حديث الإمام السجاد مع أبي خالد يتحدّث عن المُنتظرين، المُنتظرات الذين يكون الانتظار بالنسبة لهم مِن أعظم الفرج . ويصف هؤلاء المُنتظرين في زمان الغَيبة الذين صارت الغَيبة عندهم بمنزلة المُشاهدة (أولئك المخلصون حقّاً، وشيعتنا صِدقاً، والدعاة إلى دين الله عزّ وجلّ سرّاً وجهرا). هذه الأوصاف هي آثار ولوازم لعقول وأفهام ومعرفة تقدّم الحديث عنها في سُطور هذه الرواية الشريفة.
✤ المُشكلة أنّ الثقافة المُستدبرة صارت الثقافة الأصل، والثقافة المُستقبلة دُثرتْ، لا وجود لها !! لأنّهم دثروا ذوق الكتاب والعترة وتشرّبوا بالذوق المخالف لآل محمّد عليهم السلام .. وهذا هو الذي أنتج ثقافة مُستدبرة .. ففُهم المشروع المهدوي على أساس ثقافة مُستدبرة (ألّفت الكُتب، وقُدّمت البرامج، وقيل ما قيل .. كُلّ ذلك على أساس ثقافة مُستدبرة)!
ومن هنا غزا الفكر الناصبي كل زواية من زوايا الساحة الثقافية الشيعية.
✤ أسئلة أطرحها هنا :
■ لماذا يُصر مراجعنا في الحوزة النجفية على خطباء المنبر أن يتّبعوا مدرسة الشيخ الوائلي؟
■ لماذا يُؤكّد مراجعنا الأربعة الكبار في النجف، وغيرهم من مراجع الدرجة الثانية لماذا يُؤكّدون على الاستماع للشيخ الوائلي، ونشر مجالس الشيخ الوائلي ؟
● حسينُ الذي يتحدّث عنه الشيخ الوائلي دمه نجس !! هكذا يقول الشيخ الوائلي، وقد عرضتُ الوثائق على ذلك في برنامج الكتاب الناطق.
● الشيخ الوائلي يقول أنّ عظام الحسين بالية، عظام نخرة !! هذه صورة الحسين عند الشيخ الوائلي!
● الشيخ الوائلي يحثّ شباب الشيعة على الإستفادة من كتب النواصب التي تتحدّث عن إمام زماننا عليه السلام.. فيمدح كتاب لأحد النواصب، وهذا الكتاب يقول صاحبه أنّ المهدي مِن ولد (الحسن) لأنّ الحسن زهد في الخلافة، والحسين لم يزهد في الخلافة !!!
إلى غير ذلك من الترهات، والاستهزاء من قبل الشيخ الوائلي بكلام وتفسير إمام زماننا .. ويصف أحاديث الإمام الصادق – بجهله – بالزبالة !!
فلماذا يُصرّ علماؤنا ومراجعنا على أن تكون مدرسة الخطابة الحسينية على منهجية الشيخ الوائلي؟ (أليست هذه ثقافة مُستدبرة) ؟
■ لماذا حينما انتقدت السيد محمّد الشيرازي وهو يوصي الخطباء أن يعتمدوا على كتاب (مشاهد القيامة) لسيّد قطب، ولم يتنازل السيّد الشيرازي عن هذا أو يعتذر، ولا الذين من بعده، ثار الشيرازيّون عليّ بالسُباب والشتائم !! لماذا حين انتقدت هذا الكلام مع أنّي ما افتريتُ على السيد الشيرازي شيئاً، وإنّما نقلتُ كلامهُ بصوته، وهم ينقلونه على مواقعهم، وقنواتهم في الانترنت..
أنا قلت فقط بأنّ هذا الكلام لا يتّفق مع صاحب الأمر.
● إذا أردتم أن تنظروا إلى أحاديث المدرسة الشيرازية في الوعظ والإرشاد والنصيحة في الأعمّ الأغلب تعتمد على حكايات العلماء!
● لماذا تُترك حقائق حديث أهل البيت ؟ ولماذا هذه السطحية المُقرفة على المنابر ؟ ولماذا يُترك العمق؟
الجواب واضح : لجهل هؤلاء الخطباء ولأنّهم يأخذون مِن علماء ومن مراجع سطحيين لا يملكون عُمقاً في حديث أهل البيت!
✤ وقفة مجدّدة عند مقاطع من رواية الإمام الصادق عليه السلام في تفسير الإمام العسكري والتي تحدّث فيها عن مجموعات من مراجع وفقهاء شيعة.
■ المجموعة 1:
تحدّث فيها الإمام عن مجموعة فاسقة من هؤلاء الفقهاء وهذه المجموعة الفاسقة الإمام لم يقل أنّها مجموعة قليلة!
■ المجموعة 2:
(فأمّا من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه.
وذلك لا يكون إلّا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم) هذه المجموعة الوحيدة التي وصفها الإمام بالقلّة.
■ المجموعة 3 :
فإنّ من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنّا شيئاً، ولا كرامة لهم، وإنّما كثُر التخليط فيما يُتحمّل عنّا أهل البيت لذلك.
■ المجموعة 4 :
والتي على ما يبدو هم الأكثر والأشهر والتي يرجع إليها الشيعة !
(ومنهم قوم نُصّاب لا يقدرون على القدح فينا …. وهم أضرّ على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي وأصحابه..) هؤلاء أضرّ على الشيعة من شمر وحرملة!!
● ميزتهم : أنّهم عندهم معلومات صحيحة من أهل البيت، ولكن النسبة الأكبر من كلامهم أكاذيب (إمّا مِن استحساناتهم الخرقاء، وإمّا من أعداء أهل البيت)!
✤ أنا أسألكم سؤال :
رواية تفسير الإمام العسكري التي تتحدّث عن فقهاء السوء في الواقع الشيعي، الإمام الصادق يُحدّثنا فيها عن هذه المجاميع من المراجع.. السؤال هنا : أين هؤلاء المجموعات؟!
✤ حديثي مع أبنائي وبناتي الشباب لأنّ هذه العقول تمتلك القدرة على النشاط والفاعليّة والتغيّر .. أمّا الحديث مع الكبار قد يكون صعباً. أنا أتحدّث معكم بهذا الحديث لأمرين:
● الأمر الأوّل: أحاول أن أُفهمكم الواقع ..
● الأمر الثاني : أريد أن أُعلّمكم طريقة التفكير
✤ أنتم صحيح بعواطفكم تنتظرون إمام زمانكم .. ولكنّكم تُنكرونه حينما تُعرضون عن طلب المعرفة من أهل البيت (طلب المعارف من غير طريقنا أهل البيت مُساوق لإنكارنا).. حالكم كحال أهل الكوفة (قلوبهم مع الحسين، وسيوفهم عليه).
فتح مكّة تحقق في هذا اليوم..
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الاحد :
2016/6/26م ــ 20 شهر رمضان 1437هـ
أضف تعليقك