بحث مخصّص

الحلقة الثانية لعنوان (المشاهدة)، الحلقة السابقة اشتملت على عرض إجمالي لأقوال علمائنا ومراجعنا، واتّفاق أغلب الأقوال على أنّ المراد من (المشاهدة) هو (الرّؤية مع ادّعاء النّيابة).
– في هذه الحلقة أريد أن أعرض أمثلة لأشخاص هم في مواجهة المؤسّسة الدّينيّة الرّسمية، وأعرض أقوالهم، لنرى هؤلاء أيضاً مِن أين يأخذون:
◀الشّخصيّة 1: أحمد اسماعيل الّذي يُلقّب نفسه باليماني.
◀الشّخصية 2: حيدر مشتّت المُلقّب بـ(القحطاني)، هو أيضاً في كتاب له تحت عنوان (القحطاني يناقش العلماء والمدّعين)، لم يخرج في بيان عنوان (المشاهدة) عن معنى الرّؤية
– وقفة عند هذه الرّواية المعروفة في الجزء 52 من بحار الأنوار (قصّة الجزيرة الخضراء)
– رواية الجزيرة الخضراء لم ترد عن أهل البيت “عليهم السّلام”، وإنّما وردت عن العلماء، ومنهجي في التّعامل مع حديث العلماء أنّ الأصل فيه عدّم الصّحة حتّى يثبت العكس.
– أنا أؤمن أن بعضاً من قصة الجزيرة الخضراء فيه شيء من الصّحة، أمّا القصّة بكلّ تفاصيلها لا أؤمن بها
– وقفة تُبيّن لنا كيف نفهم معنى (المشاهدة) في منهج أهل البيت عليهم السّلام:
● قول الإمام في التّوقيع الشّريف (فاجمع أمرك ولا توصِ إلى أحد) أي: أغلق جميع الملّفات، ولا تترك عملاً ناقصاً مِن بعدك، فيأتي مَن يدّعي أنّه يُريد إتمام ذلك الأمر النّاقص، وعبارة (لا توص إلى أحد) هذه العبارة تنفي السّفارة
– هناك ثلاث مصطلحات مهمّة جدّاً على الشّيعي أن يعرفها: (الحضور- الغَيبة – الظّهور)
– التّوقيع الشّريف لم ينفِ (المشاهدة) وإنّما نفى (ادّعاء المشاهدة)..
– المشاهدة في الّلغة تعني: المعاينة.. (فهي حضور ونظر وإلتفات مع الوعي والإدرك والرّعاية والدّراية) وهذا المعنى لا يُشير لا من قريب ولا من بعيد إلى ادّعاء السّفارة.
– جولة في أحاديث العترة لفهم معنى مصطلح (المشاهدة) عند أهل البيت:
● (فقيه واحد ينقذ يتيماً مِن أيتامنا المنقطعين عنّا وعن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه، أشدُّ على إبليس من ألف عابد).
– وقفة عند الرّسالتين الّلتين وصلتا إلى الشّيخ المفيد (بحار الأنوار:ج53)
– (ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم) الخروج عن الكتاب والعترة هو نبذ للعهد.
– خيانة الشّيعة لعهد الإمامة بخروجهم عن منهج الكتاب والعترة هو الّذي حرمهم من نعمة المشاهدة..
– أحد الشّيعة نال حظّاً من المشاهدة، والإمام أمره أن يُخبر الثّقات من الشّيعة بذلك، ولو لم يكن الإمام قد أمره لَما تحدّث وهو (إبراهيم بن مهزيار).
– لو أنّ هذا التّوقيع الأخير لإمام زماننا جُعل أساساً للثّقافة الشّيعية، بأن يكون الشّيعة على علم بأنّ هناك مِن الشّيعة مَن تكون له صلة بإمام زمانه لكنّه لن يبوح بذلك، وتذهب الأسرار معه إلى قبره.. ألا تتمنّى الشّيعة حينئذٍ أن تكون بهذه المنزلة، وأن تتوفّر قاعدة ثقافيّة في المجتمع الشّيعي الّتي تجعل الشّيعة على وفاءٍ بالعهد..؟!
– وقفة عند رواية (رزيّة الخميس) في صحيح البخاري، ومنع الصّحابة لرسول الله من كتابة كتاب يُثبّت فيه منهج الكتاب والعترة، والشّبه الكبير بين هذه الحادثة وبين بما حصل مع التّوقيع الأخير لإمام زماننا، فالاختراق النّاصبي للواقع الشّيعي جعل علماء الشّيعة ومراجع الشّيعة لا يعرفون مضمون آخر كتاب لإمام زمانهم!
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الإثنين 2016/2/29م
الموافق 20 جمادي الأول 1437هـ

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.