فالآيات في أصلها هي مَظاهر الإسم الأعظم.
الإسم معناه : العَلامة والسِمَة التي تُميّز صَاحبها عَن غيره.. وهو العَلامة الأعظم التي خَلَقها اللهُ سُبحانه وتعالى.. وهو الآية الأعظم.
{والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} هذا الاستكبار إنعكاسٌ للاستكبار الإبليسي الذي تَرتّب ما ترتّب عليه من آثار في حياة الإنسان على وجه الأرض.
{فمَن أظلمُ مِمّن افترى على اللهِ كذباً أو كذَّبَ بآياتهِ أُولئكَ ينالهم نصيبهُم مِن الكتاب حتّى إذا جاءَتهُم رُسُلنا يتوفَّونَهم قالوا أينَ ما كنتم تدعون مِن دُون اللهِ قالوا ضلّوا عنّا وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين}.
أنَّ أقوى مَراتب الشِرك التي تَتحدّثُ عنها هذهِ الآية هي: ادّعاءُ الإمامة..: مَن يأتي فيدّعي إمامةَ آل مُحمّد صلواتُ اللهِ عليهم وهو لا صِلة لهُ بهذا الموضوع لا مِن قريبٍ ولا مِن بعيد!
• وكذلك الإيمان بمُدّعي الإمامة.
• وتنصيبُ الأمّة لإمام تُوكل أمرها إليه، وإنْ لم تُنصبّه في مقام الإمام مِن آل محمّد.
• واتّباع الأمّة لهذا الإمام الذي نصبته!
• الأمّة حين نَصبتْ إماماً صارتْ مُشركةً فقد جعلتْ نفسها شريكاً لله في نَصْب الإمام واختياره.. وهي بعْد أن نَصبتْ الإمام أطاعتهُ وسَلّمتْ أمرها إليه.. فالأُمّة أشركتْ مرّتين:
• أشركت حين جَعلتْ نفْسها شريكاً للهِ في اختيار الإمام وتنصيبه.
• وأشركتْ في طاعة الله حينما أشركت مع الله في طاعتهِ شريكاً لا يعرفه الباري شريكاً له.
{حتّى إذا جاءَتهُم رُسُلنا يتوفَّونَهم} هؤلاء الرُسل جندُ ملك المَوت وأعوانهِ.. فملكُ الموت لهُ جندٌ وأعوان.
{يتوفَّونَهم} الوفاةُ والوفاء هو التسديد.
{أينَ ما كنتم تدعون مِن دُون اللهِ} هذا الذي نَصبَ نَفْسهُ إماماً يُقال لهُ: أينَ ما كُنتَ تدعو مِن دون الله.. فإنّه كان يعبدُ نفسه، وأولئك الذين تابعوه كانوا يعبدون شريكاً مِن دون الله..
{فمَن أظلمُ مِمّن افترى على اللهِ كذباً أو كذَّبَ بآياتهِ} مصداق آخر.. مَن فسّر القُرآن من عند نفسهِ أو بحسب ضَوابط وقواعد ومنهجية مَن خالف أصحاب هذا القُرآن، إنَّه يفتري كذباً على الله! وفي نفس الوقت يُكذّب آيات الله التدوينية.. ويُكذّب آيات الله (مُحمّدٌ وآل محمّد).
{ينالهم نصيبهُم مِن الكتاب} جانبٌ مِن القوانين والسُنن التي تَحكمُنا هو: قانون التوفيق والخذلان.
{قالوا ضلّوا عنّا} لا نستطيع أن نصلَ إليهم، وهم لا يستطيعون أن يصِلوا إلينا.. هذا المعنى لن يصدق إلّا في حالة واحدة (حين نعرف إمام زماننا).
{قال ادخلوا في أُمَمٍ قد خَلتْ – أي مضتْ – مِن قبلكم مِن الجنّ والإنس في النار كلّما دخلتْ أُمّةٌ لعنتْ أُختها حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعاً قالتْ أُخراهم لأُولاهم – أي أسمعوهم – ربّنا هَؤلاءِ أضلّونا فآتهم عذاباً ضِعْفا مِن النار قال لكلّ ضعف ولكن لا تعلمون}
{قال ادخلوا في أُمَمٍ قد خَلتْ} قسيمُ الجنّة والنار: عليّ بن أبي طالب صلواتُ الله وسلامه عليه.
