ في المنام بقدح لبن، قال: فشربتهُ حتّى خرجَّ الريُّ من أظافيري، ثمّ أعطيتُ فضلي عمر، قيلَ ما أوَّلتَهُ يا رسول الله ؟ قال: العلم).
السيّد الخميني يقول: رسول الله حقيقة كاملة، والحقيقة الكاملة يظهر فيها الكمال بكلّه، فلا توجد هناك فُضلة أو زيادة.. فمُراد السيّد الخميني هو أنّ عُمر لم يصل إليه.
✱ المثال 2: وقفة عند كتاب آخر للسيّد الخميني [هو تعليقة السيّد الخميني على كتاب مصباح الأنس بين المعقول والمشهود في شرح غيب الجمع والوجود] للفناري.
■ يعلق السيّد الخميني في هذا الكتاب، وهو يرد على ما ذكره ابن عربي في كتبهِ مِن أنّ المرتاضين وأهل الكشف من الصوفية يرون الشيعة في هيئة الخنازير
✤ إذا رجعنا إلى أحاديث أهل البيت عليهم السلام، نجد الأئمّة حدّثونا عن لونين مِن المكاشفة:
● مكاشفة من طريقهم “صلوات الله عليهم” كما حصل مع رجل ضرير كأبي بصير حين كشف الإمام عن بصره فرأي الناس على حقائقها !! (رأى الحالة المسخّية).
● والون الاخر المكاشفات الشيطانية! فالشيطان يُوهم الإنسان ويُدخله في سلسلة من المكاشفات (في عالم اليقظة وعالم المنام).
● أتعلمون أنّ الكثير من المراجع خصوصاً في قم وحتّى في النجف، خصوصاً المراجع الذين يمتلكون ذوقاً عرفانياً، هؤلاء يأخذون الاستخارة بديوان حافظ الشيرازي. (وهذه قضايا معروفة ومُثّبتة في الكتب، والسيّد الطباطبائي كان يصنع ذلك)!!!
● وهل تعلمون أنّ أوّل كلمة يفتتح بها حافظ الشيرازي ديوانه هي صدر بيت من شعر يزيد بن معاوية
(ألا يا أيّها الساقي أدر كأساً وناولها)!!! إذا رأيتم الشِعْر شديد.. فالعنوا يزيد (فيزيد كان شاعر)!
✱ مثال 3: مثال آخر من تعليقة السيّد الخميني على كتاب [مصباح الأنس] جاء فيه:
(قال القيصري: كما ورد في الخبر أنَّ لله ثلاثمائة خلق مَن تخلّق بواحد منها دخل الجنّة، فقال أبو بكر: هل فيَّ منها شيء يا رسول الله؟ قال صلّى الله عليه وسلّم كلّها فيك). السيّد الخميني يُعلّق عليه ويرد على هذا الحديث.
✤ وقفة عند كتاب [في مدرسة آية الله العظمى الشيخ بهجت في العقيدة والعرفان والأخلاق: ج2]
تحت عنوان: الفصل الثالث – خطب وتوجيهات ومواعظ مُتفرّقة.
ما وجدت في كلامه إشارة لا مِن قريب ولا مِن بعيد إلى الزهراء عليها السلام!!
كلّ العبادات وكلّ المعاملات لابُدّ أن تُوظّف في خدمة الانتظار والتمهيد (هذا هو ديننا، وغير ذلك هو هراء ومضحكة ومهزلة).
✤ كتاب [رائد العرفان] للآغا محمّد البيد آبادي.. وهو مجموعة رسائل وهي عبارة عن برامج في علم السلوك وجميع هذه الرسائل لم تُشر إلى الزهراء لا من قريب ولا من بعيد)!!
✤ وقفة عند أهم رسالة في السير والسلوك [تحفة الملوك في السير والسلوك] للسيّد مهدي بحر العلوم.. وربّما تعد من أفضل ما كُتب في بابها، ولا أخفيكم أنّي في سن العشرين قد طبّقت هذه الرسالة العملية بكلّ تفاصيلها
✤ وقفة عند كتاب [تذكرة المتّقين في آداب السير والسلوك] للشيخ محمّد البهاري.. وهو كتاب فيه مجموعة من الرسائل والبرامج التي كتبها كبار عرفاء الشيعة. لم تُشر إلى الزهراء لا من قريب ولا من بعيد)!!
✤ الذين يُطبّقون برامج السير والسلوك يُريدون أن يكونوا في دائرة الأولياء.. حين نقرأ في الدعاء (أين وجه الله الذي إليه يتوجّه الأولياء).
فالأولياء هم الذين يتوجّهون إلى وجه الله، ووجه الله هو الحجّة بن الحسن عليه السلام.. وأمّا كيفية هذا التوجّه فتُبيّنه الزيارة الجامعة الكبيرة حين تقول (ومَن اعتصم بكم، فقد اعتصم بالله، أنتم الصراط الأقوم).
✤ وقفة عند مقتطفات من زيارة الزهراء صلوات الله عليها: (.. فإنّا نسألكَ إنْ كنّا صدّقناكِ إلّا ألحقتِنا بتصديقنا لهما لنبشّر أنفسنا بأنّا قد طهرنا بولايتكِ).وإذا أردتَ أن تعرف تفاصيل هذه الطهارة فاذهب إلى زيارة الحسين عليه السلام:
(أشهد أنّك طهر طاهرٌ مُطهّر، من طهر طاهر مطهّر، طهرتَ وطهرتْ بك البلاد وطهُر حرمك وطهُرت أرضٌ أنت فيها).
وأمّا الباب الذي نخل منه فهو موجود في زيارة قمر الهاشميين عليه السلام حين نخاطبه عليه السلام فنقول:
(جئتك يابن أمير المؤمنين وافداً إليكم).
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الاثنين :
2016/8/8م ــ 4 ذى القعدة 1437
أضف تعليقك