) ✤ تحليل شائع في وسط الثّقافة الشّيعيّة بشكلٍ عام مرَّ الكلام عنهُ في الحلقة الماضية.. لاأعيد الحديث عنه، فقط أُذكّركم بتحليل إمام زماننا (إذا كانَ هذا يُسمَّى تحليلاً .. تماشياً مع المُصطلحات الشّائعة في العالم الإسلامي. مُقتطفات مِن زيارة النَّاحيّة المُقدّسة (فالويلُ للعُصاةِ الفُسّاق، لقد قتلوا بقتلكَ الإسلام…)
✤ الَّذي تحدّث عنهُ إمام زماننا صلواتُ الله عليه في زيارة النَّاحية المُقدّسة هو هذا الّذي حدث بعد مقتل سيّد الشّهداء، واستمرّ الحالُ هكذا حتَّى هذه الَّلحظة .. أمَّا التَّحليل الشَّائع في الثّقافة الشّيعية فهو تحليلٌ خاطىء مئة بالمئة.
✤ الدّاهية الدّهماء والمُشكلة الأكبر هي: أنَّ أعداء أهل البيت عليهم السَّلام على وعيّ أكثر مِن الوعي الشيعي بما جرى بعد قتل الحُسين، ويتّضح ذلك في كلمات العترة.. (وكذلك بنو أمية وبنو العباس لمَّا وقفوا على أنَّ زوال مُلْكهم ومُلْك الأمراء، والجبابرة منْهم على يدِ القائم منّا ناصبونا العَداوة، ووضعوا سيوفهم في قتْل آلِ الرَّسول صلَّى اللهُ عليهِ وآله وإبادة نسْله طَمَعاً منْهم في الوصول إلى قتْل القائم(
✤ هذا هو تفكير الأمويّين وتفكير العبّاسيين .. هدفهم “المشروع المهدوي”، وربطوا كُل شيء لهُ عُلقة بأهل البيت عليهم السَّلام بالمشروع المهدوي .. لأنّهم يَرونَ أنَّ المشروع الأوّل والأهم عند أهل البيت عليهم السَّلام هو المشروع المهدوي، وأنَّ هُناك عُلقة مُباشرة بينَ قتل الحُسين والمشروع المهدوي.. فأين هذا الوعي مِن الثّقافة الشّيعية..؟
✤ نادراً ما نجِد في الثّقافة الشّيعيّة ربْطاً واضحاً صريحاً بين الَّذي جرى في عاشوراء، في كربلاء وبين المشروع المهدوي .. أعني ربطاً (ستراتيجيّـاً) .. لا ربطاً بشكل عاطفي (أنَّ المشروع المهدوي هو لأخذِ ثأرِ الحُسين عليه السَّلام وكأنّهُ ثأرٌ عشائري..!)
✤ ذكر مِصداق آخر مِن مصاديق الوعي عند قَتَلة الحُسين عليه السَّلام، وأنّهم يعتقدون أن لا صلاح لهذهِ الأُمَّة بعد مقتل الحُسين عليه السَّلام [مُقتطفات مِن كلام شبث بن ربعي يوم عاشوراء أثناء المعركة حين احتدمَ القِتال].
✤ مُقتطفات مِن رواية “التّقليد” لإمامنا الصَّادق عليه السَّلام الموجودة في تفسير الإمام العسكري عليه السَّلام تُبيّن أنّ الأكثريّة مِن فُقهاء الشّيعة هُم أضرّ على الشّيعة مِن جيش يزيد بن معاوية وأتباعه (لماذا هم أضرّ من جيش يزيد)..؟
✤ ما معنى دعوة “الإصلاح” الَّتي رفعها سيّد الشّهداء شِعاراً لِمشروع ونهضتهِ المُباركة..؟
● المشروع المُحمّدي لِصلاح الأُمّة ولبقاء الإسلام منهجاً صالحاً وسليماً هو مشروع الغدير، ولكن الأُمَّة غدرتْ بهِ وخانتْ المواثيق والبيعة
● فجاء المشروع البديل مِن عليّ وآل عليّ وهو مشروع “القُربان” الَّذي وضعتْ بنت عليّ يديها تحت ظهرهِ الشَّريف ليلة الحادي عشر مِن المُحرّم وقالتْ : “الَّلهم تقبّل مِنّا هذا القُربان”.
● وهناك مشروع اليوم الأخير .. وهذا المشروع يستغني فيهِ إمامُ زماننا عليه السَّلام عن الشّيعة بكلّ تفاصيلها (لو لم يبقَ مِن الدّنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم…..) وهذا المشروع يأتي إذا غدرتْ الشيعة بمشروع القُربان.
● مشروع “القربان” مشروع ستراتيجي له (هدف قريب – وهدف متوسط – وهدف بعيد)
● الهدف الأوّل والأسمى والبعيد للمشروع الحسيني: هو التّمهيد للمشروع المهدوي
● أمّا الهدف المتوسط : الحفاظ على منهج الكتاب والعترة “حفاظ كُلّ إمام على الإمام الّذي يليه”
● الهدف القريب : فضْح السّقيفة، وما جرّت على الأُمّة مِن ويلاتها. (وإنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أّة جدّي، أُريدُ أن آمُرَ بالمعروف وأنهى عن المُنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب صلًّى الله عليهما وآلهما ) هذه صرخة في وجه السّقيفة، كصرخة عليّ وموقف عليّ في الشّورى العُمريّة، حِين رفضَ أمير المؤمنين أن ينصاع ويعمل بسيرة الشّيخين.
● الدّم الحُسيني هو المُحرّك وهو زيتُ الوَقود للمشروع المهدوي. هو الَّذي يبعث الحياة في المشروع المهدوي عبر حاضنةٍ ينشأ ويتربّى فيها أجيال يخرج منهم أنصارُ الإمام الحُجّة صلوات الله عليه.
● المُعسكر الحقيقي للحُسين هو في تِلكَ القلوب الَّتي تتقد بحرارة لا تبرد أبداً.
● في زيارة سيّد الشّهداء: (وبذلَ مُهجتهُ فيكَ ليستنقذَ عبادكَ مِن الجهالة وحيرةِ الضَّلالة). المجموعة الَّتي يستنقذها الحُسين هم المجموعة الَّتي في مُعسكر الحُسين، وهم المجموعة الأقل، فليس الحديث عن جميع النّاس وجميع الأُمّة الّذين تقدّم الحديث عنهم في زيارة النّاحية المُقدّسة، وبقيّة روايات أهل البيت وكلماتهم..
● الإصلاح الَّذي رفعهُ الحُسين شعاراً هو إصلاح يتحقّق على مُستوى الأهداف الثَّلاثة لمشروعه(الهدف القريب- والمُتوسط والبعيد)
✤ استعراض لمجموعة من آيات الكتاب الكريم لتقريب معنى “الإصلاح”..
✤ ختام الحلقة عرض للقطات مأخوذة من كلمات العترة الطَّاهرة صلوات الله عليهم هذه الَّلقطات تُقرّب لنا مفهوم قانون “الأصلاب” ، وسيأتي في الحلقات القادمة ما يُقرّب هذا القانون أكثر فأكثر..
برنامج الثائر الحسيني الوفي المختار الثقفي
أضف تعليقك