بحث مخصّص

القضيةُ قديمة ما هي بجديدة، ما الَّذي جدَّ في الأمر فإن الشيعة قبل عقودٍ ما كانت بهذا السوء الأوضاع الدينيَّة الأوضاع العقائدية ..؟!
هناك قانون لابُدَّ أن تعرفوه، هناك قانون: هكذا يتعاملُ إمام زماننا معنا وهذا القانون ما هو من عندي إنَّها قوانين أهل البيت الَّتي بُيِّنت لنا في أحاديثهم وكلماتهم، الشيعةُ وحتَّى الأُمم بشكلٍ عام لكنَّني أتحدَّثُ عن الشيعة هنا، هناك قانون يمكن أن نصطلح عليه من خلال الروايات والأحاديث ( قانون الخاصَّةِ والعامة )، إذا لم تطلع العامَّةُ على قبائح الخاصة، الخاصة هم الزُعماء، فإذا لم تطلع عامَّة الشيعة على قبائح خاصتهم وهم مراجع الدين زُعماء الدين فإنَّ الله لا يؤاخذ العامة لا يؤاخذهم لا في الدنيا ولا في الآخرة وإنَّما تجري أمورهم بانتظار الفرج، وهم يستشعرون من أنَّهم على خير، ولكن إذا اطلعت العامةُ على قبائح الخاصة مثلما حدث في أيامنا هذهِ لأسبابٍ كثيرة منها العولمة، منها الإعلام، منها التكنولوجيا الفائقة، منها حرية الرأي، منها تبدُّل الأوضاع السياسية، منها ازدياد عدد الشيعة، منها وصول الشيعةِ إلى سُدَّة الحكم، ومنها، ومنها، فاطلعت عامة الشيعةِ ولو بالإجمال على قبائحِ وفضائحِ خاصَّة الشيعة وهم مراجع الشيعة وزُعماء الشيعة، فإذا اطلعت العامةُ على قبائح الخاصة أُخذت العامة بقبائح الخاصة إن لم تُغير إن لم تعترض ..!! هذا هو قانون العامةِ والخاصة، هذا الخذلان لأنَّ عامة الشيعة.
قد يقول قائل: أكثر الناس لا تعلم؟! أكثرُ الناسِ ليس هم الَّذين يُطالَبون بالتغيير، وإنَّما النُّخبة الطبقة الواعية المثَّقفون الَّذين يمتلكون تأثيراً على المجتمع، هناك طبقةٌ في الواقع الشيعي هي الَّتي تستطيع أن تُغيِّر، أنا شخصٌ واحد ولكنَّني استطعتُ أن أضع ولو خدشاً في هذا الواقع السيئ، استطعت أن أخدش هذا الواقع السيئ، لكنَّني لا استطيع أن أفعل أكثر من ذلك، اليد الواحدة لا تُصفِّق كما تعلمون، طبقة المثَّقفين من أساتذةِ الجامعات، من الأطباء، من الأكاديميين، من المهندسين، من الَّذين يعرفون الحقيقة اطلعوا على الحقائق وسكتوا يعرفون الحقيقة بإمكانهم أن يضموا أصواتهم إلى صوتي، وكما يقولون قطرة قطرة تمتلي الجرة، فستكون المؤسَّسةُ الدينيَّةُ الشيعيَّةُ الرسميَّةُ حينئذٍ في مواجهة الحقيقة، أنا لا أتحدَّثُ عن تنظيماتٍ سياسةٍ ولا أتحدَّثُ عن صراعٍ سياسي ولا أتحدَّثُ عن منافسةٍ في الزعامةِ والمرجعيَّة أبداً، إنَّني أتحدَّثُ عن الثقافةِ وعن الفكر وعن الوعي وعن الدليل العلمي، وأُطالبهم أُطالب النُّخبة من كان منهم قادراً على أن يكتب، على أن يتحدَّث حتَّى لو اختفوا وراء أسماء غير أسماءهم إن كانوا يخافون، كثرة الكتابة ولكن أن تكون كتابةً رصينة، السُّباب والشتائم والكلام الفارغ الَّذي لا يستندُ إلى دليل وحقائق نتائجهُ وخيمة ستكون بالعكس، الكلامُ العلمي الَّذي يستندُ إلى الحقائقِ والأدلَّةِ، البيانُ الَّذي ينسجمُ مع العقل هو هذا الَّذي يؤثِّر وكلمةٌ هنا وجملة هناك وحديثٌ شفويٌّ مع الناس، وكلامٌ يُكتبُ على وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، وهكذا شيئاً فشيئاً ستُجبرُ المؤسَّسةُ الدينيَّةُ الشيعيَّةُ الرسمية على أن تُصلح من حالها وإلَّا فإنَّ الأمر سيذهبُ إلى الأسوأ والأسوأ، هذا هو قانون الخاصةِ والعامة، فإنَّ العامة إذا اطلعت على قبائح الخاصة ولم تعترض لم تغير فإنَّ العامة حينئذٍ ستُؤاخذ بذنوب الخاصةِ وقبائحها، وهذا هو الَّذي يجري الآن ولكن في بدايات الطريق، فنحن سائرون إلى الأسوأ والأيام بيننا ..!!

مقطع من برنامج [إطلالةٌ على هالةِ القمر] – الحلقة (18)
تفسير المؤسسة الدينية لدعاء أهل الثغور ج1
قناة القمر الفضائية – بث مباشر
الاحد: 3 ربيع الاول 1440هـ الموافق: 11/11/2018

* شاهد الحلقة على اليوتيوب:

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.