■ حديث الإمام (قوله: {ولقد خلقناكم} أي خلقناكم في أصلاب الرجال {ثمّ صُورناكم} في أرحام النساء..)
■ يقول الإمام الباقر عليه السلام في قولهِ تعالى: {و إذْ أَخَذَ ربُّكَ مِن بني آدم مِن ظهورهم ذُريّتهم…} يقول:
(أخرج مِن ظَهْر آدم ذُرَّيتهُ إلى يوم القيامة، فخرجوا كالذر، فعرَّفهم وأراهم نفسه، ولولا ذلك لم يعرف أحدٌ ربَّه)
■ لنا وجودٌ في عالم القَلَم والّلوح، وهُناك أيضاً خَلْقٌ وتصوير.. {ن والقلم وما يسطرون} ونُون في أحاديث أهل البيت مِن أسماء رسول الله “صلّى الله عليه وآله”
(ن) عُنوانٌ ورمزٌ للحقيقة المُحمّدية، وأمّا القَلَمُ فهو عنوانٌ لِعليّ.
■ قولهِ تعالى: {ولقد خلقناكم ثُمّ صوَّرناكم ثُمَّ قُلنا للملائكة اسجدوا لآدمَ فسجدوا إلّا إبليس لم يكنْ من الساجدين}
هُنا بدأت قصّة أبينا آدم.. وقِصّة أبينا آدم بِحاجة وقفة طويلة، كي تتضح هذهِ الصورة..
هُناك مُشكلةٌ فِكْرية في التَعامل معَ قِصّة أبينا آدم، فإنّها تُفهَم وكأنّها كينونة تأريخية.. والحال أنّ قصّة أبينا آدم هي قِصّة خارج السياق التأريخ (لا علاقة لها بالتأريخ)
سِيرُ الأنبياء سِيَر تأريخيّة وقعتْ على الأرض.. أمّا قِصّة أبينا آدم قبل أن ينزل إلى الأرض فلا علاقة لها بالأرض ولا علاقة لها بالتأريخ.
✤ سأعرض بين أيديكم المُخطّ الإجمالي لِسورة الأعراف:
● سورة الأعراف عُنوانها عليٌ وآل علي، مُحمّد وآل محمّد.. هُم يَقولون “صلواتُ الله عليهم” نحنَ الأعراف.. وسَيأتي الكلام عن هذا العنوان.
وهذا مثال أيضاً.. فإنّ الأعراف عُنوانٌ لِمَوضعٍ {وعلى الأعراف رجال} هذا موضع.. لا هو مِن مواضع الجنان ولا هو مِن مَواضع النيران.. الأعراف منزلة. ● فسُورةُ الأعراف تَعني مُحمّداً وآل محمّد، والبسملةُ بوابةٌ نَدخلُ مِن خلالها، ثُمّ (ألمص) رمزٌ لِخزانةٍ علميّة هائلة جدّاً.. وهنا يُحصى كل شيء فيها. ● سورة الأعراف مِن بدايتها إلى الآية 58 قصّة الإنسان والدين.. علاقة الإنسان بالله.
● من الآية 59 إلى الآية 102 إنّها حِكاية الأنبياء الأوائل.. حكاية تأريخ الدين في أوّليته على الأرض.. إذْ تبدأ الحكايةُ مِن نوح حتّى نَصل إلى النهايات.. فتلكم الأمم وتلكم الديانات كُلّفتْ بولاية محمّد وآل محمّد بالمُجمَل، ولكن بني اسرائيل كلفوا بالتفصيل!
● حكاية بني اسرائيل تبدأ من الآية 103 إلى الآية 176.. إنّها حكايتنا.. كلُّ هذا الزَخم مِن الآيات في قصّة بني اسرائيل.. قصّة العجب!