{كلّما دخلتْ أُمّةٌ لعنتْ أُختها} لم يتبرّؤوا منهم في الحياة الدنيا.. الآن يُريدون أن يتبرّؤوا منهم..!
والّلعن شعارٌ وعنوان أيضاً يُشير إلى العدَاء فيما بينهم في نار جهنّم.
{حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعاً} ادّاركوا أي أدرك المُتأخّر السابق.. (أي اجتمعوا معاً).
{فأتهم عذاباً ضِعْفا مِن النار} ضاعف لهم العذاب لأنّ هؤلاء هم السبب في ضلالنا.
{قال لكلّ ضعف ولكن لا تعلمون} لأنّ كُلّ أمةٍ مشغولةٌ بعذابها وحسابها.
{وقالتْ أُولاهم لأُخراهم فما كان لكم علينا مِن فَضْل فذوقوا العَذاب بما كُنتم تكسبون} ما أنتم فيه هو من أيديكم، وليس بسببنا
{إنّ الذين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تُفتَحُ لهم أبوابُ السماء – لا في الدنيا ولا في الآخرة – ولا يَدخلونَ الجنّة حتّى يلِجَ الجَملُ في سَمّ الخِياط – ثَقْب الإبرة – وكذلك نَجزي المُجرمين}.
{لهم مِن جَهنّم مهادٌ ومِن فَوقهم غَواشٌ – أغطية جهنّمية – وكذلكَ نَجزي الظالمين}
{لهم مِن جَهنّم مهادٌ} المِهاد هُو ما يُوضع تحتَ الإنسان.
{وكذلكَ نَجزي الظالمين} الظالم بظلمه يُظَلّم حياةَ الذي يُظلمه، وفي نفس الوقت يُظَلّم عقله وقلبه.
{حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط} النبيّ صلّى الله عليه وآله يُخاطب علياً، فيقول: (ستُقاتلهم على التأويل كما قاتلتهم على التنزيل)
• (فالنبي قَاتلَ على التنزيل) المراد من ذلك: الدين بكلّ تفاصيله.
• (وعليٌ سيقاتل على التأويل) المراد مِن ذلك: الدين بكلّ تفاصيله.
النبي بقيَ في المدينة مدّة 10 سنوات.. والسنة فيها 52 جمعة، فيكون في 10 عشر سنوات 520 جمعة.. في صلاة الجمعة خطبتان، على الأقل 1040 خطبة.. فلماذا لم يروِ لنا الأئمة خُطب النبي..؟
الجواب واضح:
لأنّ تلك الخُطب وتلكَ الأحاديث، ولأنَّ تفسير النبي للقُرآن ما رواهُ لنا الأئمة إلّا لُماماً.. فقد كان يتناسب مع مَرحلة التنزيل.
هذا التعبير {حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط} قد ورد في الأناجيل أيضاً.. والأناجيل هذهِ سابقة للقرآن الكريم. (ورُغم عدم اعتقادنا بِصحتّها فهذا لا يعني أنّها تخلو من الأشياء الصحيحة). الأناجيل تعرّضتْ للتحريف، وإنْ كان المُتديّنون المسيحيون يَرفضون هذا الكلام.
● وقفة عند إنجيل متّى .. جاء في الاصحاح (19) جاء فيه عند الفقرة 24:
يقول يسوع لتلامذته: (وأقول لكم لئِن يَمرّ الجمل مِن ثقب الإبرة أيسرُ مِن أن يَدخلَ الغَنيّ ملكوتَ الله) هذا الكلام قاله في قصّة الشاب الغني.
إنجيل مرقس في الإصحاح (10) في الفقرة (25) جاء فيه: (لئن يَمرّ الجمل مِن ثقب الإبرة أيسرُ مِن أن يدخل الغنيُّ ملكوتَ الله)
إنجيل لوقا في الإصحاح (18) في الفقرة (25) جاء فيه: (فلأن يدخل الجمل في ثقب الإبرة أيسرُ مِن أن يدخل الغني ملكوت الله)
■ وقفة عند كتاب [الجمل والنصرة لسيّد العترة في حرب البصرة] وما فعلته عائشة في حرب الجمل ؟
عرضت على قناة القمر الفضائية
السبت : 21 شهر رمضان 1438هـ / الموافق : 17/6/2017م
أضف تعليقك