بحث مخصّص

✤ ظلامة فاطمة في الوسط الشيعي خصوصاً بين علمائنا ومراجعنا يُمكن أن أوجزها في خطوط ثلاثة:
1- تخفيف الجريمة إلى أقسى ما يُمكن، وتبرئة ظالميها وقاتليها مِن جريمة القتل!
2- إخراجها مِن المنظومة العقائدية ! رغم أنّ النبي صلّى الله عليه وآله يقول (أفضل الخلق من بعدي علي وفاطمة والحسن والحسين، فمن قال غير ذلك فعليه لعنة الله)!
3- نسبة النقائص إلى مقامها الشريف وشخصيّتها الطاهرة صلوات الله عليها.
✤ وقفة عند ما يقوله الميرزا أبو القاسم القمّي في كتابه [جامع الشتات]
وُجّه له سؤال في كتابه هذا عن مقام الصدّيقة الكبرى عليها السلام.
✱ نصّ السؤال: لقد اختلف العوام فيما بينهم، فمنهم مَن قال: إنّ فاطمة أفضل من الحسنين، ومِنهم مَن قال: إنّ الحسنين أفضل مِن فاطمة. فما هو قولكم في المسألة؟
✱ الجواب: إنّ ظواهر الآيات والأخبار والقواعد العامّة لدى الإمامية تفيد أنّ الحسنين أفضل، وذلك لأنهما يُشاركانها في العصمة ويفضلانها بالإمامة، فهما إمامان لهما الرئاسة العامّة على كافّة الخلائق، والإمامة وحدها كافية للقول بأفضليّتهما! إضافة إلى أنّهما كانا أطول عُمراً، وبالتالي أكثر عملاً وعبادة بسبب طول العُمر، وطول العُمر يلزم تحمّل الشدائد والمِحن والابتلاءات أكثر، سيّما ثاني سيّدي شباب أهل الجنّة، وقصر عمر البضعة الأحمديّة يعني قصر مدّة العبادة والمعاناة، والأفضليّة تتبع كثرة العمل وصعوبته، والمقام لا يقتضي أكثر من هذا البيان، والوقت لا يسع..)!!
■ إذاً نُضيف على الأوصاف السابقة لفاطمة عليها السلام (في نظر العلماء) هذه الصفة أيضاً:
أنّ عبادة فاطمة عليها السلام كانت قليلة، ومُعاناتها أيضاً كانت قليلة بالقياس للحسن والحسين، وهي في الفضل دون الحسنين!
■ الغريب هو أن نجد الشيخ الإحسائي يقع في نفس هذا المطبّ، فيجعل مرتبة الزهراء عليها السلام دون مراتب الأئمة ! وهو يُصرّ على ذلك إصراراً عجيباً !
■ في (الجزء 3) من [شرح الزيارة الجامعة الكبيرة] أيضاً يُكرّر نفس الكلام ويُشير إليه يقول: (كما تقدّم رسول الله صلّى الله عليه وآله على عليّ عليه السلام، وعليٌ على الحسن، والحسن على الحسين، والحسين على القائم، والقائم على الأئمة الثمانية، وهم على فاطمة، هذا ما ظهر لي صلّى الله عليهم أجمعين ) كلام هزيل جدّاً، وكبوة قويّة جدّاً وعثرة لا تُغتفر للشيخ الإحسائي!
✤ وقفة عند كُتيّب تحت عنوان [إقرأ الشيخ الإحسائي – الوعي المدرسي لفكر الشيخ الإحسائي الرسالي] العدد الأوّل – سعيد محمّد القريشي. المؤلّف لهذا الكُتيّب ينقل حادثة عن أحد العوام بخصوص رُؤيا رآها أحد العلماء في منامه و كان هذا العالم في الرؤيا في حَيرة مِن أمره، يتساءل أيُّهما أفضل: سلمان الفارسي أم الشيخ أحمد الإحسائي؟! فيقول: أنّ المعصوم في الرؤيا قال له : قل أحمد ولا تخف!!!
● وأنا أوردت هذه القضيّة لأنّنا سنأتي على مشكلة كبيرة، وهي (أنّ مرجع من المراجع بسبب جهله أساء الأدب مع الزهراء إساءة كبيرة، وهو الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء، حين سألوه سؤال بشأن الزهراء وكان جاهلاً بالجواب، وعاجزاً عن الإجابة عليه، فلم يقرّ بأنّه جاهل، بل قال: أنّ الزهراء خرجتْ عن حدود الآداب)!!!
لو قال إنّي جاهل، لكان أشرف له مليون مرّة من أن يقول أنّ الزهراء خرجتْ عن حدود الآداب!
✤ وقفة عند ما يقوله السّيد الطّباطبائي في كتاب [تفسير الميزان : ج3] بشأن ما جاء في قصّة مريم، قوله تعالى: {واصطفاكِ على نساء العالمين} يقول: (وأمّا ما قيل: إنّها مصطفاة على نساء عالم عصرها فقط فإطلاق الآية يدفعه،)!
■ والأنكى من هذا حين يُورد الطباطبائي، في نفس هذا البحث من سورة مريم، يورد روايات من المخالفين تُفضّل مريم وسائر النساء الأخرى على فاطمة!!! (وسأقرأ لكم نماذج من هذه الروايات)
✤ لا تنسوا أن تُكرّروا على أنفسكم هذه الكلمات دوماً، فالزهراء صلوات الله عليها تُخاطبني وتُخاطبكم، فتقول: (ما هذه الغميزةُ في حقّي، والسِنةُ عن ظُلامتي..)!
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الجمعة
2016/8/5م ــ 1 ذى القعدة 1437

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.