● ومن الآية 177 إلى النهاية آية 206 هذهِ الآيات تُمثّل زُبدة المَخض مِن كلّ ما تقدّم.. هذه الآيات تُمثّل رُؤوس أقلامٍ مُركّزة ومُعَمَّقة ومُلخَّصة ومُبوّبة ومُقنّنة تُعطينا الزُبدة. هذهِ هندسة سورة الأعراف، وهكذا كلّ سُورةٍ مِن سُور القرآن لها هندستُها الخاصّة بها – كما مرّ – وكذلك الحال في الأدعيّة والزيارات، فكلّ دعاءٍ مِن أدعية أهل البيت لهُ أيضاً هندسة خاصّة في المعاني وفي البناء الّلغوي وفي التصوير الأدبي البلاغي، وفي الآثار النفسيّة والوجدانية. هذه الحقائق إذا ما نظرنا إليها فإنّ علم الرجال، وعلم الدراية، والكثير الكثير مِمّا جاء فيما يُسمّى بِعلم الأُصولين: (بأصول الفقه، وأصول العقائد) سنلقيه في المزابل.. هذه هي منهجيّة لحن القول.
✤ سأمرُّ على أهمّ المَواطن في هَذهِ الحلقة أو في الحلقاتِ القادمة التي تَعرّض لها القُرآن الكريم لِقصّة أبينا آدم كي تتضح الصُورة جليةً وواضحة.
✤ أمرّ مروراً سريعاً على ما جاء في آيات سورة الأعراف فيما يرتبط بقصة أبينا آدم
{ولقد خلقناكم ثُمّ صوَّرناكم ثُمَّ قُلنا للملائكة اسجدوا لآدمَ فسجدوا إلّا إبليس لم يكنْ من الساجدين}
الملائكةُ جَميعاً سَجدوا.. وإبليس لم يكن مِن الملائكة، إبليس كان مِن الجن بصريح القرآن..
{قال ما منعكَ ألا تسجد إذْ أمرتكَ قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخَلَقْتَهُ مِن طين}
{قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين} الصاغر هو الذليل.
{قال أنظرني إلى يوم يبعثون}
{قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم} هذا فَهْمٌ خاطىء أيضاً.. فإنَّ الله تعالى لم يكنْ هو الذي قد أغوى إبليس .. إبليس هو الذي أوقع نفسه في الغيّ، والغيّ هو الضلال.
● (ثُمَّ لآتينهم مِن بين أيديهم ومِن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم) هذه عمليّة إعماء.
● عن صادق العترة قال الصراط الذي قال إبليس لأقعدنّ لهم صراطك المُستقيم : قال: هو عليّ)
(الّلهم صَلّ على مُحمّد وآل مُحمّد، وأعذني فيه مِن الشَيطان الرَجيم، وهَمْزه، ولَمْزه، ونَفْثه، ونَفْخه، وَوَسوستهِ، وتثبيطه، وبَطْشه وكَيده، ومَكْره، وحَبائله، وخُدَعه، وأمانيّه، وغُروره، وفِتنتهِ، وشَرَكهِ وأحزابه – مجموعات من الجنّ والإنس – وأتباعهِ وأشياعهِ وأوليائه وشُركائه، وجَميع مكائده)!
كلّ هذهِ الوسائل يُوظّفها الشيطان الرجيم لكي يقود الإنسان إلى المتاهة وإلى المضلّة.
● أوّل شيء يضربه إبليس هو العقول.. إذا ما ضرب عقولنا انتهى كلّ شيء.. والعقول تُضرب بالفكر الناصبي (طلبُ المَعارف مِن غَير طريقنا أهْل البيت مُساوقٌ لإنكارنا).
{قال اخرج منها مذؤوماً – يعني مذموماً مدحوراً – أي مُبعداً مَطروداً – لَمَن تبعكَ منهم لأملأنَّ جهنم منكم أجمعين} هنا يتبرأ الله من إبليس، وأنتم أيضاً عليكم أن تتبرّؤا مِن منابع الفِكر الناصبي
عرضت على قناة القمر الفضائية
الاثنين : 9 شهر رمضان 1438هـ الموافق : 5/5/2017م
أضف تعليقك