بحث مخصّص

(الجريمة الّتي يُحاوَل إخفاؤها بقدر ما يمكن)
إنّها جريمة بشعة ارتُكبتْ في أجواء المؤسّسة الدّينيّة، وبإشراف المرجعيّة الشّيعية العليا في عصرها، وهي:
(مقتل الميرزا محمّد الاخباري رضوان الله تعالى عليه)
سُؤال يطرح نفسه: لماذا لم يتعرّض أحدٌ مِن الشّيعة عبر التّأريخ يتناول مسألة التّأثر بالفكر الشّافعي وابن عربي، وسيّد قطب؟! فقليل هم مَن تحدّثوا عن هذه القضّية..؟!
الجواب : سيتّضح من معاملة المؤسّسة الدّينية لكلّ مَن يتصدّى لبيان هذا الأمر.
-الميرزا الإخباري هو أحد الّذين تحدّثوا عن هذا الموضوع وهو تأثّر السّاحة الشّيعيّة بالفكر المخالف لأهل البيت: (الصّراع الإخباري الأصولي)
-الميرزا الإخباري كان نابغة وموسوعة في مختلف ثقافات عصره، وكان ينتقد الوضع الّذي عليه علماء المدرسة الأصوليّة، قد تأثّروا بالفكر المخالف لأهل البيت عليهم السّلام.
– كُلّ الّذي جرى على الميرزا الإخباري مِن اعتداء عليه، وعلى عائلته، وقتلهِ بطريقة وحشيّة جدّاً، والتّمثيل بجثّتهِ، ونهب ما كان في بيتهِ من كُتب وغيره، وقتل ولده وبعض تلامذته، ومُطاردة مَن تبقّى مِن أُسرته وهم نساء!! كُلّ ذلك سببه الوحيد هو أنّه دعا مراجع النّجف والكاظميّة، وكربلاء، إلى التّمسّك بالكتاب والعترة، وإلى نبذ منهج الشّافعي، وأبي حنيفة، والعودة إلى حديث أهل البيت عليهم السلام.!
– فيديو يعرض ما جرى على الشّيخ حسن شحاتة، وهجوم النّواصب عليه وقتله، ما جرى على الميرزا الإخباري هو أسوأ وأسوأ بكثير ممّا جرى على الشّيخ حسن شحاته!
– قتل السيد محمّد الصّدر على يد البعثيين، (البعثيين لم يقطعوا رأسه، ولم يُمثّلوا بجثّتهِ، ولم يُشرّدوا عائلته.. وأبناؤه الآن زعماء في السّاحة، ولم نسمع أنّ أحداً مِن البعثيين قد أقام حفلة. ولا سمعنا أنّ وفوداً جاءت تُهنئ القاتل بما صنع، بل إنّ القاتل برَّأ نفسه، واتّهم المؤسّسة الدّينية.
– قتل السّيد مجيد الخوئي على يد الصّدريين وهم شيعة، صحيح أنّهم مثّلوا بجثّته ولكن لم يُقطع رأسه، ولم تُشرَّد أسرته، ولم نسمع أنّ أحداً من الصّدريين قد أقام حفلة عرس فرحاً بذلك.
– قتْل الشّيخ حسن شحاتة، صحيح أنَّ النّواصب عذّبوه تعذيباً شديداً، ومثّلوا بجثّتهِ، ولكنّهم لم يقطعوا رأسه، ولم تُشرَّد أسرته، فلا زالت أسرته في مصر، ولم نسمع أنّ أحداً من الّذين قتلوه أقام حفلة عرس.
– مقتل الشّيخ النّمـر، قطعوا رأسه، ولكنّهم لم يُمثّلوا بجسده، ولم تُشرَّد عائلته، ولم نسمع أنَّ أحداً مِن قَتَلتهِ أو من الوهابيّة أقام حفلة عرس بمناسبة مقتلهِ.
– قتل المحقق الكركي، وكيف كانت نهايته مسموماً على يد أطراف في المؤسّسة الدّينية، وأطراف في السّلطة الصّفويّة، في يوم الغدير حينما جاء لزيارة سيّد الأوصياء عليه السّلام..!
– جريمة قتل الشّيخ فضل الله النّوري، حين قتلوه يوم ميلاد أمير المؤمنين عليه السّلام، على خلفية تفسيق الشّيخ كاظم الخراساني (صاحب الكفاية) لــه..!
– حديث الإمام الجواد عليه السلام: (كأنّي بجرائد شتّى بأسماء شتّى لا أرى بهم رشداً، ولا لدينهم صيانة، كلّما مالوا إلى جانب انحدر منهم الآخر، يعارضهم رجل طبرسي فيُصلب ويقتل)
وكأنّها تُشير إلى حادثة الشّيخ فضل الله النّوري، فالشّيخ فضل الله النّوري من طبرستان.
عُرضت على قناة القمر الفضائية الجمعة 2016/3/18م
8 جمادي الثاني 1437هـ

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.