الشيخ الغزّي – الثائر الحسينيّ الوفيّ المختار الثقفيّ – الحلقة 13

✤ كان الحديث في الحلقتين الماضيتين في أجواء قانون المكر، ووصل بنا الكلام في الحلقة السَّابقة للحديث عن الأنشطة الإبليسيّة، تحدّثتُ عن التّجسس أو ما اصطُلِح عليه في الكتاب الكريم بـ(استراق السّمع).. وكذلك عن الإشاعة الإبليسيّة.
وقلت أنّنا إذا أردنا أن نواجه هذه الأنشطة الإبليسيّة بحسب قانون المكر بحسب تعاليم الأئمة، نُواجه ذلكَ بالكتمان وبالتّحصين، وقلت أن الكتمان على مراتب (بسيط- وكتمان الكتمان- والكتمان الكيدي).
✤ تقريب المعنى لمصاديق الكتمان الكيدي:
ما جاء في أحاديث العترة أنّ عقل المؤمن (المَرضي عند أهل البيت) عقلهُ على عشرة أجزاء،
تسعة أعشار: ذكاء وفِطنة ونباهة، والجزء العاشر: هو تغافُل (تظاهر بالغفلة وعدم الالتفات).
✤ في غاية الأهميّة أن نعرفَ نقاط الضّعف والقوّة عندنا، وفي غاية الأهميّة أن نعرف نقاط الضّعف والقوّة عند عدوّنا، والوسيلة إلى ذلك: التّغافل والفطنة والذّكاء، التغافل عن الصّديق لِمصلحتهِ، وعن العدو لِدفْع ضَرره.. وهذا مِصداق مِن مصاديق الكتمان الكيدي.
✤ التّحصين أو الحصانة هو اعتصامُ كُلّ شِيعةٍ بإمامِ زمانها، ولن نستطيع الاعتصام بإمام زماننا مالم نعرف قدْر نعمةِ ولاية وإمامة إمام زماننا، وذلكَ لن يتحقّق إلّا بمعرفةِ إمام زماننا (بِقدرنا).
✤ (الإعتصام بإمام زماننا) هي المساحة الّتي لا يُمكن اختراقُها مِن قِبل إبليس.
✤ إعادة قراءة رواية الإمام الصّادق مع يُونس بن يعقوب من تُحف العقول.
✤ رواية جميلة لإمامنا السّجاد في تفسير الإمام العسكري عليهما السَّلام
(ولقد جاءَ رجلٌ يوماً إلى علي بن الحسين عليهما السَّلام برجلٍ يزعم أنَّه قاتلُ أبيه فاعترف، فأوجبَ عليه القصاص، وسألهُ أن يعفوَ عنهُ ليعظم الله ثوابه…)
● الرّواية في غاية الأهميّة حِين يقول إمامُنا السّجاد عليه السّلام:
(فهذا لا يفي بدم أبيك؟ ! بلى والله، هذا يفي بدماءِ أهْل الأرض كلهم من الأوَّلين والآخرين سوى الأنبياء والأئمة عليهم السَّلام إنْ قُتلوا فإنَّه لا يفي بدمائهم شيء…)
● والأمر الثّاني المُهم في الرّواية حِين حدّث الإمام السّجاد الرّجلين بحديثٍ واحد وقال لَهما: أنَّ هذا الحديث الواحد خيرٌ لكُما مِن الدّنيا وما فيها.
حديثٌ واحد مِن أحاديث العترة خيرٌ لهُما مِن الدّنيا وما فيها، فهل نعرفُ نحنُ فضْل حديث أهل البيت عليهم السّلام؟!
✤ عرض لجملة مِن أحاديث العترة صلوات الله عليهم في تفسير قولهِ تعالى: (مَن قتلَ نفساً بغير نفْسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنَّما قتلَ النَّاس جميعا…)
✤ رواية الإمام العسكري (أيّهما أفضل إنقاذ المُؤمن من محبي أهل البيت مِن يد ناصب يُريد إضلاله، أو إنقاذ الأسير من أيدي الرّوم..)
✤ مِثل هذه الأحاديث التّي تتناول فضل هداية النّاس بحديث العترة إلى ولاية عليّ وآل علي تدفعُنا للتّفكّر والتّدبّر في :
● عظمة أحاديث أهل البيت.
● في عظمة معرفة أهل البيت.
● في عظمة خدمة أهل البيت عليهم السَّلام والسّعي لنشر حديثهم ومعارفهم بعد تعلّمُها.
وكل ذلك يكون إذا استشعرنا عظمة نعمة وولاية إمام زماننا عليه السّلام.
✤ إذا لم نستشعر أنَّ نجاتنا بإمام زماننا، وإذا لم نستشعر عظمة ولاية إمام زماننا فلن نستطيع أن نتوجّه إليهِ بشكلٍ صادق قطعي.
✤ (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) هذه الآية بحاجة إلى تدبّر طويل وعميق..وجه الله هُم أهل البيت عليهم السَّلام بحسب ما ورد في كلماتهم الشّريفة.
✤ (كلُّ مَن عليها فان* ويبقى وجهُ ربّك ذُو الجلال والإكرام) قضيّة في غاية الأهميّة في هذه الآية..
لأصحاب العربيّة كيف تُعربون هذه الآية..؟
(ربِّك) جاءت مجرورة بحكم الإضافة، و(ذو) هُنا صِفة للوجه وليستْ صِفة لـ(ربّك)
لأنّ مفردة (الوجه) مرفوعة لكونها فاعل.. وتعبير(ذو) مرفوع أيضاً لأنّه من الأسماء الخمسة.
فتعبير(ذو الجلال) هي صفة لـ(لوجه الرّب) وليستْ (للرّب). لأنَّ الصّفة تتبع الموصوف في الحركة الإعرابية.
الله تعالى جعل الإجلال والإكرام للوجه وليسَ لنفسه، لأنّ إجلالَ الوجه هو إجلالٌ لهُ تعالى(ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله).
✤ وجه الله تعالى هم أهل البيت، هو الحُجّة بن الحسن (أينَ وجه الله الّذي إليهِ يتوجّه الأولياء).
حين نعتصم بهذا الوجه نستطيع أن نواجه المكر الإبليسي.
✤ آيات القرآن الكريم خزائن، وحديثُ أهل البيت عليهم السَّلام وكلماتُهم النّوريّة هي الَّتي تفتحُ هذه الخزائن، والتّدبُّر في آيات القرآن وفقاً لذوق أهل البيت عليهم السَّلام لابُدّ أن يكون مبنيّـاً على حديثهم.
فمفاتيح الخزائن بيد الأئمة (ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه…)
✤ (فهل عسيتم إنْ تولَّيتم أن تُفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) الأرحام في الكتاب الكريم في جوهرها وأصلها هي رحم مُحمّد، وآباؤنا الحقيقيّين هم محمدٌ وآل محمّد.
✤ تصفّح لبعض خزائن القرآن الكريم في سُورة يُوسف.. مرور سريع على آيات سورة يوسف والَّتي تتحدّث في عنوانها العام عن المكر(قانون الكيد). وهو الصّراع بين المكر الشيطاني والمكر الرّحماني.
✤ سأتناول نماذج من كيد آل مُحمّد صلوات الله وسلامه عليهم في الحلقة القادمة؛ لأجل أن نُشخّص أُسلوب الحديث وأُسلوب القول والعمل في سيرة المعصومين عليهم السَّلام، والَّذي هو ركيزة أساسيّة في منهج لحن القول، كي نستطيع أن نفهم ثورة المختار وشخصيّة المُختار في النّصوص المادحة للمختار، والنّصوص القادحة.