بحث مخصّص

✤ فصول الأذان والإقامة:
❂ الفقرة (1) مِن فصول الأذان والإقامة: فقرة التكبير “الله أكبر”
هذه قراءة في المَثَل الأعلى، قراءة في الكلمات الأتم.. هذه القراءة هي التي تأخذنا إلى معنى التوحيد الصحيح (الله أكبر مِن أن يوصف). فإذا كان المَثَل الأعلى لله تعالى هو أكبر مِن أن يُوصف.. فكيف هو الله؟!
● فحين نُكبّر في الأذان أو الإقامة أو في أيّ مقام آخر، فإنّ المعنى المُجمَل هو: الله أكبر مِن أن يُوصف.. وهذا نتلمّسه مِن خلال الكلمة الأتم، من خلال المَثَل الأعلى الذي هو أجلّ مِن أن يُوصف.
❂ الفقرة (2) مِن الأذان والإقامة: كلمة التوحيد “أشهدُ أن لا إله إلّا الله”. الشهادة تعني العِلم والحضور. حين نشهد إنّنا بالمُجمل نُقرّ بإيماننا وبإذعان قلوبنا وعقولنا لهذا الذي نُقرّ به.. فالإيمان عقدٌ في الجنان، وهذا العقد في الجنان هو تصديق يشترك فيه العقل، والقلب يدفعنا إلى الإقرار.. عقدٌ في الجنان وإقرار بالّلسان وعملٌ بالأركان (هذا هو مضمون الشهادة بالمُجمل).
✤ وقفة عند نماذج مِن أحاديث أهل البيت نستشفُّ منها معاني كلمة التوحيد
(قال أبو عبد الله: إنّ الله عزّ وجل يقول: {وأنّ إلى ربّك المُنتهى} فإذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا)
(عن الحسين ابن المياح، عن أبيه قال: سمعتُ أبا عبد الله عليه السلام يقول: مَن نظر في الله كيف هو؟ هلك).
❂ الفقرة (3) الشهادة المُحمّدية “أشهدُ أنّ محمّداً رسول الله”
وأعتقد أنّ الآية 67 من سورة المائدة تُعطينا فكرة واضحة وشرحاً بيّناً لِمعنى هذه الشهادة.
{يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك مِن ربّك وإنْ لم تفعل فما بلّغتَ رسالته والله يعصمك مِن الناس..}
فقيمة رسالة نبيّنا هي في ولاية عليّ .. محمّد هو عليّ، ومحمّد هو عليّ بنحو الحقيقة
● وقد يقول قائل: الاعتقاد موجود في القلب..
وأقول: لكنّنا نتحدّث عن بناء لفظي، فهذه المعاني الموجودة في القلب تحتاج إلى إظهار في بناءٍ لفظي، ومِن هنا قال الإمام الصادق عليه السلام: (فإذا قال أحدكم لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، فليقلْ: عليّ أمير المؤمنين) بعد أن بيّن أنّ الشهادات الثلاث كُتبت على كلّ شيء.
■ هناك مَن يقول: أنّكم تتحدّثون عن عليّ كثيراً..
وأقول: هذا هو الذي يُريده الله ويُريده رسول الله، ويُريده الأئمة، فماذا نفعل؟ مضمون الدين ومضمون الرسالة هو هذا .. هذه حقائق ديننا، وهذه هي أدلّتنا.
❂ الفقرة (4) : الشهادة العَلَوية
هي جزء واجب أصيل في الأذان والإقامة، يبطل الأذان والإقامة مِن دون ذِكرها – كما مرّ الحديث عن ذلك في الآيات والروايات في الحلقة السابقة.
❂ الفقرة (5) : “حيّ على الصلاة” أي أقبِل وعجّل على الصلاة.
■ وقفة عند مقطع مِن خطبة الصدّيقة الكبرى الفدكية في كتاب [عوالم العلوم: عوالم الزهراء: ج2] وهي تتحدّث عن الحكمة من التشريع الدين: (فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم مِن الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكِبر).
والمُراد مِن الكِبر الذي تقصده الصدّيقة الزهراء هنا هو الكِبْر في مواجهة محمّد وآل محمّد عليهم السلام .
نتنزّه عن تكبّر إبليس، وحين نتوضّأ فذلك كي نتطهّر مِن معصيّة آدم.
❂ الفقرة (6) : “حيّ على الفلاح”
وهذه الفقرة تتعانق في مضمونها ومعناها مع الفقرة السابقة. هناك منظومة واضحة في الأذان والإقامة (ثلاث شهادات) وثلاث (حي علات) والمعاني ترتبط في منظومة واحدة، ومن يُخرج الشهادة الثالثة يُبطل هذا النظام الهندسي والفنّي المُتكامل.
■ وقفة عند مجموعة من روايات آل محمّد في [تفسير البرهان] تشرح معنى قوله تعالى{قد أفلح المؤمنون}
❂ الفقرة (7) : “حيّ على خير العمل”
● وقفة عند حديث الإمام الكاظم في [علل الشرائع]: (محمّد بن أبي عمير أنّه سأل أبا الحسن – الكاظم عليه السلام عن حيّ على خير العمل لم تُركت من الأذان؟ فقال: تُريد العلّة الظاهرة أو الباطنة؟ قلت أُريدهما جميعاً، فقال: أمّا العلّة الظاهرة فلئلا يدع الناس الجهاد إتّكالاً على الصلاة، وأمّا الباطنة فإنّ خير العمل الولاية، فأراد مَن أمر بترك حيّ على خير العمل مِن الأذان ألا يقع حثّاً عليها ودعاءً إليها)
● رواية أخرى: (عن محمّد بن مروان عن أبي جعفر – الباقر- قال: أتدرى ما تفسير حيّ على خير العمل؟ قال: قلتُ لا قال: دعاك إلى البر أتدرى برّ مَن؟ قلت لا. قال: دعاك إلى برّ فاطمة وولدها).
عرضت على قناة القمر الفضائية:
الجمعة : 2016/1/13م ــ 4 ربيع الثاني 1438

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.