هذه هي الحلقة الأخيرة من هذا الجزء الأول من البرنامج ، والجزء الثّاني وهو الأهم تحت هذا العنوان (ميثاق الخدمة الحسينيّة) سيأتيكم في برنامج (الكتاب النّاطق) بعد شهر صفر.
قاعدة الأدب في الخدمة، وأنّ الخادم إذا أراد أن يُحقّق خِدمته لمخدومه بالنّحو الأفضل والأكمل.
حديثي في هذا البرنامج ليس عن خدمة اقتراحيّة يقترحها الخادم.
كان الحديث في الحلقة الماضية في نقطتين:
● النّقطة الأولى تحدّثتُ عنها وبقيّت منها بقيّة وهي:
أنّ مخدومنا يُريد مِن خُدّامه أولاً أن تكون خِدمتهم عن معرفة، فالخدمة مِن دون معرفة لا معنى لها.
في نهج البلاغة الشَّريف كلمة في غاية الأهميّة: (إنَّ العامل بغير علْم كالسَّائر على غيرِ طريق، فلا يزيدهُ بُعْده عن الطَّريق الواضح إلَّا بُعْداً مِن حاجته)
زيارة عاشوراء مِن أقوى أدعية الفرج، بل هي أصرح مِن كُلّ أدعية الفرج، ولكن القارئ يقرؤها دونَ أن يلتفت إلى ذلك.(وقفة عند بعض فقراتها الَّتي تُشير إلى هذه الحقيقة).
● أفضل المعرفة معرفةُ إمام زماننا، وأفضلُ العبادة بعد المعرفة: انتظارُ الفرج.
● أهم شؤونات إمام زماننا “عليه السَّلام” هي شعاره، والأولويّة عند صاحب هذا المشروع نجدها في شعاره:
يالثارات الحسين.
الجوّ الحسيني بحاجة إلى إصلاح، والمؤسّسة الدّنيّة هي الأخرى بحاجة إلى إصلاح.
إذا كُنتم تبحثون عن خدمةٍ حُسينيّة، تذكّروا كلمة الإمام الصّادق “عليه السَّلام”:
(لو أدركتهُ لخدمتهُ أيّام حياتي). وهذا هو معنى أنّ الحُسين عِبرةٌ وعَبْرة.
النّقطة الثّانية الّتي يُريدها حُسيننا “صلوات الله وسلامه عليه”، بل يُريدها كُلّ مخدوم من خادمه، هي أن تكونَ الخدمة الحُسينية، للحُسين وليسَ لشيءٍ آخر.. ولن يتحقّق هذا المعنى إلّا بشروط، من هذه الشّروط:
● الشّرط الأوّل: أن نتخلّص من الصّنميّة .. والصّنميّة نوعان في جوّ الخدمة الحُسينيّة:
1- الأولى: صنميّة العناوين والانتماءات (وهذه الصّنميّة أخطر أنواع الصّنمية).
2- الثّانية: صنمية الشّعائر.
رواية مهمّة جدّاً لإمامنا الصَّادق يُبيّن فيها أنّ قتلةَ الحُسين ليس فقط من باشر القتل أو ولي القتل..(ترون قتلةَ الحُسين “عليه السَّلام” بين أظهركم؟ قلت: جعلتُ فداك ما بقي منهم أحد….)
رواية مهمّة جداً لإمامنا الرّضا مع ابن أبي محمود (إذا أخذَ النَّاسُ يميناً وشِمالاً فألزمْ طريقتنا، فإنَّهُ مَن لزمنا لزمناه، ومَن فارقنا فارقناه، إنَّ أدنى ما يُخرج الرّجل مِن الإيمان أن يقول للحصاة: هذهِ نواة ، ثُم يَدينُ بذلكَ ويبرأ مِمَّن خالفه).
صمنيّة الشّعائر هي أيضاً تحول فيما بين الخادم، وبين خدمته للحُسين فيكون تعصّبهُ للشّعائر بما هي في نفسها..
● والشّرط الثّاني الّذي يجب أن يتحقق حتّى تكون خدمتنا الحسينيّة للحسين لا لشيءٍ آخر، هو:
أن لا تكون خِدمتنا مهنة ووظيفة لأجل تحصيل الأموال – تحصيل الشّهرة- تحصيل العلاقات مع أصحاب القرار..
● والشّرط الثّالث: أن تكون هذه الخدمة بعيداً عن الأغراض النّفسية والشّخصيّة كقتل الفراغ، أو تفريغ الشّحنات العاطفية، أو إرضاء الضّمير بأنّنا قد أدّينا الواجب.
قمّة الإخلاص للحُسين أن لا نطلب الثّواب.
عرضت على قناة القمر الفضائية : الجمعة
23 / 10 / 2015
9 محرم 1436هـ
أضف تعليقك