ملامح المنهج الأبتر!
فقد تحدّثتُ في الحلقة الماضية في سورة الكوثر، وقلتُ بأنّ هناك منهجيتان:
● منهجيةٌ كوثرية.
● ومنهجيةٌ أبترية.
✤ كانت البداية في حلقة يوم أمس مِن الرسائل التي وردتْ إلى الشيخ المفيد من الناحية المقدّسة.
■ ممّا جاء في الرسالة الأولى: (ومعرفتنا بالذلّ الذي أصابكم مُذ جنح كثيرٌ منكم – من الشيعة – إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً، ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون)!
■ وممّا جاء في الرسالة الثانية: (ولو أنّ أشياعنا وفّقهم الله لطاعته، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهْد عليهم، لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا..). واضح أنّ الرسالتين المهدويّتين موجّهتان لنا نحن الشيعة، فالكلمات صريحة جدّاً في أنّ الإمام يوجّه هذه البيانات لنا نحن الشيعة. وكما قلت بأنّ الشيعة لم تعبأ بما يُريد الإمام عليه السلام!!
✤ منهجية أهل الببت عليهم السلام هو ربط الشيعة بالأصلين (الكتاب والعترة)، ولكن الشيعة فكّكت بين الأصلين، كما فعلتْ السقيفة بالضبط من دون أيّ فرق!
ثُمّ بعد ذلك انكفأت الشيعة على تقديس علمائها ومراجعها بنفس النحو الذي انكفأ فيه أتباع السقيفة، حيث قدّسوا الصحابة بالرغم مِن أنّهم يرون الأخطاء واضحة! يُبرّرون أخطاء الصحابة بتبرير عجيب غريب.. والحال نفسه عند الشيعة!!
● ربّما أجد مُبرّراً لأتباع السقيفة تقديسهم للصحابة، فإنّ في القرآن آيات تمدح الصحابة في القرآن! أمّا علماء ومراجع الشيعة فهم أناس عاديون، لهم احترامهم بالقدر الذي يتناسب والخِبرة التي يحملونها فقط لا أكثر من ذلك! (هذه منهجية الأئمة).
● أين أعطتْ الشيعة وجوهها في أمور دينها مع بدايات الساعات الأولى مِن عصر الغَيبة الكبرى؟
أين أعطت الشيعة وجهها؟ الجواب: الشيعة أعطتْ وجهها لابن الجنيد، ولابن عقيل العماني!!
(وقفة عند شخصية ابن الجنيد مَن هو؟ وكيف تعاملتْ معه الشيعة.. يتبيّن مِن خلال هذه الوقفة الملمح الأوّل مِن ملامح المنهج الأبتر، وهو: ملمح الصنمية في الواقع الشيعي).
✤ (ابن الجنيد الإسكافي البغدادي) عالم مِن علماء الشيعة، وكان موجوداً في زمان الغَيبة الصغرى.. ولكنّه لم يكن مُبرّزاً.
❂ وقفة عند ما يقوله السيّد مهدي بحر العلوم عن ابن الجنيد في كتاب [الفوائد الرجالية: ج3].
❂ وقفة عند ما يقوله الشيخ الطوسي في كتابه [الفهرستْ] في ترجمة ابن الجنيد.. يقول:
(وكان جيّد التصنيف حَسَنه إلّا أنّه كان يرى القول بالقياس، فتُركتْ لذلك كتبه ولم يُعوّل عليها، وله كتب كثيرة).
❂ وقفة عند ما يقوله الشيخ المفيد عن ابن الجنيد في كتابه [المسائل السروية] يقول: (فأمّا كُتب أبي عليّ بن الجنيد، فقد حشاها – يعني ملأها – بأحكام عمل فيها على الظن – أي القياس -، واستعمل فيها مذهب المُخالفين في القياس الرَذِل، فخلطَ بين المنقول عن الأئمة عليهم السلام وبين ما قاله برأيه – هو -).
❂ وقفة عند ما يقوله النجاشي عن ابن الجنيد في كتابه [رجال النجاشي]، يقول:
❂ وقفة عند ما يقوله العلّامة الحلّي في ابن الجنيد في كتاب [الفوائد الرجالية]:
✤ معلومة مهمّة جدّاً: أتعلمون أنّ أوّل مَن أقحم فكر ابن الجنيد الأخطل الأعوج في الفكر الشيعي بشكل قوي هو السيّد المرتضى المُلقّب بعَلَم الهدى في الوسط الشيعي!
(وأكرّر أنّه لا بسوء نية، وإنّما علماؤنا خدعهم الشيطان، وخدعتهم أمور كثيرة أخرى)!
• بالنسبة للمُؤسسة الدينية لا شأن لي بها؛ لأنّ مصالح المؤسسة الدينية تقتضي أن يقولوا ذلك (مناصب، وأموال، وتوريث مرجعيات، وشهرة وسُلطة….) وإلى غير ذلك!
• أمّا الشيعة فقد عصفتْ الصنمية برؤوسهم، وأعمتْ أبصارهم وبصائرهم، وأصمّت أسماعهم وقلوبهم!! وهذه الصنمية نقلها إبليس إلى الشيعة من السقيفة (فإنّ أتباع منهجية السقيفة يُصنّمون الصحابة على كلّ حال)!!
✤ حديث أبي حمزة الثّمالي مع الإمام الصّادق في [معاني الأخبار]: (قال أبو عبد الله عليه السّلام: إيّاك والرئاسة، وإيّاك أن تطأ أعقاب الرجال، فقلتُ: جعلتُ فداك: أمّا الرئاسة فقد عرفتها، وأمّا أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلّا ممّا وطئتُ أعقاب الرجال، فقال: ليس حيث تذهب، إيّاك أن تنصب رجلاً دون الحُجّة فتصدّقه في كلّ ما قال)!
✤ حديث الإمام الصادق عليه السلام في [ معاني الأخبار ]: (قال أبو عبد الله عليه السلام: يا سفيان إيّاك والرّئاسة، فما طلبها أحد إلّا هلك، فقلت له: جعلتُ فداك .. قد هلكنا إذاً، ليس أحد منّا إلّا وهو يحبّ أن يُذكر ويُقصد ويُؤخذ عنه – العلم والفكر-، فقال: ليس حيث تذهب إليه، إنّما ذلك أن تنصب رجلاً دون الحُجّة فتصدّقه في كلّ ما قال، وتدعو الناس إلى قوله)!
✤ أنا الآن أسأل الحسينيين: …..!!!
✤ مثل ابن الجُنيد عندنا المئات على طول التأريخ الشيعي منذ بدايات عصر الغَيبة الكبرى وإلى يومنا هذا! ومثال معاصر على ذلك: محمّد حسين فضل الله! علماً أنّ محمّد حسين فضل الله ليس المثال الوحيد المعاصر.. بل يوجد غيره كثيرون!
✤ وقفة عند رواية الإمام الباقر عليه السلام في كتاب [اختيار معرفة الرجال] المعروف بـ[رجال الكشّي]
هؤلاء العلماء الذين ينتقصون من فاطمة هل تكون لهم الحجّية؟! وهل ينطبق عليهم هذا الوصف أنّهم رواة حديث أهل البيت؟!
✤ أذكّركم في الأخير برواية الإمام الصادق عليه السلام: (اعرفوا منازل الرجال منّا على قدر رواياتهم عنّا).
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الاثنين:
29/8/2016م ــ 25 ذى القعدة 1437
برنامج الكتاب الناطق
أضف تعليقك