– كان الحديث في الحلقة المتقدمة في أجواء مشكلة الثقافة العقائدية الشيعية واختراق الفكر المخالف لأهل البيت لساحة الثقافة العقائدية الشيعية.
ووصل بنا الكلام في آخر الحلقة عند علماء الشيعة ووكلاء الإمام الكاظم عليه السلام مثل علي بن أبي حمزه البطائني وغيره وهم الواقفة. وكيف أن الواقفة أنكروا إمامة الإمام الرضا عليه السلام طمعاً بالأموال والرئاسة الدينية.
هذا وهم في زمان أئمةٍ معصومين، فما بالك ماذا يحدث في عصر الغيبة الكبرى حيث الساحة مفتوحة للعلماء والمراجع والفقهاء، فلا توجد هناك أي محاسبة وأي مراقبة.
– أحداث الواقفة كانت من أخطر الأحداث في التاريخ الشيعي وأحدثت إنحرافاً كبيراً عن أهل البيت بين الشيعة.
وقد أطلق عليهم إمامنا الرضا عليه السلام هذه التسمية (الكلاب الممطورة).
– قضية الوقف ليست محصورة بالواقفة في عدد الأئمة، بل هي تشمل الوقف عند مقاماتهم وولايتهم وشؤوناتهم.
– الشلمغاني من أكبر مراجع الشيعة في زمن الغيبة الصغرى كذلك وقف في مواجهة إمام زماننا صلوات الله عليه وقد لعنه الإمام.
– يا شيعة أهل البيت دقّقوا في عقائدكم، وابحثوا عن الجهة التي تعلمكم حديث أهل البيت.
– ورد في تفسير الإمام العسكري عليه السلام عن إمامنا السجاد صلوات الله عليه: “إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه ، وتماوت في منطقه ، وتخاضع في حركاته ، فرويداً لا يغرّنكم ، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا ، وركوب المحارم منها ، لضعف بنيته ومهانته ، وجبن قلبه ، فنصب الدين فخّاً لها ، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره ، فإن تمكن من حرام اقتحمه ، فإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا لا يغرنكم ، فإن شهوات الخلق مختلفة ، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر ، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة ، فيأتي منها محرّما ، فإذا وجدتموه يعف عن ذلك ، فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا ما عقده عقله ، فما أكثر من يترك ذلك أجمع ، ثم لا يرجع إلى عقل متين ، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله ، فإذا وجدتم عقله متينا ، فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا أمع هواه يكون عقله ، أم يكون مع عقله هواه ؟ وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها ، فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة ، بترك الدنيا للدنيا ، يرى أن لذة الرئاسة الباطلة ، أفضل من لذة الأموال ، والنعم المباحة المحللة ، فيترك ذلك أجمع طلباً للرئاسة ، حتى إذا قيل له : اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ، فهو يخبط خبط عشواء ، يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة ، ويمد يده بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه ، فهو يحل ما حرم الله ، ويحرم ما أحل الله ، لا يبالي ما فات من دينه ، إذا سلمت له رئاسته ، التي قد شقى من أجلها ، فأولئك مع الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا مهينا .
ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل ، هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله ، وقواه مبذولة في رضا الله ، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد من العز في الباطل ، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها ، يؤديه إلى دوام النعم في دار لا تبيد ولا تنفد ، وإن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا زوال ، فذلكم الرجل ، نعم الرجل ، فبه فتمسكوا ، وبسنته فاقتدوا ، وإلى ربكم فبه فتوسلوا ، فإنه لا ترد له دعوة ، ولا تخيب له طلبة”.
* أوديو:
أضف تعليقك